يشارك المغرب، هذه الأيام، في المعرض الدولي بالإمارات العربية المتحدة، حيث نظم الجناح المغربي ندوة حول الاستثمارالسياحي، حضرها فاعلون كثرفي المجال، ينحدرون من المغرب ومن دول الشرق الأوسط وآسيا، جاؤوا للاطلاع على فرص الاستثمارفي المغرب الذي يتمتع بمؤهلات مهمة تشمل جميع القطاعات الإنتاجية، حيث كانت الفرصة سانحة للمغاربة للالتقاء بمستثمرين من الخليج، لتحفيزهم على استغلال الإمكانيات المغربية المتاحة للمضي قدما في القطاع وإنعاشه، لما بعد الجائحة التي طال أمدها، عن قصد أوعن غيرقصد…
وخلال هذا اللقاء الذي واكبته مختلف وسائل الإعلام، أكد المغاربة المشاركون في فعالياته أن المجال السياحي بالمملكة لا يزال بإمكانه المساهمة في منح نمو أكبر، مع إعطاء فرص عمل أكثرلفائدة الطاقات الشابة، من خلال تشجيع الاستثماروفتح الأبواب أمامه، فضلا عن ضمان استدامته، بفضل العديد من المؤهلات والمميزات الموجودة بالمغرب، على الرغم من التسليم بأن القطاع السياحي يعتبرمن القطاعات التي تضررت كثيرا من جائحة “كورونا” على المستوى الكوني، إلا أنه يحمل بارقة أمل كبير في انتعاشه من جديد، مع شروع بعض دول العالم في رفع القيود، شيئا فشيئا، على التنقل ورغبة الناس في السفر، لتغييرالأجواء والأمكنة…
والحق أقول أنه كم هو رائع أن يشيرفي اللقاء ذاته رئيس مجموعة فندقية عالمية في تصريحه للصحافة، عقب مشاركته في الندوة، أن الفرص الممكنة في القطاع السياحي بالمملكة لا توجد فقط في المدن الكبرى مثل الدار البيضاء ومراكش وطنجة، بل تتوفر أيضا في أكاديروفاس… وكم هو أروع أن أن يبرزالمتدخلون في الندوة ذاتها مميزات المملكة في جلب استثمارات أكثر للقطاع السياحي، من بينها الموقع الاستراتيجي الهام الذي يجعلها جسرا بين أوروبا وإفريقيا، بالإضافة إلى توفرها على بنيات تحتية، ذات مواصفات عصرية، من طرق وموانئ ومطارات وفنادق، إضافة إلى تنوعها الثقافي.وطبعا إلى هنا، تبقى هذه الأمورمعقولة وواضحة لدى جل المغاربة، لكن المسؤولين منهم، الموجودين في مواقع القرارعليهم أن يعيدوا النظرفي كيفية التعامل مع المستثمرين على مستوى المساطرالإدارية والقانونية، سواء كانوا مغاربة أوأجانب، بهدف تسهيل الإجراءات المعمول بها في هذا المجال، المعول عليه وتنقيته من بعض السلوكيات والشوائب المصاحبة له والمرفوضة أخلاقيا واجتماعيا والتي قد يصطدم بها العديد من الراغبين في إحداث مشاريع معينة وللمجربين من الضحايا ما يفيد أكثرلمن أراد من هؤلاء المسؤولين أن يستوعب بشكل أوضح.فهل يوجد ضمنهم من يرغب، بكل وطنية وتفان وإخلاص، في استيعاب أكبر؟ هذا هو السؤال !
محمد إمغران