عسكرة “الخريف ” العربي!…
الجمعة 21 أكتوبر 2016 – 16:49:39
…ثمَّة صبيان في سوريا أصبحوا إرهابيين ! وقد مهَّدوا لهذه الإبادة ضدّ الشعب العربي السوري و اليمني و الليبي و العراقي لضلوع “إيران” و الدول ” العظمى ” في إبادتهم بالتضامن. بعد إيران جاء الحشد العسكري الروسي لإنقاذ النظام السوري بالصواريخ ” تزكية ” للبراميل المتفجرة . ارتكبوا الجرائم ضد الإنسانية كحلول للربيع العربي ، وحتى تنتهي الثورة بسفك دماء شعوب عربية ، حينئذ قد يكون متنفس لذاكرة الإنسان العربي !…
مشروع الغاز القطري، للنظرية الجيو-سياسية الاقتصادية الأمريكية ، عبر أنابيب في اتجاه حمص السورية مارا بالسعودية و الأردن ، لتقليص المصاريف على الدول الغربية ، ثمَّ تركيا لتكسير الهيمنة الروسية ، إذ لا أحد يريد ضياع موقعه الاتراتيجي لتوسيع نفوذه و المحافظة عليه . الطريق البري معقد و يمتد حول العراق و مناطق القتال و بها آلاف الأطفال الفارِّين من القصف . ناهيك عن التعصب العشائري و التطاحن فيما بينهم . فلا شكَّ أنَّ الأقمار الصناعية الأمريكية قد اكتشفتْ قوافل مدرَّعات ” داعش ” هناك .
الدبلوماسية التركية بعد فشل الانقلاب العسكري ،كان يحومه صمتٌ مطلق للغرب عن الأحداث . يُعزى ذلك إلى نوع من “التواطؤ ” مع عسكر الانقلاب ، مما أثار حفيظة و غضب القائمين على الحكم الشرعي في أنقرا . فأدارت ظهرها له ، و بادرت إلى استرجاع علاقتها مع موسكو ، في زيارات متبادلة بين زعمائهما ، أنتجتْ اتفاقيات ،منها إتمام صفقة جيو-سياسية ، من أجل بناء أنبوب الغاز الروسي يخترق الأراضي التركية في اتجاه سوريا . إنْ هي إلا استراتيجية النقائض . عندما وفر النظام السوري لإسرائيل الاستقرار على حدودها منذ سنة 1973 ، فكان من مصلحتها ألا يسقط نظام الأسد الذي ضمن لها “احتلال ” الجولان ، وما خفي كان أعظم . كلما سيطرتْ المعارضة الموالية لأمريكا إلا و قصفها الطيران الروسي لإبادة سكانها العُزَّل . و بدورهما ، الغرب و أمريكا يقصفان المناطق الموالية أيضا للنظام السوري و روسيا . و كلهم يركبون سفينة مهترئة من الافتراءات ” الإرهابية ” . و هم يمدّون العرب بأطنان من الأسلحة للإقتتال فيما بينهم . و لحلحلة الأزمة باستخدام جميع آليات المراوغة في التعابير.
فروسيا وأمريكا يتنكران لضلوعهما في إبادة الشعب العربي بالتضامن ! استعملت روسيا “حق” النقض بمجلس الأمن ضدَّ المشروع الذي حلَّ ضيفا بالمظلة الفرنسية ، لإيقاف القصف الفوري الروسي . كما فعلتْ غريمتها أمريكا مرّات عديدة لصالح الجرائم التي تقترفها إسرائيل في غزة . فيكون “الخريف” قد مدَّ بظلاله على المنطقة العربية ، فتساقطتْ الأرواح كما تتساقط أوراق الشجر ، كعصف ماكول . تنمو في الفصل الموالي بالماء الزُلل و تزهر بالقرنفل و الياسمين التي أضحت صفة الربيع التونسي و العربي . فأما الخريف العربي فقد طال أمدُه و إنْ هو إلا صناعة “غرفة عمليات” الدول الكبرى التي لم ترْتوِ بعدُ من سفك الدماء التي يبدو أنها من فصيلة “أُو” -(0).
ثورة 25 يناير لم تنته بعد ، رغم حملات التشويه و بشكل دائم وهي تستهدف الإخوان المسلمين ، بإيعاز من غطرسة الكبْر “للرايس” ، زاعمـًا ~ أنا الدِّين و الدِّين أنا ~ فلا يصحُّ لأحد بهذا القول ! فالنظام المصري الذي يستمدُّ شرعيته من “الإعدامات ” ، يصوِّت في مهزَلة تمثيلية لصالح المشروع الروسي ، الذي لم يحصل إلا على أربعة أصوات بعيدا عن الموقف العربي ،و بتأييده لنشر القوات الروسية بشكل دائم في سوريا. ألم يكن هذا استعمارا ؟ أوْ إنْ هو إلا عمى الألوان . ما هذا الهون الذي نحن فيه يا أمة العرب ؟ هل هو يُتمٌ فكري ؟ في حديث لرسول الله – صلعم-قال: أنتم يومئذ كثر ولكن تكونون غثاءأ كغثاء السيل ، تُنزع المهابة من قلوب عدُوِّكم و يجعل في قلوبكم الوهن.
ماذا عَسانـا أنْ نقول و صدرُنا يغلي ! عَطش المعرفة تأتي من صرف الحرية المطلقة، وهي أساس كل التقدم و الحضارة . فلا مبرِّر لأيِّ اعتداء على الإنسان . فمكان الجيش هو الحماية و ليس الحكم . فنتساءل بصيغة الذات المفردة و بصيغة الجمع ، إنْ كان العرب يعاكسون القوات ” العظمى” ؟بل، إنما النفس العربية كبيرة العزَّة ، إنْ اهتزَّتْ و ربتْ أرضها ، تنبتُ من كلّ زوج بهيج ، لقول المتنبي :
وإذا كانتْ النفوس كبارا ~ تعبتْ في مرادها الأجسام .