على يد جمعية “التنمية المحلية” التي تحتفل بالذكرى العشرين لتأسيسها
جريدة الشمال – عبدالحي مفتاح ( مشاريع تنموية )
الجمعة 20 أكتوبر 2017 – 20:10:00
ويجب التنويه هنا إلى أن الجمعية أنجزت حتى الآن أكثر من ثمانين مشروعا بجهة طنجة تطوان الحسيمة؛ وهي مشاريع موزعة على مجالات مختلفة كالبنيات التحتية والتجهيزات الاجتماعة والأنشطة المدرة للدخل والتكوين المهني وتقوية القدرات والحكامة المؤسساتية والبيئة إلخ، ومن الملفت للانتباه أن جميع هذه المشاريع تحترم فيها إلى حد بعيد مقاربة النوع، بل إن عددا من المشاريع كان دمها هو النساء.
ويعتبر دوار أمدرنان التابع لجماعة بني سلمان بإقليم شفشاون أحد النماذج المجسدة ل”فلسفة” التدخلات التنموية المندمجة للجمعية بالوسط القروي؛ وهو دوار واقع على بعد مايزيد على ثلاثة كيلمترات من مركز خميس المضيق حيث يتم قطع هذه المسافة عبر مسلك قد لايكون دائما طريقه سالكا، خاصة في فصل الشتاء بسبب أودية و مجاري مياه، لهذا تدخلت الجمعية من خلال مشروع “تعزيز تكافؤ الفرص التعليمية والمشاركة والتنمية المهنية لفتيات ونساء دوار أمدرنان جماعة بني سلمان اقليم شفشاون” في هذا المسلك ببناء جسرين لكي لاينقطع ويبقى صالحا للمرور طيلة السنة أمام التلاميذ والتلميذات خاصة وسكان الدوار عامة.
وخضعت المدرسة الابتدائية بالدوار (وهي فرعية تابعة لمجموعة مدارس دار منات) لإصلاح جذري وتأهيل حقيقي حيث تحولت من بناية مهترئة مستباحة إلى مؤسسة محروسة بالسور، ومتوفرة على مرافق صحية، وساحة للاستراحة واللعب جديرة بهذا الإسم، وحجرات لائقة للتدريس، بفعل تدخل مشروع أنجز بشراكة مع منظمة بروديفيرسا الإسبانية وتم استكماله بفضل تدخل مشروع منظمة الأيادي المتحدة السالف الذكر(تهيئة ساحة المدرسة).
وسيستفيد فتيات ونساء الدوار،في إطار مشروع “تعزيز تكافؤ الفرص التعليمية والمشاركة والتنمية المهنية لفتيات ونساء دوار أمدرنان جماعة بني سلمان اقليم شفشاون”، من خدمات مركز نسوي تم بناؤه بجانب المدرسة والذي سيتم تجهيزه قريبا بالمعدات والأدوات اللازمة؛ ويحتوي هذا المركز على ورشة للتكوين في النسيج التقليدي والإنتاج وفضاء للتسويق، كما سيوفر المركز فضاء للتعليم الأولي، بالإضافة إلى هذا سيستفيد نساء الدوار من أربعين فرنا غازيا محسنا في إطار مساعدتهن على التخلص من ثقل مهمة جلب الحطب، و تمكينهن من المساهمة في الحفاظ على البيئة.
وككل مشاريع الجمعية، فإن المشروع الذي نتحدث عنه، يسند المنجزات المادية بماهو تكويني وتحسيسي وتنظيمي، وذلك بهدف تقوية تعبئة السكان وضمان استمرار المشاريع، حيث تم في هذا الصدد إحداث جمعية “نساء أمدرنان للتنمية”-كما سبق تأسيس جمعية “أمدرنان للتربية والأعمال الاجتماعية” في إطار المشروع الذي أنجزته الجمعية بشراكة مع منظمة بروديفيرسا- وتقديم تكوين في التسيير الجمعوي ودروس في محو الأمية، كما نظمت ورشات تحسيسية في مجال حقوق المرأة والمساواة وحقوق الإنسان ومدونة الأسرة، وبالتالي ستنظم ورشات أخرى في الصحة النظافة والمحافظة على البيئة وأهمية التعليم.
وفي تصريح لبعض شباب ونساء الدوار، قالوا: “إن ما أنجزته جمعية “التنمية المحلية بشفشاون” و شركاِؤها يبعث على الارتياح، لذلك فإن سكان الدواوير المجاورة يتوقون، غيرة واقتداء بالمثال، إلى إنجاز مشاريع مماثلة بدواويرهم”، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن سكان إقليم شفشاون في حاجة إلى من ينصت إليهم ولهمومهم وانشغالاتهم ويبلورها في مشاريع معقولة وحقيقية على أرض الواقع.
ويستغرق إنجاز مشروع “تعزيز تكافؤ الفرص التعليمية والمشاركة والتنمية المهنية لفتيات ونساء دوار أمدرنان جماعة بني سلمان اقليم شفشاون” مدة سنتين، وتنجزه جمعية التنمية المحلية بشفشاون adl بشراكة مع منظمة الأيادي المتحدة«Manos Unidas» ، وبتمويل من المجلس الإقليمي لإشبيلية (Diputacion de Sevilla) والمجلس الإقليمي لغرناطة Diputación Granada) ( وبلدية ليوة (Mairie de Leioa).
وتجدر الإشارة إلى أن جمعية التنمية المحلية بشفشاون، أعدت مع شركائها في إطار برنامجها للسنوات المقبلة عدة مشاريع للتمويل، كما أن بعض مشاريعها هي الآن في طور الإنجاز وأخرى في طور البداية أو النهاية، وتسعى الجمعية جاهدة لتنويع شركائها ومموليها والانفتاح ما أمكن على الجمعيات المماثلة وعلى النسيج المدني بصفة عامة، وتعد من الجمعيات التي كسبت صيتا كبيرا على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي والوطني والأورومتوسطي، كما أن الجمعية وثقت روابط جيدة مع الجماعات الترابية بجميع مستوياتها والمؤسسات والإدارات العمومية، وتربطها علاقة متميزة ببلدية شفشاون التي أنجزت بشراكة معها مشاريع رائدة على المستوى الوطني في مجال التطهير الصلب، والحكامة، والتكوين المهني، والعناية بالتراث المادي واللامادي وتمتيع الأشخاص في وضعية إعاقة بحقوقهم الإنسانية…