مراحل متقدمة تلك التي قطعتها منطقة الأنشطة الاقتصادية بمدينة الفنيدق، وذلك في أفق الإعلان عن افتتاحها وخلق متنفس جديد لشباب المنطقة بعد الأزمة الخانقة التي ضربت المدينة ولا تزال، نظير إغلاق معبر باب سبتة المحتلة وما تمخض عنه من مشاكل اقتصادية.
أشغال منطقة الأنشطة الاقتصادية غطت ما مجموعه 10 هكتارات بالنسبة للشطر الأول، في حين بلغت أشغال الحفر والإنجاز لأزيد من 50 في المائة وبالتالي فإن المستودعات الأولى ستكون جاهزة قبل متم سنة 2021، بغلاف مالي يقدر ب 200 مليون درهم.
هذه الأشغال التي تسهر على إنجازها وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال والوكالة الخاصة طنجة المتوسط، ستضم ما مجموعه 33 مستودعا تصل مساحة كل واحد منهم ما بين 365 إلى 1000 متر مربع، قابلة للتغيير حسب احتياجات المستثمرين، إذ من المرتقب أن تصل الى 76 مستودعا.
في سياق مرتبط بالموضوع، تتواصل الجهود الحثيثة لإنجاز نواة صناعية قصد خلق مناصب عمل قارة، إذ واصلت الوحدات الصناعية الأربع التي تم إحداثها في المنطقة تكثيف حملات التشغيل، حيث تم إدماج أزيد من 1200 شخص، معظمهم من النساء المشتغلين سابقا في التهريب المعيشي، وذلك في أفق خلق 5000 منصب عمل قار.
بشرى سارة لسكان مدينة الفنيدق، بعد تسجيل تقدم ملموس في مشروع الأنشطة الاقتصادية بالمنطقة، وهذا له دلالة واحدة تتمثل في أن الدولة جادة في وعودها تجاه ساكنة هذه المدينة، التي عاشت الأمرين، إثر إقدام السلطات على إغلاق الممر الحدودي لباب سبتة، وما هي إلا أيام قليلة حتى يرى مشروع المنطقة الصناعية والاقتصادية النور، على غرار باقي المشاريع التنموية.
وبهذه المشاريع التي سترى النور قريبا، سيتم التغلب نوعا ما على أزمة الشغل، وعلى ظاهرة البطالة التي استفحلت منذ أن تم إغلاق الجيب المحتل في 2019، وعليه فإن هذا الأمر من شأنه أن يعطي انطلاقة جديدة في العلاقة بين السكان المحليين وإدارة الدولة المبنية على أسس متينة قوامها الثقة في أجهزة الدولة التي برهنت وبكل مصداقية على أنها رهن إشارة المواطن وفي خدمته وذلك تبعا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
تجدر الإشارة إلى انه تم تخصيص 400 مليون درهم (حوالي 45 مليون دولار)، لإنجاز سلسلة مشاريع ضمن البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية لعمالة المضيق الفنيدق وإقليم تطوان.
وتنقسم المشاريع ضمن هذا البرنامج إلى 3 محاور أساسية تتمثل في إحداث منطقة للأنشطة الاقتصادية في مدينة الفنيدق، وبلورة آلية للتحفيز المالي لجلب الاستثمارات في منطقتي الأنشطة الاقتصادية “تطوان بارك” و”تطوان شور”، وخلق مبادرات اقتصادية تحفيزية لمواكبة الشركات في إطار مهيكل، وتحسين قابلية النساء والشباب لولوج سوق العمل.