سيدي حمزة
الجمعة 10 فبراير 2017 – 19:33:02
لا يعرف الشيخ سيدي حمزة بن العباس ـ رحمه الله تعالى ـ إلا رجل جلس إليه، وصاحبه، وأخذ عنه. فقد نشر الحكمة، والمحبة، ودعا إلى إدمان الذكر، وملازمة الطاعات، والتمسك بالكتاب والسنة، والصبر على أكاذيب من يهدم ولا يبني، ويسيء ولا يحسن، نحوا من خمس وثلاثين سنة. لم يفتر، ولم يكل، ولم يتأفف، ولم يشْكُ، ولم يترك دعوته إلى الاستغناء بالله عن الناس.
يتفقد مريديه، ويسأل عنهم، ويدعو للمسلمين، وينشر الخير. اختاره الله تعالى إلى جواره، وقد كان لهذا اليوم يعمل، وترك قوما تربوا على يديه، فهم عمله الذي لا ينقطع، وصورته التي لا تغيب. رجل أحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ودعا الراحلين إلى التخفف من المؤونة، وتقديم الباقي على الفاني، والتعلق بجناب سيد العالمين، وإمام المرسلين، واتخاذه قدوة وإسوة، ونفض غبار التعلق بالدنيا عن أرواح المحبين، حتى تصفو من الأكدار، وتشرق بلوامع الأنوار، وتُسْقِط عنها ما يشغلها عن العبادة الموصلة إلى إعمار الأرض، ورضا الرب، وسكنى الجنان.
رجل شغل لسانه بالذكر ليل نهار، فنطق لسانه بالحكمة، وتنور وجهه بالضياء، وقلبه بالصفاء. أسأل الله تعالى أن يجمعنا به في ظله يوم لا ظل إلا ظله. وأن يجمعه بأحبته ومريديه في جنان ذات نهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.