10 أفلام تتنافس على 5 جوائز “ابن بطوطة”
جريدة الشمال – عزيز كنوني ( مهرجان أوروبا – الشرق للفيلم الوثائقي )
تحتضن مدينة طنجة، ما بين 19 و 23 شتنبر الجاري، الدورة الخامسة لمهرجان أوروبا الشرق للفيلم الوثائقي الذي اكتسب شهرة واسعة ومصداقية كبيرة في المنطقة التي يغطيها وفي العالم، حيث إنه أصبح موعدا بارزا على لوحة المهرجانات السينمائية بالعالم.
المهرجان تنظمه الجمعية المغربية للدراسات الإعلامية والأفلام الوثائقية ومهرجان أوروبا الشرق الأوسط للفيلم الوثائقي ، يشهد في دورته الحالية توسعا ملحوظا حيث انتقلت مدتة من أربعة إلى خمسة أيام، وإضافة فقرات متنوعة وممتعة إلى برنامجه العام خاصة بالنسبة للشباب المهتم بشؤون السينما، حيث يطمح المنظمون إلى أن تكون الدورة الخامسة منطلقا لبناء مهرجان جديد بمقاييس عالمية على مستوى الجودة والأنشطة الموازية.
من جهة أخرى ، فإن هذه الدورة ستتميز أيضا بعرض أفلام من إنتاج عالمي لا بد وأن تحظى بإعجاب عشاق الأفلام الوثائقية بالمغرب والمتتبعين للشأن السينمائي بوصف عام.
هذه الأفلام تم اختيارها من منطلق رسالة المهرجان التي ترتكز على أسس الاختلاف والتعايش والتوافق الحضاري ونظرة الغرب للشرق والشرق للغرب وأيضا على أسس توافق وتكامل الثقافات والحضارات. كما أن الأفلام المختارة تخضع لمقاييس الجودة على مستوى السينما العالمية ولمعيار التنوع الجغرافي، بحيث يتم اختيار أربعة أفلام من أوروبا وأربعة من الشرق وفيلمين من المغرب،
وهكذا ستشهد الدورة الخامسة للمهرجان عرض عشرة أفلام وثائقية في المسابقة الرسمية ، اختيرت من بين 220 شريطا توصل بها المهرجان، لتتنافس على خمس جوائز، أعلاها درجة، جائزة “إبن بطوطة الكبرى” ، ثم جائزة “ابن بطوطة للإخراج” وجائزة “ابن بطوطة للسيناريو”، وجائزة “ابن بطوطة للتفرد” وأخيرا جائزة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
وقد اختيرت للمسابقة الرسمية، الأفلام الآتية :
“العدو الريفي” لمخرجه المغربي رشيد القاسمي
“اصطباد أشباح” للمخرجه الفلسطيني رائد أندوني
“دماء على نهر السين” لمخرجه المغربي المهدي بكار
” لكارين موراليس Les fleurs du bitume”
“الأرز والصلب” لفاليري فانسون من لبنان
” للجزائري العربي بن شيخا Bons baisers d” Morura “
“لا مكان للاختباء” للمخرج أحمد زرداشت من العراق
” لبابلو توسكو وبابلو أرابورب وجورجي فيرنانديز مايورال من اسبانيا District Zero “
“الانتظار” للمخرج لإيميل لاغبال من السويد
“عندما يجتمع الرومي مع فرنسيس” للمخرج المصري الإيطالي محمد قناوي
وإلى جانب العروض السينمائية، ستشهد هذه الدورة تنظيم ندوتين الأولى في موضوع الفيلم الوثائقي من التراث الشفاهي إلى الصورة الموثقة : التراث الصحراوي نموذجا” بتعاون مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، والثانية، حول موضوع “أي دور للصحافة الاستقصائية في تطوير الفيلم الوثائقي” وذلك بتعاون مع مركز هيسبريس للدراسات، والقناة الدولية الألمانية “دويتشه فيله”. وسيشترك في الندوتين عدد ن المختصين من جنسيات مختلفة.
أما المائدة المستديرة فسوف يكون موضوعها “التدوين المرئي من الحكاية إلى التوثيق” يؤطرها المخرج المغربي رشيد قاسمي بمشاركة عدد من المدونين والمختصين، بغاية ربط هذا النوع الجديد من التوثيق بالسينما الوثائقية. والغاية من الندوتين والمائدة المستديرة هي أن تتم خلالها معالجة مختلف قضايا الفيلم الوثائقي من منظوره الواسع وزواياه المتعددة والمختلفة.
وفي فقرة “ماستر كلاس” فسيقوم خلاله المخرج الهولندي روبيرت هوف، عضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية وأحد المكرمين في هذه الدورة، بإلقاء الدرس السينمائي، حول تجربته الفذة في مجال السينما الوثائقية.
وفي إطار الأنشطة الموازية كذلك، التي تعتبر عصب المهرجان، ستشهد هذه الدورة تنظيم أربع ورشات هامة يتولى تأطيرها خبراء وأكاديميون مختصون، منها “ورشة السيناريو” و”ورشة مختبر الوثائقي دوك لاب”، و “ورشة الكتابة ، حروف على الألوان” من تأطير المغربي يوسف حجي، و “ورشة حول الصحافة الإليكترونية” في موضوع “المنصات الرقمية والتوثيق الإعلامي” بشراكة مع “معهد الجزيرة للإعلام” و”ورشة الطفل”، لفائدة أطفال مدارس طنجة وأصيلة،هذه الورشة ستنتهي إلى إنتاج فيلم من طرف هؤلاء التلاميذ، فكرة وإخراجا، سوف يتم عرضه في ختام المهرجان.
ندوة الصحافة الإليكترونية سوف يؤطرها المصري سلمان البدري، وهو عضو مؤسس في فريق ميدان ومدونات شبكة الجزيرة كما أنه شارك في تاسيس وحدة الرصد والتحقيق في هذه القناو الإخبارية ، فضلا عن عمله في فريق تحرير “الجزيرة توك” سابقا.
وسيشهد المهرجان إلى أنشطته الرسمية والموازية، عروضا لأفلام وثائقية قصيرة، في المؤسسات التعليمية بمدينة طنجة بالتنسيق مع ماستر السينما الوثائقية بجامعة عبد المالك السعدي .
هذه الفقرة، تكتسي أهمية قصوى من حيث إنها تربط صناعة وفلسفة السينما باهتمام الجيل الصاعد، وتزوده بأفكار فنية وعلمية تخص فلسفة وثقافة السينما وتقنياتها المختلفة، وتفتح أمامه آفاق العمل والإبداع في مجال التعبير السينمائي. ولعله المهرجان الثقافي السنمائي الوحيد، بعد موسم أصيلة الثقافي الدولي، الذي يربط نشاطه بالطفل والشاب، ويضع خبرته في خدمة تربية النشي وإغناء تكونه وتجربته في مجال ثقافي وفني وإبداعي على درجة فائقة من الأهمية بالنسبة لمستقبل المغرب كبلد صاعد ولكنة بلد يجر وراءه آلاف السنين من الحضارة والثقافة والإبداع.
الدورة الخامسة للمهرجان ستشهد كذلك تكريم نخبة من أعلام السينما الوثائقية العربية والدولية تقديرا لجهودهم الكبيرة في ترسيخ روح الابداع الوثائقي في السينما.
يتعلق الأمر بالمخرج المغربي حكيم بلعباس الذي أبدع في أفلام وثائقية حصلت على جوائز وطنية وعالمية والمخرج الهولندي روبيرت هوف، الذي أنتج فوق مائتي فيلم وثائقي خلال ما يزيد عن الأربعين عاما، والمسرحي الحبيب بلهادي، والكاتب والناقد السينمائي المغربي خليل الدامون الرئيس المؤسس لجمعية نقاد السينما ، والمدير المركزي للإنتاج والبرمجة بالشركة الوطنية للإذاعة والتليفزيون، العلمي الخلوقي.
للعلم، فإن فقرات هذه الدورة من ندوات وعروض وورشات تقام بالمركز الثقافي أحمد بوكماخ ، بشراكة مع المركز السينمائي المغربي ومجلس الجالية المغربية بالخارج والشركة الوطنية للإذاعة والتليفزيون، وبدعم من ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة، وجهة طنجة تطوان الحسيمة، والمجلس البلدي لمدينة طنجة، ومجلس عمالة طنجة أصيلة والمقاطعات البلدية .
وحول أفاق تطور مهرجان أوروبا الشرق الأوسط للفيلم الوثائقي، ، يلاحظ من تصريحات ومخططات منظمي المهرجان أنهم يكتنزون دخيرة هامة من الأفكار والمبادرات حول تجربتهم الفريدة والآفاق المستقبلية لمشروعهم السينمائي الفذ، أفكار ومبادرات لا حدود لها سوى الخيال.