شفشاون تودع 2016 على أمل أن يتحقق مشروع تثنية طريق تطوان-شفشاون في 2017
الجمعة 06 ينايـر 2017 – 10:55:04
مع انصرام كل سنة يلجأ الكثير منا ممن لهم حاسة النقد إلى تقييم الوضع الشخصي او المحلي أو الوطني…، إنها سنة حميدة اختلفنا أو اتفقنا معها؛ لأن من خصائص الإنسان أن ينظر إلى ماضيه ويدبر حاضره ويستشرف مستقبله. شفشاون الحاضرة الراشدية المنزوية في جبال الريف وإقليمها، عاشا كباقي حواضر وأقاليم العالم أحداثا منها الصغير ومنها الكبير، ومنها المهم ومنها العادي، ومنها ما يستحق الذكر وما لايستحق. إنني سأقف هنا، فقط، على بعض علامات السنة التي أراها جديرة بالتذكير، ولابد أن أشير في البداية إلى أن وتيرة السياحة في المدينة لم تفقد عنفوانها، والجديد على هذا الصعيد هو بروز السياح الصينيين بالمدينة حيث تعد شفشاون إلى جانب بعض المدن الأخرى القليلة وجهة من بين الوجهات المفضلة لديهم في المغرب؛ وهذا عامل مشجع للمنعشين والفاعلين السياحيين بالمدينة والجهة، إلا أن السياحة بقدرما تعتبر نشاطا مدرا للدخل، فإنها أيضا وعاء لعلاقات اجتماعية تستدعي التنظيم والتقنين والمراقبة لتفادي بعض الظواهر السلبية التي قد تنتج عن هذه العلاقات والتي قد لاتخدم المدينة وزوارها على السواء، وقد تسيء إلى المدينة مستقبلا.
المدينة صغيرة وصغرها يجعل من كل ما قد يخدش صورتها باديا بسرعة للعيان؛ احتلال الملك العام المرتبط بالتوسع القوي للتجارة غير المنظمة أخذ يهدد جمالية المدينة خاصة مدخلها من جهة وزان و موقع رأس الماء و العديد من الساحات العمومية والشوارع خاصة بالجانب الكولونيالي للمدينة، كما يحجز أي تطور متناسق ومعقول للأنشطة التجارية وبنياتها بالمدينة تستطيع معه الجماعة الاستفادة من مداخيل الجبايات والضرائب التي تنعكس على تنمية المدينة وتحسين التجهيزات والمرافق والخدمات، كما يؤثر سلبا على المدينة كوجهة سياحية مثال للنظافة والأمن، منعشة للأحلام.
في هذه السنة عاد الطقس “الشتوي” للمدينة والإقليم إلى سابق عهده؛ وكانت فرحة الناس كبيرة بهذه العودة، خصوصا وأن العديد من مناطق الإقليم كانت بدأت تعيش نذرة بل أزمة مائية كانت تنذر بالعطش؛ إلا أن نعمة التساقطات المهمة لم تكن دون أعراض جانبية، حيث أعقب أمطار الخير انزلاق مهول للتربة بحي عين حوزي بشفشاون تسبب في أضرار كبيرة لأكثر من عشرين منزلا وبنيات تحتية عمومية، وأبان هذا الحادث المؤسف غياب تدبير توقعي للكوارث وضعف خبرة في المجال وهو ما ترجمه ارتباك في تعامل الإدارة المحلية مع الحادث وفي التواصل مع السكان المتضررين، وبالتالي غموض في اتخاذ القرار وبطء في التدخل؛ مما أثار شعورا بالغضب لدى المتضررين وإحساسا بالضيم وغياب السند. ثقافيا؛ استمرت الأسماء المعروفة في الإبداع والنشر والمشاركة، كما حافظت المواعيد الثقافية الفنية المهمة، من مهراجانات و لقاءات للشعر والموسيقى والفوتوغرافيا والسينما والمسرح والطفولة…إلخ، على استمرارها وتألقها، وهذا مؤشر على أن شفشاون لم تفقد روحها كمدينة لها تاريخ وحضور ثقافي متميز وكرائدة لمهرجان الشعر المغربي بفضل جمعية أصدقاء المعتمد.
سياسيا؛ حملت انتخابات سابع أكتوبر وجوها جديدة كنواب للإقليم بقبة البرلمان، ولم تستطع الأسماء القديمة التي مثلت الإقليم في هذه المؤسسة التشريعية المحورية والتي قدمت ترشيحها أن تحظى بإعادة الثقة من طرف سكان الإقليم، وينتظر سكان الإقليم أن تكون بداية 2017 بداية كذلك لاشتغال البرلمان بعد ما يقارب ثلاثة أشهر من البطالة. الإقليم لازال يسجل للأسف حوادث سير مؤلمة تطرح على الخصوص تنظيم مرفق النقل العمومي وتأهيل الطرق وتعزيز المراقبة، كما لا يزال يسجل، بشكل غير عادي، حالات انتحار وهو ما يرتبط بخلل على مستوى القيم، وبظاهرة التعاطي للمخدرات، وخاصة القوية منها، مما يطرح على مؤسسات الدولة المعنية والجماعات الترابية والمجتمع المدني مضاعفة المجهودات للحد من خطر هذه الظاهرة وفتح باب الأمل أمام الشباب في المدرسة والمعهد والورشة والحقل… والملعب والمكتبة والنادي والجمعية…إلخ.
الطرق شرايين للتبادل والتواصل؛ لذا فإنها تأخذ حيزا مهما من ميزانية الدولة والجماعات الترابية ووكالات التنمية والعديد من البرامج، وإقليم شفشاون استفاد من أحد المشاريع الطرقية الكبرى الاستراتجية وهو الطريق الساحلي المتوسطي، إلا أن عددا من المقاطع بهذه الطريق تحتاج إلى معالجة بنيوية لتفادي انقطاع الطريق وتوقف حركة السير من حين لآخر جراء انجراف التربة.
ويبقى الحلم الكبير لسكان الإقليم قاطبة ونخبه وفاعليه هو أن يمتد مشروع تثنية مقطع الطريق الوطنية رقم 2 الذي يصل تطوان بالزينات إلى شفشاون ثم وزان، إن تحقيق هذا المشروع من شأنه أن يعزز التكامل بين أقاليم الجهة وبينها وبين أقاليم الوطن الأخرى، وقبل ذلك أن يقي من سقوط العديد من الأرواح بهذه الطريق الخطيرة والتي تسمى ب”طريق الموت”، خاصة إبان تساقط الأمطار