يحتفل العالم اليوم، السبت 26 نونبربشجرة الزيتون التي ليست عادية كباقي الأشجار.والمثيرفي الأمرأن هذه الشجرة المباركة التي ذكرها الله وأقسم بها في كتابه العزيز، مصداقا لقوله تعالى :”والتين والزيتون وطورسنين وهذا البلد الأمين..” سورة التين ومصداقا لقوله تعالى :”وزيتونا ونخيلا..” جعلت حتى الذين لايتوضؤون ولايعرفون وجهة القبلة، يحتفلون بهذه الشجرة من حيث لايشعرون، بل يخلدون لها يوما عالميا، الهدف منه هوالعمل على تشجيع حمايتها والتحسيس بأهميتها، نظرا لقيمتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية..والشجرة على الدوام، كانت تمثل تجسيدا رمزيا لقيم السلام والحكمة والأمل، حيث تنموبالقارات الخمس وتعمل على تشغيل اليد العاملة واستتباب الأمن الغذائي، فضلا عن الموارد الطبيعية، لاسيما في البوادي والأرياف..أكثر من هذا فالشجرة احتلت في مخيلة المجتمعات القديمة مكانة لها قدرها وجلالها، حيث وجدت فيها هذه المجتمعات بلسمها الشافي للعديد من الأمراض ومازالت الدراسات العلمية تطالعنا، بشكل شبه يومي، بجديد في الموضوع..بالإضافة إلى هذا، بات الزيتون وزيته مطلوبين في الطبخ وفي كثيرمن أنواع التغذية لدى شريحة واسعة من المستهلكين، في وقت أصبحت المواد الكيماوية تستعمل في المحاصيل الزراعية وبالتالي لايكون مفعولها مفيدا للصحة العامة.لذا، فإن التحسيس بأهمية شجرة الزيتون والحفاظ عليها، لما لها من فوائد جمة على صحة الإنسان أضحى مسألة لانقاش فيها، لاسيما في ظل التغيرات المناخية العالمية..
وجدير بالذكرأن الزيتون الذي ورد لفظه في القرآن”تمنع أشجاره التصحروتحمي من تآكل التربة”، وفق الخبراء في المجال والذين أشاروا كذلك إلى”أن أشجار الزيتون تأخذ ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي أكثرمما ينبعث أثناء عملية إنتاج زيت الزيتون ولديها أيضا القدرة على زيادة تثبيت ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي في التربة”..
وعلاقة بالموضوع، فإن المغرب يتميز بإنتاج كميات مهمة من الزيتون، غيرأنه يتوقع أن تعرف أسعار زيته ارتفاعا خلال الموسم الحالي، نظراً لتأثيرالجفاف على إنتاج هذه المادة، وزيادة الطلب العالمي، نتيجة ضعف المحاصيل، وفق مصادرإعلامية، إذ من المنتظرأن يصل ثمنه إلى 100 درهم للترالواحد خلال هذا الموسم..وبالتالي، فإن الموسم الفلاحي لهذه السنة، سيعرف نقصا في المواد وفي جودتها، الأمرالذي سيؤثركثيرا على السوق، مزارعين وتجارا ومستهلكين..
ويمني الجميع نفسه، بعودة العافية وزيادة الإنتاج في الزيتون وزيته، هذه المادة السحرية التي لايليق بها أن تنتهي احتكارا بين أيدي المضاربين ولصوص الجيوب واستغلالا لظروف الأزمة والفتور..
محمد إمغران