حوار شامل مع الشاعر الكبير مصطفى الشريف الطريبق حول الإبداع والشعر خاصةً والربيع العربي والعرب .. وفلسطين …
الخميس 28 يوليــوز 2016 – 11:01:38
مقدمة الحوار :
لا يمكن أن يدور الحديث ويجري حول الحركة الأدبية النثرية والشعرية في مدينة القصر الكبير ، ويغيب اسم الشاعر والكاتب والمؤلف مصطفى الشريف الطريبق ، فذكر اسم الأديب مصطفى الشريف الطريبق لابد أن يكون في أول القائمة ، لأنه علم بارز في ميدان الفكر والأدب ، ولأنه يعتبر ذاكرة حية لتاريخ مدينة القصر الكبير ولإقليم العرائش ، وهو شاعر معروف بشاعريته العربية الأصيلة ، ومعروف بمشاركته ومساهمته في جميع المنتديات الأدبية ، واللقاءات والقراءات الشعرية ، وهو لا يبخل أبدا عن المشاركة في أي حفل أدبي يعقد بمدينة القصر الكبير من طرف أي جمعية من الجمعيات ، ولهذه المكانة لشاعرنا ، ولروحه الطيبة وتواضعه المعهود فيه ، أقيمت له عدة حفلات تكريمية من جهات مختلفة ، والأديب مصطفى الشريف الطريبق يعد من أوائل شعراء مدينة القصر الكبير ، وهو ينشر في عدد من الجرائد ، وقد أجريت عدة استجوابات له مع عدد من المنابر الثقافية سواء داخل المغرب أو خارجه ، وآخر هذه الاستجوابات اللقاء الذي كان له مع إذاعة صوت العرب بمصر الشقيقة ، والذي دام مدة ساعة مع المذيع المصري الشهير محمد الناصر ، وذلك يوم 28 /12/ 2015 ، ولغزارة كتابته يتعذر علينا أن نحصي عدد الجرائد والصحف التي نشر فيها لأنها عديدة سواء الجرائد المغربية أو المشرقية ، وكم حرصنا على إجراء لقاء صحفي معه ولكننا كنا نجده دائما إما في لقاء أدبي ، أو قراءات شعرية ، أوفي ندوة حول موضوع من المواضيع ، وفي الأخير سعدت باللقاء معه ، وطلبنا منه إجراء هذا الحوار الصحفي فلبى الطلب بكل حيوية وبكل ما هو معهود فيه من طيبة النفس مع التواضع اللامحدود..
ويسعدنا أن ننشر هذا الاستجواب الذي جرى لنا معه ، وقبله نلقي نبذة مختصرة عن حياته وإبداعاته وبعض مؤلفاته الغنية بالعطاءات الملتزمة بقضايا الوطن والأمة المغربية والعربية …الخ – الأستاذ والأديب والشاعر والإعلامي والناقد مصطفى الشريف الطريبق من مواليد مدينة القصر الكبير سنة 1944 ، وابتداء من سنة 1961 عين موظفا بالتعليم الأصيل ، لكنه واصل تعليمه العالي سنة 1980 وبعد سبع سنوات (1987) عين حارسا عاما ، ثم مديرا لإعدادية أبي المحاسن يوسف الفاسي، استهواه الأدب منذ الصغر ، حيث شارك وهو طالب في عدة مسابقات أدبية ، وأحرز على جوائز قيمة في النثر والشعر ، وانخرط في النشاط المسرحي لفرقة المدرسة الأهلية للتمثيل ، وفرقة الكواكب، وقد أنتج عدة مسرحيات تأليفا وإخراجا ، منها مسرحية “خيانة عم” ، و”عمتي ستوت” وقد مثلت في المسرحية الأولى بطلها بمسرح اسطوريا بمدينة القصر الكبير ، وشخصت دور المرأة في المسرحية الثانية بسينما مونومنطال بمدينة تطوان – أي عبد ربه محاوره في الستينات من القرن الماضي ، وهو شاعر مدينة القصر الكبير العتيدة ، وسليل عائلة اشتهرت بالعلم والأدب والوطنية الصادقة، وخلال السنوات المذكورة آنذاك وهو شاب كان الشاعر شعلة من النشاط كعادته ، حيث كان يشارك في عدد من الأنشطة الأدبية وخاصة بدار الشباب ، وقد عمل على تكوين فرقة تمثيلية بدار الشباب باسم فرقة وادي المخازن ، وفي هذه الدار كان يقدم عدة عروض أدبية ومحاضرات ، واقترح على مدير دار الشباب إصدار مجلة شهرية فصدرت باسم من “هنا وهناك” كان يكتب فيها عدد من الأدباء المعروفين آنذاك بالقصر الكبير والعرائش ومصطفى الشريف الطريبق وغيرهم ، وشارك في عدة تداريب نظمتها وزارة الشبيبة والرياضة بغابة معمورة ، نال خلالها عدة شهادات تقديرية هامة ، وحاليا هو كاتب عام لجمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير، ومن قصائده الثرية الوهـاجة والبليغة والمُؤثرة جدًا في الرثاء تقطر بجمر الوطنية قصيدة “واحسرتاه” التي نشرت في كتاب ” شهادة الإبداع في لحظة الاستشهاد ” الذي أصدره الاتحاد الاشتراكي في ذكرى استشهاد الشهيد عمر بن جلون نقتطف منها هـذه الأبيـــات:
إن رأيت الأفــــــــــــق جهمــــا موحشــــــا °°°° ورأيـت الظـــــــــلـم مـــرفـوع لـواه
ورأيــــــــــت الضـــــــــغط أمسى ســــائدا °°°° ورأيت الجـهـل قــد طـــــال بقـــاه
فــــــــــــتـيـقـــن أن مـــــــــــا يتـبـــــــــــعـــه °°°° ومـض نــور يحمـل السعد ضيــاه
فـإذا العـــــــــــــــــيش تــــآخ و انتصــــاف °°°° وإذا الشعــب سعــــــــــــيد بمنـــاه
إلى إن يقول :
عمـر، من أجلــك الحـــق بـــــــــــــــــكـى °°°° ورأيت الشعب فاضــــت مقلتـــاه
إننا بعدك في العـــــــــــــــــــــــيش فم °°°° صـاح حزنـا وأسى : واحسرتـــــاه.
وهو علامة كبيرة في البحث والتأريخ والشعر والقصة والدراسات اللغوية والأدبية النبيهة والمتدفقة والنقد الموضوعي البناء والملتزم بقضايا الوطن والمجتمع والوحدة الوطنية ، ومدينة القصر الكبير التاريخية ….الغيور والإنساني بمقوماته وسماته وتسامحه الفياض ، وذلك على امتداد مساره الطويل في الكتابة المتميزة والقلقة بحسه وغيرته الوطنية وصدق تناوله وتنقيبه المتواصل في الكتب والمراجع العربية القديمة والحديثة ، وفيه من التجديد والصبر المتين، وأعتز دائما بمناهله ومشاربه العديدة اللغوية المتينة ومنتوجه ذو القيمة الغالية والمتجددة ، وهو ذا عطاء كبير وإنتاج غزير أصدر 3 دواوين الاول”إعدام البراءة” سنة 2001 والثاني “سنابل وأعاصير” سنة 2008 ، والثالث “ترانيم الشجن” سنة 2015 ، كما أصدر كتابا مهما تحت عنوان” استرجاع مدينة العرائش في عهد المولى اسماعيل من سنة 610 هـ الى 689 هـ وتداعياتها التاريخية والأدبية “
وهو من منشورات المجلس العلمي المحلي بالعرائش ،وله عدّة كُتُب مرقونة تنتظر المساعدة لتخرج إلى الوجود …والحوار كـالتــــالي:
س1 : نرحب بكم في البداية، من هو الشاعر والكاتب والناقد الأستاذ مصطفى الشريف الطريبق؟
ج : أشكركم وأعرب عن كامل امتناني لاتصالكم بشخصي المتواضع ، وهذا نبل كبير منكم وتقدير بستحق كل شكر وإعجاب بكم، ويظهر من خلال سؤالكم الأول أنكم تريدون معرفة اسمي الكامل، فأنا اسمي : مصطفى الشريف الطريبق ، من مواليد مدينة القصر الكبير انتسب في الشجرة العائلية إلى القطب الزاهد مولاي عبد السلام بن مشيش ، ولقد أضفتم إلي في سؤالكم الاول ثلاثة أوصاف الشاعر والكاتب والناقد ، وهذا كثير في حقي ، فأنا العبد الضعيف المولع بالقراءة أولا وقبل كل شيء لأنه بدون قراءة مختلفة وتتبع لما يصدر من كتب ومجلات مع التهافت على ذلك لا يجوز للإنسان أن يقول أنه منتسب إلى الثقافة وأنا بحبي للقراءة وبفضل مكتبة متواضعة توفرت لدي، وبفضل الاحتكاك العائلي ، وما ورثته عن شقيقي عبد السلام وشقيقي حسن ، أصبحت بكل سرور مرتميا في بحر الكتابة ، وأصبح ذلك طبعا ملتصقا بي ، ومع مرور الأيام صرت أنظم الشعر وأخرج بضعة قصائد عديدة ، إلى جانب ذلك تعاطيت كتابة النثر ، ثم بعد ذلك وجدتني حينما أقرأ بعض القصائد أو بعض المواضيع أجدها تثير لدي بعض الملاحظات فأندفع لكتابتها ، فإذا بها تخرج مواضيع كاملة فأبعث بها للنشر في جرائد كثيرة كتبت فيها ونشرت عددا من المواضيع المتعددة والقصائد المتنوعة ، ومع المحبة الشديدة للقراءة تسلحت بما يمكن أن يتسلح به كل من رغب في الكتابة والنقد، وبذلك توفر لدي إنتاج كبير في النثر والشعر ، وأصبحت أسمع أني شاعر ، لكنني في قرارة نفسي أومن أن الشعر الحق أكبر مني بكثير ، الا أنني ثابرت وعملت بعزيمة على أن أصبح حقا شاعرا.
س2 : أنتم معروفون كثيرا بمقالات وإبداعات قصصية وخاصة الإبداع الشعري ، وأحيانا النقد ، كيف توفقون بين هذا ؟
ج : اذا توفرت الموهبة ، وتواجد العنصر الفاعل أو المؤثر وهو الثقافة المتنوعة التي تأتي كثمار للقراءة المتنوعة فإن كل شيء يسهل ويمكن مواصلته في الكتابة على مختلف أنواعها ، ولكن لا بد من الرصيد الثقافي ، ولابد من الذاكرة الحافظة ، ولابد أيضا من وسائل،في طليعتها التمكن المعرفي لأنه لا يمكن أن تكتب ولو بيتا شعريا بدون وسيلة معرفية او معرفة علمية ، وإلى جانب ذلك لابد من الموهبة ، وبحسب هذه الموهبة يكون الإبداع ويكون العطاء ، وعلى ذكر الموهبة فهي أمر عظيم لأنك قد تشرع في كتابة قصيدة وتنظم البيت الأول وتستمر في عملك فتشعر وكأن قوة ما تملي عليك فتستمر في عملك دون تقطيع عروضي أو بحث عن شيء حتى تكتمل القصيدة فتكون قصيدة كاملة صالحة وكل ذلك اعتمادا على القراءة الأدبية ، ولكن الفاعل الرئيسي الموهبة وهي تنتج عن فعل الثقافة الناتجة عن القراءة المتنوعة.
يتبع