إسبانيا سبب رئيس في ما يعيشه المغرب من قضايا استكمال وحدته الترابية؛ طبعا هذه الوحدة لا تعني ذلك الامتداد الامبراطوري الذي يعود لعهود المرابطين والموحدين والمرينيين..
مشكلتنا مع إسبانيا -بخصوص وحدتنا الترابية- تؤول الى القرن الخامس عشر الميلادي، حينما عقدت مع البرتغال معاهدة 1479 ، فتمكنت بموجبها من احتلال الجزر الكنارية وسبتة ومليلية والصحراء مقابل تنازلها للبرتغال باحتلال فاس..
إسبانيا تعلم أن سبتة ومليلية ثغران مغربيان.. وتعلم أن احتلالها للصحراء المغربية بدأ سنة 1844، فاستحدثت مدينة الداخلة أو «بيا ثيسنيروس»، وتتالت معاهدات ومؤتمرات كللت باقتسام «الوزيعة» بينها وبين قوى كولونيالية أخرى..
لا رغبة عندنا في تقليب مواجع الماضي.. حسبنا القول :
المغرب في صحرائه منذ تحقق مسيرته الخضراء المظفرة سنة 1975.
وأما درس الكركرات فتتويج لسياسة حكيمة متبصرة تسعى الآن لأجرأة استراتيجية تنموية تحظى بدعم دولي متنام..
لا تتسم سياسة إسبانيا بالوضوح المطلوب بخصوص استكمال المغرب لوحدته الترابية..
في الآونة الأخيرة غزاها أرق مرده وضع الثغرين المغربيين المحتلين : سبتة ومليلية، فاتخذت من تصريح سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية ذريعة لتوجيه استدعاء للسيدة كريمة بنيعيش سفيرة المملكة المغربية بمدريد بهدف «التشاور.. وتقديم توضيحات..».
كان جواب السيدة السفيرة كريمة بنيعيش واضحا :
«لا يوجد تغيير في موقف المغرب بخصوص سبتة ومليلية؛ فهما ثغران مغربيان..».
يفهم المتابع المهتم من كلام السيدة السفيرة أن الأمر موكول للوقت المواتي.. وهي فكرة سبق أن صرح بها جلالة الملك المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه.
لا تتسم سياسة اسبانيا بالوضوح المطلوب تجاه قضايا استكمال المغرب لوحدته الترابية :
كان فرنكو صاحب بِدع :
«الشعب الصحراوي»
«تقرير المصير»
«عزل إيفني عن بقية المناطق الواقعة جنوبه»
ما زالت إسبانيا تطالب المغرب بحراسة حدوده من تدفقات الهجرة السرية، وتوليه القيام بدور الدركي لصالح غيره؛ والحال أن الظاهرة تؤول لجهتين؛ هما : جهة المنشأ وجهة اللجوء..
لتعلم إسبانيا أن :
- ملف الصحراء المغربية سيادي..
-
سبتة ومليلية ثغران مغربيان..
ورحم الله الشاعر العراقي الجواهري حينما قال :
ما بال مدريد تشكو العسر معدتها وتستزيد بما لا تهضم المعد؟