رحيل شاعر كبير من مدينة تطوان
الخميس 01 دجنبر 2016 – 12:28:22
ولادتــه: ولد محمد بنيحيى (المعروف بمحمد الطنجاوي أخ شهيد المقاومة الفلسطينية الحسين الطنجاوي) بمدينة تطوان عام 1936.
مسيره الدراسي والمهني: تلقى تعليمه الأولي في الكتاب القرآني ثم التحق بالمعهد الديني بتطوان وبعده بالمعهد الحر ، انتقل إلى فاس فيما بعد لمتابعة دراسته بالقرويين. في سن مبكرة، أصدر مجلة خطية، ثم التحق للعمل بجريدة «النهار EL DIA» لصاحبها محمد بولعيش بيصة وبعدها بجريدة «الأمة» التي أسسها عبد الخالق الطريس سنة 1952 حيث صدرت له على صفحاتها العديد من المقالات .
إلى جانب العمل الصحفي كان يكتب الشعر ، وتميزت قصائده الأولى بالنفس الرومانسي الغنائي ، المتأثر بشعراء المهجر مثل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة .
عام 1955 فاز بجائزة المغرب للشعر، وقد ورد الخبر في مجلة الحديقة كما يلي: ‹‹ قرئ محضر لجنة التحكيم في المسابقة الأدبية للشعر والنثر التي نظمت بمناسبة عيد الكتاب،فأسفر الحكم عن فوز الأخ محمد الطنجاوي (بلبل الحديقة) وأحد محرريها بجائزة الشعر، وفوز الأخ أحمد البقالي (شاعر الأصيل) بجائزة النثر››[1].
وفي 1957 انضم إلى هيئة تحرير جريدة «الصحراء» التي أسسسها الأستاذ علال الفاسي ، كما اشتغل بجريدة « الرأي العام » ومجلة « دعوة الحق» ، وبعد سنتين التحق بالإذاعة المركزية بالرباط ، ثم انضم إلى جريدة «التحرير». انتقل عام 1962 إلى القاهرة للمشاركة في دورة صحافية استغرقت سنتين ونصف، تعرف خلالها على كبار الصحافيين المصريين في تلك الفترة ، كما استفاد من خبرات الإعلام المصري .
عاد إلى المغرب عام 1964 ، وتم اختياره لتقلد إدارة ورئاسة جريدة « الأنباء». تم تكريمه بمدينة طنجة يوم 15 نوفمبر 2007 بمناسبة اليوم الوطني للإعلام ومئوية تأسيس «جريدة طنجة» .
من آثــاره:
– مقالات بجريدتي ‹‹النهـار›› و‹‹الأمة››.
– أشعار متفرقة في مجلة ‹‹ الحديقة››
– ديوان ‹‹ تطوان التي تسكنني››
– ملحمة العهد بأجزائها الثلاث، التي ميزت الاحتفالات الوطنية في أواخر الثمانينيات.
‹‹يعد محمد الطنجاوي من أبرز وأهم أعلام الصحافة والكتابة الشعرية في المغرب ، وقد دأب منذ فترة على نشر مقال أسبوعي على صفحات جريدة « الشمال» يحظى بمتابعة واسعة النطاق من طرف القراء» (2.
من أشعاره المبكرة قصيدة بمناسبة صدور مجلة «الحديقة» عام 1954، عنوانها:
تحية الحديقة (3)
أنعم الطــرف ومتــع بالخيـــــال قلبــك التائـــه في روض الجمـــال | |
و اشرب الخمرة من كأس المنـى إنما الخمرة ما يحـــكــي المقــــال | |
و تنغـــم بنشيـــــد صاغــــــــه شاعـــر ينطــــق بالسحــر الحــلال | |
و تـــحرر من قـــيــود زانــــــها عندنا البخل ، وســــارع للكمـــــال | |
و ارفعــن صوتك يحكيه الصـدى نغمـــة سـاحـــــرة فـــوق التــلال | |
فالأديــب الحق ذاك المصطـفـى نفسه للـــذوذ عن حــوض المعــال | |
و أرى الشاعر من يحكــي المنــى في ضمير الشعب لا يحكي المحـال | |
هـــذه أنغـــــــام عـــود ووتــــر من بقايــا عهدنا الزاهـــي الأغـــر | |
عصــف الدهر بهـا ، ثم انثــنــى يقطع الباقـي ، فما أقســى القــدر | |
لكن التاريــــخ يحكـي قصــــصا تبعـــــث الشـــوق إلى مـن يذكــر | |
من بها يصلحهــــا ؟ عل المنــى ترقـــــص اليوم على نغــم الوتـــر | |
من يعود عصف الدهر بهــا بــه ونســـاه اليوم أبنـاء الأســــــــــــر | |
من به ..؟ يرهف إحســاس الورى بأناشيد جــرت مجــــرى العبــــــــر | |
و يعيد الذكريـــات المصطـــفـا ة بلحـــن تحـت أضـواء القمـــــــــر | |
هذه النسمة تســري وموسيقـــة أين نهجي أين صوبـي « للحديقة» | |
عبقت نسمتها فوق الربـــــــــى ذوبتــــها نسمة أخرى عتيقــــــــة | |
و رنــا الفجــــر فحياها الحيــــى وإذا البلبـل يشــــــدو وصديقـــــه | |
و تغنــــــى كل من كان بــــهــ بلحون هي في الكـــون طليـقـــــة | |
سكـر اللــــــب بهــائــم انثنــــ يسأل الباقي ، ويهفـــو للحقيقــــة | |
فتمهــل ســــــوف تجـنـــي درر وورودا ثـم أفكـــــــارا عميقــــــــة |
توفي رحمه الله تعالى يوم الجمعة 25 صفر1438 الموافق ل25 نونبر 2016 بمدينة الرباط.
(2 ) : جريدة الشمال : عدد 480 .
(3 ) : مجلة الحديقة : العدد الأول ( جمادى الأولى 1374 – ديسمبر 1954 ) ص4