بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صاحب المعراج الذي جمع الله له بين الرؤية والتكليم، فامتلأت عينه من الجمال، فمدحه الله بذلك في قوله “مازاغ البصر وما طغى “. فأصبح بشهود منة مولاه فرحا مسرورا، وعلى ءاله وصحبه مثل ذلك .
أمابعد : فقبل خمس سنوات من الآن انطفأ من أولياء المغرب نجم كان يضيء الطريق الذي هو الصراط المستقيم للشباب و المقبلين على الله جل شأنه ، فهدى الله به نفوسا ، وشرح به صدورا ، ونور به قلوبا ، وأخذ بأيدي اقوام حتى أقعدهم في بساط مولاهم الحق . إنه سيدنا حمزة بن العباس ، شيخ الطريقة البودشيشية ، المربي بالحال والهمة، و أما مقاله فنور على نور ؛ ولئن كانت فاتتني مشاهدة طلعته المنيرة ولقياه في قيد حياته ، عليه من الله الرضى والرضوان ، لأسباب قد ياتي زمان الافصاح عنها ، فإن الله تعالى قد من بلقاء خلفه و وارث أسراره ،الشيخ المربي النفاع، وارث نورانية أبيه سيدنا جمال بن سيدنا حمزة الشريف الأصل، حامل العلم، و وارث السر، المشرقة انواره ، البهية طلعته ، ذخيرة مغربنا ومنة الله عليه ، فقد من الله بلقائه فوجدنا منه الاريحية النبوية والخصال المحمدية والكرامات البادية والهمة العلية ، أدام الله عليه نعمة العافية ، وفي ذكرى انتقال العارف والده من هذه الدار الترابية إلى الدار النورانية ، جال بي الفكر في أدوار هذه الدور المباركة الموسومة ب”الزوايا “وما أناطه الله بها من خدمة الناس ودلالتهم على الله ونفعهم في الدنيا و الآخرة، فرضى الله المؤبد ، و رضوانه المخلد، على هذا الشيخ العارف المربي الجليل ، و أنعم الله المتواترة ، و عافيته الباقية لخلفه المنعوت بوصف الجمال و المتحقق به ، و إحاطته سبحانه الظاهرة والباطنة لنجله الكوكب المنير ، مولانا منير ، فكم أنار للسالكين دروبا ، و دل على الله قلوبا ، وسلامنا الأخص لنجله الآخر، محل ودنا وأنسنا ، ومن صفت في الله له أخوتنا ، معيذ من استعاذ ، مولانا معاذ ، وسائر الانجال الأشراف الكرام ، وكل من انتظم في سلك تلك الدائرة المباركة من قريب و مقدم و فقير ومحب ومتعلق و خادم وزائر وجار و صديق ، فإنهم أنجم هدى ، ومنقذو العباد من الردى ، جعل الله بركتهم تعود على الانام ، فينقشع بها الظلام ، وتنمحق الآثام، و تحل العافية محل الآلام ، وتقضى بأنوارهم الحوائج ، وتنال الرغائب ، ويبدل الله الحال بأحسن حال ، ءأمين ءامين ءامين وءاخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عبد اللطيف البكدوري