تقديم ديوان : ” خبز ومقام انصراف ” ..

 ووضع الكاتب والناقد د. محمد الفهري تجربة الشاعر محمد ابن يعقوب داخل السياق العام للمنجز الشعري ، مشيرا إلى أن فاتحة بدايات تجربته انطلقت من داخل البيت الصوفي ، متشبعة بالأجواء الروحانية والفيوضات الاشراقية ، وقد تمثل هذا الملمح في ديوانه الأخير من خلال الكلمات ذات النزوع الصوفي.. وكذلك من خلال التعابير والصور التي كان يستعيرها – أيضا – من الموروث الصوفي بشكل معلن تارة ومبطن تارة أخرى.

 واعتبر الناقد د. محمد الفهري أن قصيدة: ” صمت يترفق أجنحة الليل” ، نموذجا رائعا للتجربة الشعرية الصوفية داخل هذا المنجز الشعري ، تسعى إلى ترسيخ قيم المحبة والإخاء لدى الإنسان ، والسمو بأخلاقه ووجدانه وذوقه ، والارتقاء بنفسه في معارج الكمال والبهاء والجمال… 

وأشار الباحث ذ. خالد الغزواني إلى أن اللحظة الشعرية عند الشاعر محمد ابن يعقوب تتميز بعمق السؤال الدهراني والابتعاد عن النمطية الشعرية والإيقاع البطيء ، ليعانق الإنسانية بأرقى معانيها وبلونها القرمزي ، ويرصد في أنجمها رعب الطفولة وألم الحيوان وسكارى الليل ، ليقدم حلما يحتضن حمرة البؤس بيده المرتعشة…