تاريخ رياضة الصقور في شبه الجزيرة العربية 1 / 2
الجمعة 11 مارس 2016 – 15:27:25
ارتبطت منطقة قواسم دكالة بمدينة الجديدة برياضة الصيد بالصقور منذ زمن طويل، وأصبح ذكر الصقر بالمنطقة مرتبطا ارتباطا شديدا بهذا الطائر، في هذه الحلقات التي نقدمها بين أيديكم، حاولنا تقريب قراء الجريدة من عوالم هذا «الطائر الحر»، وطقوس رياضة الصيد بمنطقة القواسم الممتدة إلى أولاد عمران. كما حاولنا تتبع جزء من المسار التاريخي لرياضة الصيد بالصقور من شبه الجزيرة العربية إلى المغرب ومنطقة قواسم دكالة بالخصوص. وقد اعتمدنا في إنجاز هذه الحلقات على بعض الكتب والوثائق التاريخية، التي تطرقت لموضوع رياضة الصيد بالصقور، كما حاولنا الاقتراب أكثر من الصقر والصقارين بمنطقة القواسم القريبة من أولاد افرج، واستقينا رواياتهم المباشرة حول هذا الطائر ورياضة الصيد به. قبل أن نخلص إلى المشاكل التي تتخبط فيها هذه الرياضة بالمنطقة وسبل تجاوزها مستقبلا.
تذهب بعض الدراسات والكتب إلى أن رياضة الصيد بالصقور تمتد إلى الفترة اليونانية وعهد الفرس الذين دافعوا في بعض كتاباتهم عن فكرة مفادها أن ملك الفرس الثالث هو أول من صاد بالصقر، وهناك دراسات أخرى ترجع تاريخ رياضة الصيد بالصقور إلى القرن السابع عشر قبل الميلاد، وهي كلها نظريات -على قلتها- تؤكد امتداد هذه الرياضة في دول آسيا، خاصة في صفوف بعض القبائل المتجولة، كما تؤكد على عراقة تاريخ تعامل الإنسان مع الصقور، لكننا قررنا في هذه الحلقات التركيز على تاريخ الصيد بالصقور بمنطقة شبه الجزيرة العربية.
وتؤكد كتب التاريخ أن في فترة الجاهلية كان القوم يروضون الطيور ويصارعونهم ويستعملونهم في الصيد إذ لم يكن الصيد عند أهل الجاهلية وسيلة من وسائل الرزق فحسب وإنما كان متعة من متع النفس وضربا من ضروب الحرب أيام السلم. وكان العرب أيام الجاهلية في أمس الحاجة إلى الرزق والمتعة، والتدريب والتباري الدائم؛ لذلك أقبلوا على رياضة الصيد بالطيور إقبالا كبيرا.