تطوان: وطني ومناضل من الرعيل الأول النقيب محمد التيجاني الدردابي يلتحق بدار البقاء
الجمعة 22 ابريل 2016 – 20:23:58
ودّعـت مدينة تطوان الأسبوع الماضي، وفي جنازة مهيبة، وطني ومناضل فذ من الرعيل الأول وأحد أعضاء أول مجلس علمي بتطوان لسنة 1956، ونقيب النقباء بتطوان الفقيد محمد التيجاني الدردابي.
فعن عمر يناهز 87 سنة ودع أبناء تطوان ابن شيخ الطريقة التيجانية الحاج محمد الدردابي الفاطمي الحسني، بعد مسيرة نضالية وسياسية وحقوقية وعلمية طويلة حافلة بالعطاء. حيث كان عضوا بارزا في حزب الإصلاح الوطني أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، وكان عضوا فعالا في اللجنة الإدارية للحزب، إلى جانب مجموعة من الوطنيين أمثال الزعيم عبد الخالق الطريس والطيب بنونة والفقيه محمد طنانة وعبد السلام بنونة والفقيه الطنجي ومحمد العربي الشاوش وغيرهم. و كان الفقيد أصغر طالب بتطوان يحصل على الشهادة العالمية من المعهد الديني بتطوان. كما كان من أوائل الطلبة الذين التحقوا بجامعة محمد الخامس بالرباط (الفوج الأول سنة 1957) حيث تابع دراسته الجامعية بشعبة القانون، إلى أن تخرج منها سنة 1960، ثم التحق بالنيابة العامة بتطوان في نفس السنة لقضاء سنتين من التدريب، قبل أن يصبح محاميا مسجلا بلائحة المحامين بهيئة تطوان سنة 1961 دون أن ينهي فترة تدريبه.
ثـمَّ أحرزَ على شهادة الدرجة الأولى في مهنة العدالة سنة 1960 .
و التحقَ النقيب في أوائلِ الستينيات بجامعة القرويين بفاس إلى أن حصل على الشهادة الجامعية بتخصصه في الشريعة الإسلامية وشعبة الفقه وأصوله، وفي سنة 1963 انتخب الأستاذ النقيب عضوا بهيئة المحامين بتطوان وظل عضوا لعدة ولايات، قبل أن يصبح نقيبا للمحامين بتطوان سنة 1968. وفي بداية الاستقلال عيد أستاذا بالمعهد الرسمي بتطوان (ثانوية القاضي عياض حاليا) وأستاذا بالمعهد والمدرسة العليا للأساتذة بنفس المدينة، وقد تخرج على يديه العديد من الأطر التي تقلدت مناصب عليا في الدولة.
وفي المَجال السياسي، وبعد اندمـاج حزبي الإصلاح الوطني والاستقلال، انخـرطَ بقُــوة في العمل السياسي، حيث انتخب كاتبـًا لفرع حزب الاستقلال بتطوان سنة 1968 وعضوا بمجلسه الوطني، وأعيدت فيه الثقة لهذه المهمة عدة مرات
.وفي سنة 1972 انتخب عضوا باللجنة المركزية لحزب الاستقلال ، كما انتخب رئيسا للجنة التحكيم والتأديب. و لقد ألقى المرحوم العديد من المحاضرات والندوات وشارك في العديد من المؤتمرات الوطنية. كما كان من المؤسسين للهيئة المحلية لمساندة الكفاح الفلسطيني. وفي المجال الاجتماعي، كان عضوا بارزا في لجنة الهلال الأحمر المغربي.. كما عرف المرحوم بمبادراته المتعددة للدفاع عن المظلومين، كقضية المؤامرة المدبرة ضد بعض الوطنيين بإقليم تطوان بشأن تزوير الجوازات، و أحداث سنة 1984 وغيرها كثير. وفي يوم 22 مارس من سنة 2013 تم تكريمه من طرف هيئة المحامين بتطوان بالوسام الأكبر وبدرع الوفاء والتقدير، بحضور وزير العدل والعديد من الشخصيات ورجال القضاء والنقباء والمحامون وفعاليات المجتمع المدني بتطوان. وعرف منزله بتطوان باحتضان العديد من الاجتماعات واللقاءات وحضور بارز للقيادات الوطنية. لقد ظل المرحوم النقيب محمد التيجاني الدردابي مخلصا ووطنيا صادقا وملتزما بقضايا المواطنين وهموم الوطن، إلى أن ودع دار الفناء. و لا يسعنا في الختام، إلا أن نتقدم بتعازينا الحارة لزوجته الحاجة مليكة أقلعي وأولاده يحيى وحافظ وطه وعزيز وعزة ، ولكل عائلته وأصهاره من آل الدردابي وأقلعي والفرطاخ وبنعبد الوهاب واللبادي و بنتاويت والسعود.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم ذويه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون. ن أن نتقنتقدم بتعازينا الحارة لزوجته الحاج.