في عز الأزمة.. جماعة طنجة تخصص 100 مليون سنتيم لمعالجة المياه بهدف سقي «الغولف»
الخميس 09 فبراير 2017 – 12:41:45
صادق المجلس الجماعي لمدينة طنجة، أخيرا، على قرار وصف بالغريب، ويتعلق بتخصيصه نحو 100 مليون سنتيم، في إطار اتفاقية شراكة مع عدد من المؤسسات المنتخبة والوصية على القطاع المائي من أجل استعمال المياه العامة لسقي ملاعب «الغولف» وبعض المناطق الخضراء بالمدينة، وذلك في عز الأزمة المالية التي يعيش على وقعها المجلس، ودفعه إلى فرض رسوم ضريبية على المهنيين ما أثقل كاهلهم بالديون، في حين نبهت مصادر جماعية إلى أنه كان من الأجدر على المجلس أن ينكب على المشاكل التي يعانيها المواطنون، إذ أن المجلس ساهم بنحو 20 في المائة من مجموع المبلغ المالة المخصص لهذه العملية، والذي حدد في 130 مليون درهم، وتم تخصيص لمدينة طنجة مبلغ 55 مليون درهم وساهمت الجماعة بالنسبة المشار إليها.
ومن ضمن الأهداف التي حددها المجلس حين أقدم على توقيعه لهذه الاتفاقية، أن أهميته تتجلى في الحفاظ على المدخرات الطبيعية للأجيال القادمة، وبين وجوب إحاطة المدن بأحزمة خضراء للوصول إلى المعايير الدولية حول حجم المساحة الخضراء لكل مواطن، وفق مضمون تقرير صادر عن لجنة التعمير وإعداد التراب والمحافظة على البيئة. كما يأتي هذا، وسط احتجاجات سابقة بسبب أزمة مياه الشرب، حيث كان الأجدر، تقول المصادر نفسها، تزويد السكان بالماء الشروب قبل التفكير في قضية سقي ملاعب «الغولف».
هذا وفي الوقت الذي تعيش الجماعة على وقع أزمة مالية خانقة، فإن هذا القرار تمت المصادقة عليه أخيرا، وسط استغراب متتبعين للقرارات التي أضحى يتخذها المجلس الجماعي للمدينة، علما أن المساحات الخضراء التي تحدث عنها التقرير تدخل في إطال تصميم التهيئة الذي نتج عنه غضب واسع من قبل المواطنين تجاه المجلس الجماعي. وفي السياق ذاته، صادقت مختلف المجالس الجماعية التي يسيرها حزب العدالة والتنمية بالمدن الشمالية، على القرار السالف ذكره، دون إبداء أي اعتراض عليه، على اعتبار أن الجهة الوصية هي وزارة الداخلية، علما أن أزمة الماء الشروب تلوح في الأفاق مجددا على مستوى بعض المدن الشمالية، على غرار ما عاشته مدينة تطوان، كما نبهت مصادر من داخل المجلس إلى القرارات العشوائية التي أصبح يتخذها «البيجيدي» تكون في عادتها غير مدروسة حول معاناة المواطنين بالمدينة