في ظلال الأيّام المباركات” عشر ذي الحجة
جريدة الشمال – أم دلال ( )
أن الله أقسم بها في كتابه العزيز حيث قال سبحانه: ( و الفجر وليال عشر) قال ابن كثير- رحمه الله- المراد بها عشر ذي الحجة كما قاله ابن عباس و ابن الزبير و مجاهد، تفسير ابن كثير، قال تعالى و يذكروا اسم الله في أيام معلومـــات).قال ابن العباس:أيام العشر،فتح الباري 2/457.
عن ابن عباس –رضي الله عنهما- قال :قال الرسول صلى الله عليه و سلم” ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني العشر” قالوا يا رسول الله، و لا الجهاد في سبيل الله قال و لا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه و ماله فلم يرجع من ذلك بشيء”متفق عليه. عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه الصلاة و سلم” ما من أيام أعظم عند الله سبحانه و لا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر،فأكثروا فيهن من التهليل و التكبير و التحميد” رواه الإمام أحمد.قال ابن حجر في الفتح2/458 و الذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لإجتماع الصلاة و الصيام و الصدقة و الحج و لا يكون ذلك في غيره.
كما خص الله تعالى هذه الأيام المباركات بعرفة و هو يوم التاسع منه و هو يوم مغفرة الذنوب و العتق من النيران، و بين فضل صيامه فقال صلى الله عليه و سلم:” صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله و التي بعده” رواه مسلم.
فمن فضائل العشر، أن فيها يوم النحر: هو اليوم العاشر من ذي الحجة،فعلها النبي صلى الله عليه و سلم و حث على فعلها لما فيها فيها من التقرب إلى الله بإراقة الدماء و الشكر لله تعالى على ما سخر لنا من بهيمة الأنعام لقوله تعالىفصل لربك و أنحر) سورة الكوثر2.
كما يشهد لسنة الأضحية فضل عظيم لقول الرسول الكريم”ما عمل ابن أدم يوم النحر عملا أحب إلى الله من إراقة دم،و إنها لتأتي يوم بقرونها و أظلافها أشعارها،و إن الدم ليقع من الله عز وجل بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها نفسا”رواه ابن ماجة و الترمذي، و قال أيضا:” و قد قالوا له ما هذه الأضاحي قال:”سنة أبيكم إبراهيم” قالوا: ما لنا منها؟ قال: بكل شعرة حسنة” قالوا فالصوف؟ قال : ” بكل شعرة من الصوف حسنة” رواه أحمد و ابن ماجة.
و يكون ذبح الأضحية بعد صلاة العيد لقول النبي صلى الله عليه و سلم:” من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى، ومن
لم يذبح فليذبح” رواه الشيخان.
كما يشرع التكبير بعد صلاة الظهر من يوم عيد الأضحى و ينتهي بصلاة الفجر من اليوم الرابع، 13 ذي الحجة( مذهب مالك).
و في الصحيحين ما رواه أنس رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة و سلم “ضحى بكبشين أملحين أقرنين” ذبحهما بيده و سمى و كبر ووضع رجله على صفاحهما و قال:” اللهم هذا عني و عمن لم يضح من أمتي” رواه الحاكم.
الأضحية تكون من الأنعام و هي الضأن و المعز و البقر و مثله الجاموس و الإبل بأنواعها، و أما أسنانها، فالضأن يشترط فيه أن يكمل سنة ، و المعز ما له سنة و دخل في الثانية، و البقر ما أوفى ثلاث سنين و دخل في الرابعة، و الإبل ما أوفى خمس سنين و دخل في السنة السادسة.
و أفضل ما يضحى به الضأن فالمعز فالبقر فالإبل، ما لا يجزئ في الأضحية: العوراء و المريضة البين مرضها و العرجاء البين ضلعها و الكسيرة التي تنقي، يعني لا مخ في عظمها و الهازل الهجفاء، و تجزئ الجماء التي لا قرن لها خلقا أو كسر قرن لا يدمي و يمنع منها بيع شيء منها أو إعطاؤه للجزار لأنها خرجت لله كما يمنع البل لها،و ما أصابه سبب الموت كالمنخنقة و الموقودة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع و كذا المريضة ، إذا أدركه و فيه حياة مستقرة فذكاه فهو حلال.
و حديث شداد بن أوس يبين لنا وجوب الإحسان مع الذبيحة حيث قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:” إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة ، و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة و ليحد أحدكم شفرته و ليرح ذبيحته” أخرجه مسلم .
هنيئا للمسلمين بعيد الأضحى و كل عام و الأمة الإسلامية بألف خير. أطيب التهاني و التبريكات بحلول عيد الأضحى المبارك،و نتمنى لهذه السنة أن تكون الأمة الإسلامية بخير.