حوار شامل مع الشاعر الكبير مصطفى الشريف الطريبق حول الإبداع والشعر خاصةً والربيع العربي والعرب .. وفلسطين ..(2)
الجمعة 12 غشت 2016 – 12:19:00
س3 : كيف ترى الشعر كمفهوم بين قديم وحديث؟
ج : الجواب على هذا السؤال هو أنني أكاد لا أوافق في مجال الشعر على مفهومي قديم وحديث ، لأن الشعر الأصيل الذي يهز الخاطر ويحرك المشاعر ويحمل رسالة إنسانية أو عاطفية، أو اجتماعية لا ننظر إلى جدته أو قدمه ، وإنما ننظر الى قيمته ، وقد نجد قصائد قيلت قديما وهي تعبر عن عصرنا ، ونجد العكس ، ومعلوم أن الشعر الحر إذا نظرنا إلى شهادة ميلاده فإنه لم يعد حديثا لأنه اليوم يقارب أكثر من خمسة عقود على ظهوره ، والحقيقة أن ما يسمى بالشعر الحر لا زال لحد الآن لم يكتسب شهادة تعريف تحدد نسبته ، فنحن نقرأ الكثير من قصائد هذا النوع من الشعر ولكننا – وأنأ شخصيا – لا نتبين معالمه منذ نشوئه ، والحكم الغالب في حقه أنه لا علاقة ولا صلة له بالتراث الشعري العربي، وطوال هذه المدة التي ظهر فيها نجد أن أغلب ما أصيب به هو تلك السهام الكثيرة والمتوالية من النقد اللاذع ، والحقيقة أنه مهما كان الأمر فإن النقد الذي يوجه لهذا الشعر لا ينظر أبدا الى ايجابياته التي لا يخلو في بعض الأحيان منها ، لأن التركيز في هذا النقد يهتم بسلبياته أكثر فأكثر ، ولا ننسى أنه كان هناك ما يسمى الشعر المرسل ، وهو الخالي من القافية، وكان على يد أحمد فارس الشدياق خاصة في كتابه: “الساق على الساق” سنة 1855 ، ثم على يد جميل صدقي الزهاوي، سنة 1905 ثم على يد عبد الرحمان شكري في ديوانه”ضوء الفجر“سنة 1909 ، واستمر حال هذا الشعر في تنوع إلى ظهور مجلة أبولو التي كانت تصدر في الثلاثينات ، وقد اعتبره أحمد باكثير ملائما للمسرح، وعليه نظم مسرحيته ” اخناتون ونفرتيتي” سنة 1934 وترجم مسرحية شكسبير “روميو وجولييت ” سنة 1946 ، والظاهر أن حركة الشعر المرسل لم نلمس من خلالها أي تطور ، ولذلك لم تكن شاملة ، ولكن حركة الشعر لم تفقد التطور، في بعض المراحل التي مرت بها ، فنجد مدرسة أبولو التي مؤسسها (أبو شادي( فقد حافظ على الوزن، ولكن في أبحر مختلفة في القصيدة الواحدة، مع الانتقال من بحر إلى بحر دون اتباع نظام معين، ثم أنه لم يتقيد بالقافية ، وكانت أول قصيدة له في الشعر الحر هي (الفنان( التي وردت في ديوانه” الشفق الباكي” سنة 1926، ولكن هذا الشعر يمكن القول بأنه لم يساير الحياة لأنه ظهر مفتقرا إلى الايقاع الداخلي ، وعدم اعتبار واحترام وحدة الوزن ،فكان انتقاله من بحر إلى بحر اعتباطيا، وهذا الموضوع تحدثت حوله كثيرا في مقدمة ديواني ” ترانيم الشجن” فيمكن الرجوع إليه ، وأستسمحك لأقول لك إن هذه الموجة التي نراها في مجال الشعر الحر لا علاقة لها بالشعور العربي ولا بالشعر أصلا ، إنما موجة تأثر أصحابها بالاتجاه الغربي وتقمصوها وساروا عليها، فهي بصراحة موجة تابعة لتكنيك (اليوت( وهو تكنيك مضى عليه ما يقرب قرن، فنحن نعلم أن “اليوت ” بدأ في شعره منذ السنوات الأولى من القرن العشرين ، وجاءنا بقصيدته الشهيرة “الارض الخراب” في أعقاب الحرب العالمية الأولى ، ومن خلال التأثير الشديد أصبحت هذه القصيدة مؤثرة بكثرة في عدد من الشعراء العرب ، وللعلم فإن “اليوت” الذي تأثر به شعراؤنا العرب تعرض للانتقاد الشديد من طرف الاتجاهات الجديدة في الشعر الانجليزي المعاصر ، وفي الوقت الذي نجد فيه بعض شعرائنا العرب يعلنون أنهم يتبعون (تكنيكا) أخذوه عن “اليوت ” ، والقارئ لشعر اليوت لابد أن يصطدم بجبل من الصعوبات ، وكلكل من الغموض والتعقيد، بينما الشعر توجد عظمته ورونقه في سهولته وسلاسته، لأنه عاطفة ، وتعبير من القلب إلى القلب لا دخل لمخاطبة العقل فيه،وهناك من كتب حول شعر “اليوت” ، وبالأخص حول (الأرض الخراب) فرأى أنها تندرج في باب الفكر وليس في باب الشعر، والحقيقة أن ما يسمى الشعر الحر في غالبه غموض وألغاز والحديث طويل حول هذا الموضوع . س 4 : ماذا تقول عن القصة القصيرة كجنس أدبي؟
ج : القصة القصيرة جنس أدبي رائع ، تغنيك قراءتها عن الذهاب إلى السينما، وتغرس فيك حب قراءة القصص والروايات ، هذا إذا كانت محبوكة، ومهيأة بأسلوب جذاب ، وبعنصر المفاجأة ، والحقيقة أن كتابة القصة تحتاج إلى حاسة أدبية رائعة، وإلى صبر طويل حتى تستوي كتابتها بالأسلوب الذي يتملك شعور القارئ، ويحتوي على حواسه ، ويجعله من متتبعي قراءتها ، ونحن في المغرب عندنا كتاب القصة القصيرة وعددهم كبير ، وكلهم يختلفون عن بعضهم ، ومن كتب القصة القصيرة ونجح فيها من السهل عليه أن يكتب الرواية لا سيما إذا ثابر في القراءة ونوع هذه القراءة ، وكان له طموح كبير لمواجهة الصعاب ، وتحطيم العقبات التي تقف له في الطريق حاملة علامة (سطوب) فالمطلوب منه أن يحطم هذه العلامة ، والنجاح في كتابة القصة لا تكفي الموهبة فقط ، بل لا بد من الطموح ومواصلة المطالعة ، ويسعدني في هذه المناسبة أن آتي بفقرات من خلال ما قاله نجيب محفوظ في استجواب صحافي له حول نجاحه في كتابة القصة عموما، فقد سأل هذا الصحافي نجيب محفوظ قائلا له : بداياتك كقصاص ، كيف أحسست بها، وكم من الزمن استلزم لكي يخرج أول انتاج لك إلى النور وما هو؟ قال نجيب محفوظ :
جاءت هذه البداية بطريقة تلقائية ، فمن قراءة الروايات تولدت رغبة قوية عندي في كتابة مثل ما قرأت من غير هدف بعيد أن يصبح الانسان قصاصا، ومع مرور الأيام أصبحت رغبة ثابتة ، ظلت تقوى بتقدم العمر وبالتقدم في الثقافة بجميع فروعها الأدبية والفنية والعلمية ، وفي فترة التجارب كتبت الكثير مما لم يطلع عليه أحد، وهذه التجارب الساذجة بدأت سنة 1926 ، ومنذ التحاقي بالجامعة وبعد تخرجي بدأت أؤلف القصة حتى تجمع لدي ثلاث روايات لا آمل في نشرها بعد أن طفت بها على جميع الناشرين ، وفي سنة 1939 نشر لي سلامة موسى أول رواية وهي : “عبث الأقدار” وفي سنة 1943 نشر لي عبد الحميد السحار الرواية الثانية” رادوبيس” ،وأثناء هذه السنوات كنت قد ألفت روايتين أخريين هما ( كفاح طيبة ) و ( القاهرة الجديدة ) ويقول نجيب محفوظ انه ظل حوالي عشر سنوات في محاولات جادة ليخرج اول عمل الى النور ، ويعطي نجيب محفوظ فكرة كيف تبدأ القصة في هذا الحوار فيقول : ( القصة تبدأ أولا بنبض شعور ، مجرد فكرة، كتأثر بشخص أو مكان ، تعيش في النفس فترة طويلة قبل أن يتبين الإنسان أنه يود أن يكتبها ، ثم في لحظة يحس أن عليه أن يكتبها، وفي الوقت نفسه تجد عشرات من الفكر طارت في الهواء، ثم يقول: ( وإن جاز لأحد أن يقدم نصيحة في حذر فأنا أقول : الدراسة المتخصصة للأدب تراثه وحديثه المحلي والعالمي والانفتاح لتجارب الحياة) . س 5 : يسرنا أن نعرف ما هو آخر ما قرأ شاعرنا وأديبنا مصطفى الشريف الطريبق؟
ج : القراءة عندي كثيرة ومتنوعة ، وقد تجدني أنوع القراءة في اليوم الواحد، فخلال اليومين الأخيرين قرأت كتاب الأغاني لأبي الفرج الاصبهاني علي بن الحسين ، الجزء الثالث عشر ، وركزت فيه على الشاعر العتابي بتشديد التاء الذي عاش في العصر الزاهر في عهد المأمون ، وهو العصر الذي عرفت فيه الحضارة العربية نهضة اعترف بها الأوربيون وإفادتهم في نواحي مختلفة ، وقرأت أشعار هذا الشاعر وقرأت ما كتب عليه فوجدت أنه شاعر مترسل بليغ مطبوع متصرف في فنون الشعر ومقدم على كثير من الشعراء ، وهو من شعراء الدولة العباسية ، بلغ عند هارون الرشيد كل مبلغ، ومن دلالة المكانة الشعرية للعتابي ، أن مجموعة من الشعراء أرادوا الدخول على المأمون ، فقال لحاجبه اعرض عنهم من كان مجيدا ، فقال لهم الحاجب – لا يدخل منكم إلا من يحسن ان يقول كما قال أخوكم العتابي:
ماذا عسى مادح يثني عليك وقـد °°°° ناداك في الوحي تقديس وتطهير
فــت الممــادح إلا أن ألســــــــــننـــا °°°° مستـنطـقـات بـما تحــــوي الضـمــائير
وقد قرأت من الشعر الشيء الكثير، وعرفت شعراء كثيرين ولكني لم أجد شاعرا جسم الشكر في شعره وجعله شخصا قائما في قوله:
فلو كان للشكر شخص يبين °°° إذا ما تأمـــــله الناظر
لمتلثـه لـك حتـى تــــــــــــراه °°°° لتعلم أني امرؤ شاكر
وتتبعت قراءة أشعار هذا الشاعر فوجدته رقيقا في شعره يأتي بالمعنى اللطيف والتعبير الذي يشركك معه في الإحساس، ومن رقة شعره قوله:
رسل الضمير إليك تثرى°°°°بالشوق ظالعة وحــسرى
ما جف للعينين بــــــــعـ°°°°دك يا قرير العين مجرى
فاسلم سلمت مبــــــــــرأ °°°° من صبوتي أبدا مــعرى
إن الصبابة لم تــــــــــدع °°°°مني سوى عـــظم مبرى
ومدامع عبرى عـــــــــلى°°°°كبد عليك الدهر حــــرى
وبعد قراءة لشعر هذا الشاعر ومكانته البلاغية والبديعية تساءلت مع نفسي لماذا لا يدرج هذا الشاعر رغم فحولته الشعرية في المقررات الدراسية ، وأدرج من هو أقل منه، فكان جوابي على نفسي، هكذا الحياة مصلحة ومعرفة وزبونية ، وإذا انتفى عنصر من هذه العناصر بقيت في طي الإهمال ولو كنت عبقريا .
س 6 : في حوار مع أحد رواد الشعر الحديث بالمغرب الدكتور محمد السرغيني قال؛ الشعر ليس عملا عاطفيا ، الشعر ممارسة حيوية للحياة ، فما رأيكم فيما ذكر؟
ج : أنا شكور لك بذكرك الأستاذ الشاعر الدكتور المفكر الأديب البليغ شيخ الشعراء محمد السرغيني ، فهذا الرجل العظيم أكثر ما أعرف عنه أنه رجل لسانه وراء عقله ، فلا ينطق إلا بالحكمة ، وإذا قال شيئا كان صائبا وذا دلالات منطقية ، فهو عبر عن الشعر بالممارسة ، والممارسة بالمفهوم الواسع هي المعالجة ، حقيقة أن الشعر عاطفة كما قال الشاعر، والشعر إن لم يكن ذكرى وعاطفة أو حكمة فهو تقطيع وأوزان وكما قال شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت :
تغن بالشعر ما كنت قائله°°°إن الغناء لهذا الشعر مضمار فالشاعر محمد السرغيني حينما ذكر الممارسة في الشعر فهو يعلم أبعاد هذا الفعل ، فمرس من المرس بفتح الميم والراء ، والمراس والممارسة و شدة العلاج ، ويقال إنه لمرس أي بين المراس شديد العلاج، والمرس الشديد الذي مارس الأمور وجربها، وفي الحديث 🙁 إن من اقتراب الساعة أن يتمرس الرجل بدينه كما يتمرس البعير بالشجرة) وتمرس الرجل بدينه أن يمارس الفتن ويشادها ، والمتمرس كل من نعت بالجلد والشدة ، ومعاني هذه الكلمة كثيرة ومتعددة ، ولكن ما يقصد عندنا هو التجربة والممارسة ولا شعر بدون ممارسة وبلا تجربة – وأستأذنا حينما نطق بهذه الكلمة في عملية الشعر أصاب ، وقد ذكرتني بشاعرنا الكبير الأستاذ محمد السرغيني الذي أقدره فوق ما يتصور ولي معه ذكرى من أعز الذكريات وهو أنه حينما حظر في ندوة أدبية إلى مدينة القصر الكبير سنة 1988 ، شاركت بقصيدة شعرية فيها بعض الأبيات أثنيت فيها على شخصه الكريم وحينما انتهيت من الإلقاء حياني تحية لا أنساها أبدا وقال لي :
( أنحني أمام بيانك الشعري يا مصطفى الطريبق) ، وأهداني روايته : ” وجدت في هذا الأرخبيل ” وكتب هذه العبارة على صفحة روايته ؛ والحقيقة أن شكري له وتقديري وإكباري له كل ذلك لا ينقطع ابدا ولا أصل إلى وصفه كما يحب أن يوصف ، والأستاذ محمد السرغيني في الحقيقة شاعر الشعراء ودكتور الدكاترة في الأدب ، ولا يمكن ان أصف لك التقدير الذي يحظى به من طرف جميع أدباء وشعراء المغرب على اختلاف مشاربهم ، وكدليل على الاحترام الكبير الذي يولى للاستاذ محمد السرغيني أذكر أنني فزت في مسابقة شعرية أجرتها جمعية : محترف الكتاب بفاس – والجماعة الحضرية – والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة – ومؤسسة نادي الكتاب بالمغرب يوم 18 – 02 – 2012 واستدعيت إلى مدينة فاس من طرف هذه الجمعية لألقي قصيدتي التي فازت وكان الحفل زاهرا، والحاضرون كثير عددهم، أساتذة وأستاذات وشعراء وأدباء ومثقفون ، وأعضاء جمعيات كثيرون ، ووقف أمام المنصة الأستاذ محمد علي الرباوي المكرم في هذا الحفل ليلقي كلمة ، وأثناء ذلك فوجئ بدخول الاستاذ محمد السرغيني ففرح بقدوم الاستاذ محمد السرغيني ووقف جميع الحاضرين وكان في مقدمتهم الشاعر الكبير الاستاذ محمد بنطلحة ،وجعل الكل يصفق ويحيي قدوم الاستاذ محمد السرغيني ، وكل أعضاء هذا الحفل ابتهجوا بحضوره هذا الحفل، واعتبروه تكريما وتعظيما ، كما اعتبروه وساما جعلوه فوق صدورهم ، ولا تسل كم ابتهج الحاضرون بوجود الاستاذ محمد السرغيني معهم في هذا الحفل الذي ازدهر بوجوده ، والحقيقة أن السلام على الأستاذ محمد السرغيني دام وقتا طويلا وظهر جليا أن جميع الحاضرين فوجؤا بوجوده وحضوره هذا الحفل، ولذلك بمجرد ما دخل القاعة وقف الجميع ودوت القاعة بالتصفيقات ، وأنا شخصيا فرحت بقدومه وسلمت عليه وذكرته بما قاله لي والعبارة التي كتبها لي ، وأخيرا ألقيت القصيدة وكان الفرح كبيرا، وكان الاستاذ محمد السرغيني هو نجم هذا الحفل ، والحقيقة أن هذا الحفل لا يمكن أن يحجب عن ذاكرتي ولا يمكن أن يحجب المستوى العالي الذي مر فيه هذا الحفل والشخصيات البارزة التي حضرت فيه وكلهم من رجال الفكر والأدب والمواد الأدبية التي ملأت برنامجه ، فقد أقيم هذا الحفل بمدينة فاس بالمديرية الجهوية لوزارة الثقافة يوم السبت 25 ربيع الاول سنة 1433 الموافق 18 فبراير 2012 من طرف المؤسسات السالفة الذكر . واشتمل هذا الحفل على فقرتين : الفقرة الأولى كانت خاصة بتكريم الشاعر المغربي الكبير محمد علي الرباوي ، وكانت فقرة غنية بالكلمات والتدخلات التي جاد بها عدد من الأدباء والأساتذة والدكاترة ، عبروا كلهم عن مشاعرهم القوية ومحبتهم وإكبارهم وتقديرهم للشاعر المكرم السيد محمد علي الرباوي ، وكانت هذه المداخلات عميقة المعاني الرقيقة والإشارات الدقيقة لشاعرية الشاعر محمد علي الرباوي ، وغزارة انتاجه وتنوعه وعمقه في الميدان الشعري ، مما يكون إنتاجا أدبيا رائعا وحافلا بالدلالات وجعله يغني المسيرة الأدبية والحقل الفكري المغربي بما هو جاد ورفيع يستحق الدراسة الأكاديمية والتحليل في ذرره من الفكر ، وهكذا تعاقب على المنصة الأساتذة الدكاترة :
الدكتور عبد السلام المساري – الدكتور جمال بوطيب – الدكتور عبد الله العرفاوي – الدكتور محمد المتقن – الدكتور سلام احمد ادريسو – ثم الاستاذة الفاضلة الشاعرة أمينة المريني ..
بعد ذلك تناول الكلمة الأستاذ المكرم الشاعر محمد علي الرباوي ، فكانت كلمة شائقة رائقة مترعة بالعواطف الإنسانية واللمحات البيانية والإشارات النبيلة، ومعاني الثناء الرقيقة الموجهة للجهات المنظمة لهذا الحفل، وخلال كلمته دخل القاعة فجأة الشاعر الكبير محمد السرغيني فامتلك الشاعر محمد علي الرباوي شعور ممزوج بالعواطف الجياشة ومعاني الإحترام والتقدير للأستاد السرغيني ، فأغدق عليه معاني التقدير والتشريف، ودوت القاعة بالتصفيقات مرة أخرى وكان الجميع في فرحة عارمة وسرور تعبر عنه كل الوجوه الحاضرة والمنظرة بالبشر والحبور، وتم تسيير فقرة التكريم من لدن الدكتور عبد الرحيم أبو صفاء .
اما الفقرة الثانية فكانت خاصة بحفل جائزة القصيدة ، وقد سيرها الإعلامي الاستاذ حسن شرو، واشتملت على قراءة تقدير لجنة التحكيم من طرف الاستاذ الدكتور سلام أحمد ادريسو، الكاتب العام لمحترف الكتابة والإعلان عن الفائزين وقراءة شعرية للقصيدتين الفائزتين ، وخلال هذا الحفل ألقت الاستاذة امينة المريني رئيسة محترف الكتابة قصيدة شعرية تجاوب معها الحاضرون ، وحضر أيضا في هذا الحفل الفن المهذب الراقي المؤثر في الشعور والإحساس، شمل الموسيقى والصوت الجوهري ، فاستمع الجمهور إلى مقاطع موسيقية للفنان ادريس ياسر ، وقد ارتقى هذا الحفل وسما إلى العلو حينما وقفت الفنانة الفلسطينية شادية حامد وهي في لباسها الأبيض كالحمامة الشاردة ، ورددت بصوت جميل ولحن عجيب أنشودة صوفية وأغاني من العينة الثقيلة والوازنة لكوكب الشرق السيدة أم كلثوم ، ثم كانت الفقرة الأخيرة وهي توزيع الجوائز ، وبهذه الفقرة انتهى الحفل.
يتبع