رياضة “الجيت سكي” بين المتعة..والمخاطر
يوفر البحر مَكـانـًا فسيحا للهواة، حيث يقدم للمتسابقين مساحة شاسعة و مسافة طويلة ، ونمطا ترفيهيا جذابا، طالما تقيد الهواة بقواعد السلامة، و احترموا الأماكن المخصصة، و تجنبوا كل إزعاج للمستحمين.
المصطافون الذين يقصدون البحر للسباحة والاستجمام يتضايقون من الهواة الذين يتباهون بحركاتهم السريعة، واستعراضاتهم الفريدة على مقربة منهم، ما يخلق عندهم توجس وخوف من إصابتهم على حين غرة وهم يسبحون. يقول أحد المصطافين :” لم نعد نمارس سباحتنا بأمان كما في السابق، علينا أن نكون حذرين وقت السباحة، فمرور هؤلاء بيننا وبسرعة مفرطة يجعلنا بدل الاطمئنان نظل نحرس أنفسنا وأولادنا وباقي المستحمين اللامبالين”.
حركات خطيرة وقاتلة
تنبعث من بين جنبات الجيتسكي أمواج تغازل كل من يسبح على صفحة مياهه، وتراقص كل ما يطفو على سطحها من زوارق بلاستيكية متنوعة و مراكب استجمام مطاطية وزوارق صيد…
يمارس بعض الهواة استعراضات خطيرة، خصوصا إن كانوا على مقربة من المستحمين بسبب الحركات المتهورة لهؤلاء خاصة وأن الممارسين هم من الشباب والمراهقين وأحيانا من الأطفال، مما يتسبب في حوادث خطيرة قد تصل حد القتل، الأمر الذي يستوجب فرض احترام للقوانين، ويستتبع رقابة ومحاسبة للمخالفين.
يقول أحد الهواة: “هي رياضة شيقة ومثيرة،غير أنها تتحول في بعض الأوقات إلى رياضة خطرة، بسبب الحركات المتهورة من قبل بعض الممارسين، فالغالبية منهم لا يحترم اللوائح و لا القواعد المعمول بها ، وهو الأمر الذي يتسبب في حوادث قد تصل إلى الموت”.
سجلت الشواطئ المغربية حالات وفاة بسبب تهور ممارسي الجيت سكي فقد تعرض الشاب ريان راتب لحادث وفاة على شاطئ كابيلا، بعد وفاة مواطن صيني في أغادير، وتوفي في المهدية شاب يبلغ من العمر 14سنة.
قواعد وشروط مهملة
يمارس الهواة نشاطاتهم بلا حسيب ولا رقيب متجاهلين استياء عارما من المصطافين، يتنقلون في البحر بحرية مطلقة دون شرط وقيد، وبلا رخصة لقيادتها ولا تصاريح.
” أصبحت هذه الرياضة مصدر إزعاج لنا، حيث يفضل أصحابها التباهي بحركاتهم عند الشاطئ، وتلويت مياه الاستحمام بمخلفات الوقود. نطالب بخضوع ممارسي الهواية لحملات توعية، وحصر استخدامها على من تقيد بشروط الصحة والسلامة” تعقب سيدة بانزعاج.
يشرح أمين صاحب محل لتأجير الجيت سكي، أن هناك شروطاً عامة وقواعد يتم تلقينها للهواة قبل كراء الدراجة المائية، وذلك لتأمين استعمالها بلا مشاكل. من هذه الشروط: عدم القيام بحركات «بهلوانية»، وعدم الاقتراب من أماكن السباحة والبعد عن الممرات المائية للسفن الكبيرة، وضرورة تخفيف السرعة قبل الوصول إلى الشاطئ أو المرسى، وأيضا عدم استخدام الدراجة في الليل لعدم توافر الأنوار بها. إضافة إلى الحرص على ارتداء حذاء بحري ومعطف النجاة وأن يكون حزام توقيف الدراجة في المعصم أو في معطف النجاة. كما ينصح الآباء بعدم ترك أبنائهم الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة يقودون الدراجات المائية وحدهم.
فراغ قانوني وإدارة غائبة
يتوفر المغرب على شريط ساحلي مهم يصل إلى 3500 كلم من الشواطئ و يولي للسياحة البحرية أهمية كبيرة، فاهتمامه بتنظيم الشواطئ وتنظيفها وتوفير شروط السلامة والأمن فيها وتكثيف الأنشطة السياحية وتطويرالرياضات المائية يقابله فراغ قانوني. وانعدام نصوص مؤطرة للأنشطة البحرية ومشكل السلامة المرتبطة بممارسة الرياضات المائية.
تنظيم الأنشطة البحرية وضبط تجاوزاتها يقابله غياب تام للمسؤولين. فالجماعة المحلية و الوقاية المدنية و الدركيون يجمعون على عدم تحمل المسؤولية لتنظيم القطاع.
يشرح مسؤول جماعي الوضع قائلا:
“تسيير الشواطئ هي مسؤولية الجماعة الحضرية وكذلك توفير الظروف الملائمة للمصطافين في الشواطئ من نظافة وسلامة وأنشطة سياحية وترفيهية… ولكننا غير مسؤولين عن ما يقع في البحر من تجاوزات”.
رياضة “الجيت سكي” رياضة لها شعبية كبيرة، وإيجابيات عدة، فهي تسهم في زيادة لياقة الجسم وقوة التحمل، وتخرج الممارس من الضغوط النفسية، تخلق الممتعة والحيوية. غير أن ممارستها تستوجب تقيد الممارس بالضوابط المعمول بها. فمخاطرها تأتي من الممارسين الذين لا يتقيدون بقواعد وإرشادات السلامة، وتبدو عليهم علامات الاستهتار في القيادة، لذلك وجب تقييد ممارستها برخص مسبقة، وإخضاعها لرقابة صارمة سعياً نحو تقنين هذه الهواية ومزاولتها بالشكل الصحيح.