تقرير في شأن تعنيف قائد مقريصات / وزان للمواطن سعيد الطواف
الجمعة 20 ماي 2016 – 17:12:27
مساء يوم السبت 26 مارس 2016 ، تلقى السيد محمد حمضي عضو اللجنة الجهوية مكالمة من مواطن يقطن بجماعة مقريصات التابعة إداريا لعمالة وزان ، في شأن تعنيف قائد نفس الجماعة لمواطن يدعى سعيد الطواف .
في اليوم الموالي قام بالتحريات الأولية وذلك بإجراء سلسلة من الاتصالات الهاتفية بالعديد من الأصدقاء والمصادر الأخرى بعين المكان لجمع أكبر قدر من المعلومات حول القضية ، قبل الانتقال لإشعار السيدة رئيسة اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ، بغاية تحديد الخطوات المقبلة . يوم الإثنين 28 مارس تناقلت العديد من الجرائد الإلكترونية والورقية الخبر ، فقام عضو اللجنة بمهمة التقصي في القضية التي أنجزها بعين المكان يوم الأربعاء 30 مارس 2016.
معلومات عن الشخص المعنف : الاسم الكامل : سعيد الطواف تاريخ ومكان الازدياد : 1969 بمقريصات رقم البطاقة الوطنية : LC 23936 العنوان : مركز مقريصات / جماعة مقريصات / وزان المهنة : عامل بقيادة مقريصات / تابع للإنعاش الوطني
تصريح الشخص المعنف (سعيد الطواف) ” يوم السبت 26 مارس 2016 هاتفني السيد القائد على الساعة 9 و 56 دقيقة صباحا ( دليله في ذلك هو رقم هاتف القائد 0666925895 الذي يحتفظ به مسجلا في سجل الاستقبال بهاتفه الخاص ) ، حيث سيطلب مني الانتقال إلى بيته من أجل أن أحضر له الإسفنج . وفعلا تجاوبت مع طلبه وانتقلت إلى بيته، وبصولي إلى مدخل مسكنه هاتفته على الساعة 10 و دقيقتين ( يحتفظ بالمعلومة مسجلة بهاتفه الخاص ) لكنه لم يرد ، فقرعت الباب ، حيث سيقابلني ، وسيمكنني من ورقة 20 درهما من أجل تبضع الإسفنج . وأنا أنزل في أدراج مدخل المنزل التفتت إليه طالبا منه بأن يحدد لي كمية الأسفنج التي علي تبضعها . في هذه الأثناء طلب مني الرجوع إليه ، وهو ما فعلته بدون تردد ، حيث سيطلب مني بأن أرجع له الورقة المالية . وما هي إلا لحظة حيث سيقبضني من يدي اليمنى ، وسيلتف على عنقي محاولا خنقي ، مرددا كلاما ساقطا ( غادي نوري دين موك واش هذا القائد أو أشنو – غادي نصيفط دين موك إلى المحكمة لأنك تهجمتي عليا في بيتي ) . ذهلت من تصرفه المفاجئ ، وبدأت أتوسل إليه ، لكنه شرع في صفعي .
مباشرة بعد ذلك سيلتحق به رجل القوات المساعدة عبد العظيم الإدريسي الذي سيطلب منه إحكام قبضته علي متهما إياي بالتهجم على بيته . رجل القوات المساعدة وبناء على أمر من القائد ، قام بإسقاطي على الأرض ، فوضع ركبتيه فوق صدري وشرع في جلدي بكل أنحاء جسمي حتى كدت ألفظ أنفاسي . ارتفع صراخي من قسوة التعنيف الذي تعرضت له.
في هذه اللحظة سيلتحق رجال الدرك الملكي بمكان الاعتداء ، وجروه من فوق صدري . وبسيارتهم قاموا بنقلي إلى المركز الصحي بمقريصات لتقديم الإسعافات الأولية . قاموا بالتقاط صور تشهد على بشاعة ما تعرضت له من تعنيف . ولأن حالتي كانت خطيرة تم نقلي على متن سيارة الإسعاف حيث سيرافقني إلى المستشفى الإقليمي محمد الخامس بشفشاون ، رجل درك وممرض . بعد تلقي أهم الإسعافات على يد طاقم طبي هناك ، عدت إلى بيتي على متن نفس سيارة الإسعاف ، وبرفقة نفس الأشخاص . ولأن حالتي الصحية تدهورت بشكل كبير فقد توجهت يوم الإثنين 28 مارس 2016 إلى نفس المستشفى بشفشاون حيث سيمكنني الطبيب بعد بعض الفحوصات الطبية من شهادة طبية تثبت العجز في 45 يوما ، مع الإذن بالانتقال إلى مستشفى القرطبي بطنجة لأن هناك احتمال أن يكون هناك شق في الرأس.
بمستشفى القرطبي بطنجة أجريت لي يوم الأربعاء والخميس ( 30 و 31 مارس ) مجموعة من الفحوصات الطبية ، انتهت بتمكيني من لائحة أدوية قصد استعمالها في انتظار إجراء عملية جراحية على الوجه .” وللقبض على سبب واحد من وراء هذا التعنيف الذي ادعاه المواطن سعيد الطواف ، جاء تصريحه على الشكل التالي : ” قبل ثلاثة أو أربعة أيام على الاعتداء الذي ذهبت ضحية له ، كنت قد وجهت شكايتين إلى كل من وزير الداخلية وعامل إقليم وزان ، اشتكيت فيهما القائد المعتدي ، الذي كان يطلب مني ورغما عن أنفي ، بأن أسمح لزوجتي الانتقال إلى بيته للقيام بالأشغال المنزلية ، علما بأن زوجته كانت قد غادرت بيتها قبل ذلك بمدة ، وذلك بسبب خلاف عائلي انتهى ربما بالطلاق في الأسابيع الأخيرة . وأن القائد سبق وقدم لزوجتي هدية ( عقيق ) ” كان هذا هو مجمل التصريح الذي تقدم به المعتدى عليه .
مباشرة بعد مغادرة بيت المواطن سعيد الطواف ، انتقل عضو اللجنة إلى مقر القيادة قصد الاستماع إلى وجهة نظر القائد ، لكن تعذر عليه انجاز المهمة ، نظرا لغيابه عن عمله ومغادرته للقرية منذ وقوع الحادث . وغير بعيد عن مقر القيادة ، عرج على مقر عمل رئيس الدائرة الذي استقبل عضو اللجنة بتقدير واحترام ، فقدم له صفته الرسمية ، والغاية من تواجده هناك ، والتمس منه إخبار القائد بأن عملية التقصي التي فتحتها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بطنجة في الواقعة ، تتوقف على تصريحه قبل رفع التقرير إلى الجهات المختصة كما يحددها الظهير المحدث للمجلس الوطني لحقوق الإنسان .
و اثناء العودة إلى وزان ، تلقى عضو اللجنة مكالمة من رئيس جماعة أسجن / إقليم وزان ، حيث سيتحدث في موضوع القائد ، فاتفقا على موعد يوم الجمعة 01 أبريل ، على الساعة السابعة والنصف صباحا ، بمقهى نابلس بوزان ، والتمس منه أن يصطحب القائد معه . لقاء الجمعة تم فعلا ولكن في غياب القائد . قدم العضو اختصاصات اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان ، وأنها تتموقع على نفس المسافة من الطرفين ، وتنجز عملها بحيادية مطلقة .
وقد باحَ له بأن القـائـد ندم على تصرفه الذي جاء نتيجة ضغوطات اجتماعية ونفسية يمر منها . يوم الجمعة ليلا وحول نفس الموضوع ، اتصل هاتفيا موظف بالفلاحة بمركز أسجن ، وكذا أخوه من مدينة أكادير ، تربطهما علاقة صداقة بالقائد حسب ما فهم من كلامهما . أفهمتهما بأن عملية الاستماع التي أنجزها لن يعرفوا عن تفاصيلها أي شيئ ، وأنه كمكلف من طرف رئاسة المؤسسة الحقوقية الجهوية القيام بعملية التقصي في الواقعة ، سينتظر حضور القائد قصد الاستماع إليه لتدوين أقواله ، وذلك إلى حدود مساء يوم السبت ، والتمس منهما إقناعه بذلك .
ملاحظات:
– جل الأشخاص الذين التقيت بهم بمركز مقريصات يشددون على أن سبب تعنيف القائد لسعيد الطواف يجد تفسيره في التحرش .
– زوجة سعيد الطواف كانت تقوم بالأعمال المنزلية بمنزل القائد عندما كانت زوجته مقيمة معها ( أي قبل مغادرتها البيت لأسباب عائلية) .
– أفاد أحدهم بأن القائد الحديث العهد بالمسؤولية ، جاء انتقاله من إقليم أزيلال إلى جماعة مقريصات بإقليم وزان كإجراء تأديبي في حقه .
– القائد وحسب ما صرح لي بذلك شخص ، يدعي بأن سعيد الطواف هو من هاجمه في بيته
– اللكمات كانت عنيفة ، كما أصابت أكثر من مكان في جسد سعيد الطواف ( الرأس ، الوجه الأسنان ، الدراعين ، الظهر)
– بلغ الى علمي أن الضحية قد وضع شكاية لدى القضاء في الموضوع، وهناك محاولات حثيثة للضغط عليه للتنازل.