من أولياء ووليات مدينة القصر الكبير : 10) الولية الصالحة فاطمة بنت أحمد الجبارية الصالحة والزاهدة
الجمعة 29 ابريل 2016 – 17:59:14
هي فاطمة بنت الفقيه العلامة سيدي أحمد بن الحسين الجباري الشريف الحسني القصري، تنحدر من العائلة الجبارية القصرية التي أنجبت العديد من العلماء والفقهاء والصلحاء، الذين ساهموا في نشر العلم والمعرفة.
لم أقف لها على ترجمة كاملة، ولا على تاريخ ومكان ولادتها، ونشأتها وتعليمها، وكذا العلماء والفقهاء الذين تتلمذت علي يديهم وأخذت عنهم. باستثناء بعض المعلومات القليلة التي لا تشفي الغليل. فهي تعد سليلة عائلة علمية حيث نشأت وترعرعت بين أفرادها، وتميز علماؤها بالعمل في التدريس والقضاء ألا وهي الأسرة الحبارية. جاء في كتاب معجم شهيرات المغرب : ( وقد انتقل بعض أفرادها إلى مدينة القصر الكبير في القرن العاشر الهجري، وبرزوا في مجال العلم والتصوف … وفاطمة هذه من ذريتهم، عرفت بالولاية والصلاح، والسعي في نشر السلوك القويم، واتخذت من منزلها مجلسا لحلقات الذكر والتربية الروحية لفائدة مريداتها المتصوفات). الصفحة 247.
وقـد عاشت الولية الصالحة فاطمة الجبارية في القرن الحادي عشر الهجري، القرن السابع عشر الميلادي، خلال عصر الدولة السعدية ( 915-1069هـ / 1510- 1658م). وافتها المنية بمدينة القصر الكبير سنة 1080هـ / 1670م. حسب ما هو مشار إليه بالرخامة الموجودة بحائط الضريح الذي دفنت فيه بعدوة باب الواد حي الديوان بالدرب الذي يحمل إسمها درب للا بنت أحمد. وقد ورد في كتاب لمع من ذاكرة القصر الكبير: (توجد تربتها في مجاورة المسجد المنسوب إليها من رأس الديوان داخل القصر الكبير، ويقال إنها كانت معاصرة لسيدي الفضلي المتوفى رحمه الله سنة 1060 هـ). الصفحة 118. رقم 24.
وجاء في معلمة المغرب 09: (الجباري فاطمة بنت أحمد القصرية ولية صالحة كان والدها من علماء المدينة، وهو المترجم قبل. اشتهرت بتنظيم حلقات الذكر بمنزلها، وكانت ظاهرة البركات. توفيت بمدينة القصر الكبير في أواخر القرن الحادي عشر (17م). ودفنت بدار سكناها بحي باب الواد، ثم أقيمت عليها قبة، وبني بإزاء ضريحها مسجد تقام فيه الصلوات الخمس. وما زال أبناء الأسرة الجبارية بالقصر الكبير ينظمون سنويا بضريحها حفلا لإحياء ليلة المولد النوبوي الشريف ). الصفحة 2901.
المشهور عن الولية الصالحة فاطمة بنت أحمد أنها كانت تنظم بمنزلها حلقات للذكر وسهرات صوفية، تتلى فيها آيات من الذكر الحكيم وأوراد دينية وصوفية. يقول عنها الخضر بن عبد السلام الجباري في كتابه تيسير الباري: (… كانت تقيم حلقات الذكر بمنزلها الذي دفنت فيه بحومة باب الوادي، ويذكر المسنون من أفراد عائلتنا أنها كانت تعتريها غيبة عند ذكر النبي (صلعم)، وتبقى على حالها تلك مدة طويلة، توفيت رحمها الله أواخر القرن الحادي عشر الهجري ودفنت بمرقدها الكائن بحومة الديوان من القصر الكبير وأقيمت عليها قبة، كما بني مسجد بإزاء ضريحها تؤدى فيه الصلوات الخمس.
رثاها أخوها وكان زجالا بمرثية جاء في مطلعها : اللا نعست سنـــــــــــــدت كان هي في النوم راكدا قولو لها الحضرة تعكست قوم يابنت أحمد تكلســــا ولا زال ضريحها يشهد كل عام تجمعا كبيرا لأبناء الجباري وعموم المؤمنين بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف حيث يتلى القرآن الكريم والمدائح النبوية الشريفة في جو روحاني عظيم، نفعنا الله بها آمين). الصفحتان 25 و26.
المراجع :
1- كتاب تيسير الباري في ثبوت النسبة النبوية الشريفة لأولاد الجباري. إعداد الخضر بن عبد السلام الجباري الحسني. السنة 1989م
2- كتاب لمع من ذاكرة القصر الكبير. كتاب جماعي. إعداد وتنسيق محمد العربي العسري و ج. محمد أخريف. السنة 2012م.
3- معلمة المغرب العدد 9. 1998م. الصفحة 2901. من إنتاج الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر.
4 – كتاب معجم شهيرات المغرب. تأليف زهراء ناجية الزهراوي.الطبعة الأولى 2009م . رقم 255. الصفحة 247.
5 – كتاب إتحاف المطالع بوفيات القرن الثالث عشر والرابع. تأليف عبد السلام بن عبد القادر بن سودة. تحقيق محمد حجي.