بدايات وامتدادات مجلة ‹‹ النبراس››
جريدة الشمال – هدى المجاطي ( مجلة ‹‹ النبراس›› )
الإثنين 02 نوفمبر 2015 – 12:07:24
ورد في كلمة العدد الأول أن:‹‹ النبراس ينتشر شعاعها في حالة قشيبة مكللة بالأماني المرجوة، والغايات المنشودة، مرصعة بدرر علمية وجواهر أدبية، تطلع عليك أيها القارئ مجلتك النبراس في أول عدد لها، ناشرة شعاعها في الآفاق الثقافية والميادين الأدبية والاجتماعية..لقد مضى عليها خمس سنوات لم تأل فيها جهدا ولم تدخر وسعا في سبيل تهذيب هذا النشء الصالح، وجعل منه قوة روحية تتمثل فيها الغيرة الدينية وتتجلى فيها العزة الإسلامية..إلا أن أسرة النبراس رأت أن المستوى الذي كانت عليه مجلتها منذ نشأتها حتى الآن، غير مجدي بالنسبة لما يتطلع إليه الجيل الحاضر من نشر الوعي القومي والنهوض الثقافي، لأن كل شيء يتطور بتطور العصر، فإن صدورها على الآلة الكاتبة وفي أعداد محدودة لا يكون له تأثير بقدر ما إذا شملها الطبع وعمها النشر، وأصبح هذا الشعاع النبراسي الوهاج منبثقا في جميع الأوساط الثقافية، يذكي شعلة النهضة ويتألق في سماء العرفان..فها هي مجلتكم، هي موضع آمالكم ومستودع قرائحكم، ومرآة صافية تنعكس عليها صور أفكاركم، وتعبر عما تكنه الضمائر ويختلج في الصدور بلسان صادق لا تعوزه الصراحة وأقلام سيالة لاتعرف المجاملة››
استقطبت مجلة ‹‹النبراس›› خيرة أقلام الفكر والإبداع أمثال: التهامي الوزاني، أحمد مراد (ممثل جبهة التحرير الجزائري)،محمد الأمين محمد (من مصر)، فائز السباعي (من سوريا) محمد الفلاح (في الركن الديني)، محمد الخضر الريسوني (القصة القصيرة)،أحمد محمد بلقات، مصطفى الصباغ، لسان الدين داود، عبد الرحمان القباج (مبعوث النبراس بمكناس)، فاطمة الجزائرية، محمود محمد مصطفى من الأردن، حسن الطريبق. والشعراء: المهدي الدليرو، محمد غربي، عبد الكريم الطبال، المهدي الفرخاني.
كتبت عنها جريدة ‹‹الأمة›› بعد صدور العدد العاشر منها: ‹‹النبراس مجلة خطية شهرية تعدها زمرة من طلبة المعهد المغربي للدراسة الثانوية بتطوان، وهي صلة الوصل بين أوساطهم وتتكلم بلسانهم، صدر لحد الآن العدد العاشر منها حيث تفضل الأستاذ عبد الخالق الطريس بمطالعته، وأهاب بالمشرفين عليها أن يسيروا سيرا حثيثا في طريقهم المؤدي إلى شاطئ العلم والمعرفة والتقدم والازدهار، ونحن على صفحات هذه الجريدة نحيي في تلكم الفئة من الشباب النشيط العامل روح العمل والكد، لرفع المستوى الثقافي بهذه الديار، وندعو كافة الشباب أن يظهروا نبوغهم على صفحات هذه المجلة الأنيقة، وأن يتصلوا بمديرها النشيط الطالب مصطفى الصباغ، ويقدمون إليه كل ما أنتجته قرائحهم والله ولي التوفيق››
اشتملت المجلة على دراسات وأبحاث أدبية متنوعة، إضافة إلى اهتمامها بقضايا المغرب العربي وفي مقدمتها كفاح الشعب الجزائري لنيل استقلاله.
في نونبر 1957، توقفت المجلة مؤقتا بعد صدور العدد الثالث مدة ستة أشهر،واعتذرت عن ذلك بقولها: ‹‹ نعتذر لحضرات القراء الكرام عن طول احتجاب المجلة، ومرجع ذلك فقدان المطابع العربية هنا، الشيء الذي حال دون الصدور في الوقت المعتاد، ولولا لطف الله الذي هيأ مطبعة قديمة قامت إدارة المجلة بإصلاحها وتنظيمها لوقعنا في المكروه، والمطبعة الآن تحت إشراف إدارة النبراس ›› .
توقّفت مجلة‹‹ النبراس›› نهائيا في نونبر 1958 ، وقام أعضاؤها بتأسيس جمعية ثقافية رائدة سموها ‹‹ جمعية نبراس الفكر››.