في لحظة اعتراف ووفاء “كرسي العربي المساري لأخلاقيات الإعلام والتواصل” في المعهد العالي للإعلام والتواصل بالرباط
الجمعة 28 أكتوبر 2016 – 11:13:16
لو لم يكن في رصيد حكومة عبد الإله بنكيران سوى مبادرة إطلاق اسم الراحل الكبير العزيز محمد العربي المساري على “كرسي أخلاقيات مهنة الصحافة” بالمعهد العالي للإعلام والتواصل، لكان ذلك وساما فخر على صدره وحكومته التي يمكن أن نقول إنها حققت تحولا كبيرا في تعامل الدولة المغربية مع الصحافة والصحافيين حين أشرف عضو بارز من أعضائها الناطق باسم الحكومة مصطفى الخلفي، على الإعلان الرسمي عن “كرسي العربي المساري لأخلاقيات الإعلام والتواصل” في حفل كبير التأم صباح الخميس 20 اكتوبر الجاري، بالمعهد المذكور، بحضور جمع حافل من كبار المثقفين والإعلاميين والأكاديميين والسياسيين، في لحظة وفاء لرجل اختزل أخلاقيات مهنة الصحافة في شخصه وفي سلوكه اليومي وتعامله مع محيطه ومع الآخرين.
ذلكم هو الراحل العزيز الأستاذ محمد العربي المساري الذي رحل عنا عند نهاية يوليوز من العام الماضي، وترك بيننا، فضلا عن العديد من أعماله الصحافية والأدبية والتأريخية، البالغة الأهمية، ذكرى رجل شهم متخلق، هادئ، متشبع بحب الوطن، وبقيم المجتمع المغربي المثلى وبروح الحوار المسؤول، ، ومتمسك بأخلاقيات مهنة الصحافة التي كرس حياته لترسيخ ثقافتها وإشاعتها في الوسط المهني حتى صارت صفة من صفاته الجليلة، وخصلة من خصاله الحميدة، ومنقبة من مناقبه النبيلة. وتميز الحفل بحضور القيادة التاريخية لحزب الاستقلال، محمد بوستة، ومحمد الدويري وعبد الكريم غلاب، ومحمد خليفة، وعباس الفاسي وغيرهم من رموز الحزب، إضافة إلى زوجة الراحل محمد العربي المساري وكريمته منى المساري و شخصيات بارزة ووازنة في عالم الإعلام والفكر والثقافة والسياسة والدبلوماسية اتحدت، رغم اختلاف مشاربها ومعتقداتها الفكرية والسياسية، في الإشادة بأخلاق الراحل، وعصاميته وعمله وتمسكه بالخلق الكريم، والسلوك القويم والنهج المستقيم في حياته المهنية وحياته الخاصة والعامة، فكان نبراس أجيال من الصحافيين المبتدئين الذين أخذوا عنه هدوءه وتميزه وأخلاقه وسلوكه وممارسته الحكيمة الرزينة لإعلام مرتبط بالحقيقة والجدية ومبني على الحوار المسؤول البعيد عن كل أشكال العصبية أو الغوغائية أو التفاهة السياسية. لقد كان، بحق، الصحافي الكامل، يحمل، بحب، هموم وطنه، ويسعى، بصدق، إلى الدفع في طريق التغيير، إن على مستوى العقليات، أو الممارسات المهنية ، وينشر، بإيمان كبير، مبادئ الشهامة والنبل، في التعامل مع الخبر، ومع صانعي و متلقي الخبر، دونما استفزاز أو ازعاج أو تطاول أو تكابر.
وعبر كلمات مؤثرة، قال رئيس مجلس رئاسة حزب الاستقلال، الأستاذ محمد بوستة، غن المرحوم محمد العربي المساري كان دائما وفيا لأخىقيات العمل السياسي والإعلامي الذي تفرغ له ، وكان غيورا على وطنه وصادقا غي عمله على مستوى جميع الميادين التي اشتغل فيها وعنها. واعتبر الأستاذ بوستة أن مبادرة إطلاق أسم العربي المساري على كرسي “أخلاقيات مهن الصحافة” يعتبر تكريما للمجهود الذي بذلها الفقيد في سبيل تطوير المشهد الإعلامي ، عبر مؤلفاته العديدة ونضاله المهني المتواصل على مدى نصف قرن، ومن زوايا مختلفة، ما مكن أجيالا من الصحافيين من الاستفادة من خبرته وتجربته الغنية في مجال الإعلام والتواصل.
وفي شهادته بمناسبة هذا الحفل، قال الكاتب والروائي والصحافي الأستاذ عبد الكريم غلاب إن الراحل يعد “رجلا من رجالات الصحافة الذي أخلص لها وقدرها كما أخلصت له وقدرته في حياته وبعد مماته”، مضيفا أن المساري كان رجل ثقافة وعلم، عصاميا متميزا، قدمته ظروفه وعقليته ونشاطه وتطلعاته إلى ميدان الصحافة. حتى صار وجها من وجوه الصحافيين البارزين بالمغرب وفي خارج المغرب، عربيا وغربيا، كما أن الراحل المساري امتاز على الدوام، بإخلاصه لعمله، كما أنه كان دوما يوجه قلمه وثقافته نحو الخير والصدق والأمانة””.
وأشار أيضا إلى أن الراحل المساري كان على الدوام صادقا وصريحا فيما يكتب. لذلك، تقبله القراء بكامل المحبة والاحترام والتقدير والثقة، خاصة وأنه كان يختار الموضوعات الصعبة وليس السهلة “كان يكتب الجديات وليس الهوائيات والخرافيات” ، ” مجدا بعمله وأخلاقه، مثال الصدق والوضوح والصراحة.. ومثالا لنظافة اليد والعقل واللسان”. أما وزير الاتصال الأستاذ مصطفى الخلفي ، فقد ذكر في بداية تدخله إلى اشتغاله بجانب الراحل العربي المساري في اللجنة الوطنية لإصلاح قوانين الصحافة والنشر التي ترأسها، وكذا ”في جميع مراحل النضال من أجل أخلاقيات المهنة”، اعتبر أن كرسي الراحل العربي المساري لأخلاقيات الإعلام والاتصال منارة مفتوحة في وجه العموم وخاصة المهنيين والمهتمين، من أجل إشاعة أخلاقيات الإعلام. وبرأي الوزير الخلفي أن المبادرة التي أقدم عليها المعهد العالي للإعلام والاتصال ..بتخصيص كرسي باسم العربي المساري، ب “المبادرة النوعية” لأنها ستساهم في تعزيز التكوين والبحث العلمي في مجال أخلاقيات المهنة التي أعتبره الوزير أساس تطور مستقبل الصحافة في المغرب..إضافة إلى المجالات الأخرى التي تسهم في تطور الصحافة..
وأكد مصطفى الخلفي أن الكرسي يضطلع بثلاث مهام أساسية “أولا، المساهمة في التكوين الأكاديمي المعمق لـ 60 صحفيا كل سنة، ثانيا، استضافة شخصيات علمية وازنة ستساهم في التأطير والتكوين، ثم ثالثا، تجميع البحوث العلمية المرتبطة بأخلاقيات المهنة مما يجعل الكرسي مرجعا لهذا الموضوع على الصعيد الوطني”. وبصفة عامة، فإن مهام كرسي العربي المساري تتمثل في “تقديم مسار دراسي سنوي في دورات معمقة ومنتظمة، وتنتج شواهد علمية للتكوين في أخلاقيات المهنة”، ثم “تشجيع البحث العلمي المرتبط بمجال أخلاقيات الصحافة والإعلام، ”،وتنمية المعرفة بأخلاقيات المهنة،في العمل الإعلامي وذلك عبر ”تنظيم محاضرات مفتوحة للعموم والتكوين والتأطير العام”، وشدد على أنه بدون ذلك فإن العمل الصحافي يفقد أهميته وجديته واستقلاله. جمال الدين الناجي المدير العام للهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، شدد على ضرورة بناء دولة القيم والأخلاق بعد دولة القانون، خاصة في الصلة بمجال الإعلام والاتصال، حيث يجب تقديم الأخلاق على القانون في علاقة الإنسان بالعالم الافتراضي،لأن دولة القيم تقوم على السلم والتسامح والمسؤولية الفردية.، لأن المنطق السليم ينطلق من القيم لا من ترسانة القوانين، ويقتضي الإعداد الجيد في مجال والتربية والتنشئة.
من جانيه عبر الدكتور بنعيسى عسلون، أستاذ السمعي البصري بالمعهد، المكلف بالكرسي الأكاديمي للعربي المساري ، عن افتخاره بتحمل مسؤولية كرسي يحمل اسم رجل من طينة وحجم الراحل الكبير، محمد العربي المساري، الذي قال عنه إنه “الكاتب الألمعي، والصحافي المقتدر، والدبلوماسي المتميز، والوزير المحترم المسكون بهموم هذا الوطن”. وفي هذا السياق، اشارالدكتور بنعيسى عسلون، أستاذ السمعي البصري بالمعهد، والمعين للكرسي الأكاديمي، عن عظيم افتخاره واستشعاره لثقل مسؤولية كرسي يحمل اسم رجل من طينة وحجم الراحل الكبير، محمد العربي المساري، الذي قال إنه اسم يسكن الوجدان، فهو الكاتب الألمعي، والصحفي المقتدر، والدبلوماسي المتميز، والوزير المحترم المسكون بهموم هذا الوطن.
وأضاف بنعيسى عسلون ، أن اسم هذا الرجل يشكل بالنسبة له مصدر تحفيز كبير لا ينضب في مباشرة عمله المهني اليومي، وأيضا كمسؤول على قاعة كرسي العربي المساري الذي يهدف حسب عسلون، إلى دعم برامج التكوين والبحث العلمي في مجال الأخلاقيات في سياقاتها المهنية المختلفة، والإسهام في الرفع من مستوى الوعي بأهمية أخلاقيات المهنة، من خلال تنظيم ندوات ومناظرات ولقاءات لرصد وتدارس مختلف المواضيع والإشكاليات المرتبطة بالأخلاقيات ومبادئ وقواعد السلوك المهني، الذي كان المساري كأستاذ لنا جميعا من رمزا من أهم رموزه. للإشارة فقد تم تجهيز قاعة “كرسي العربي المساري لأخلاقيات الإعلام والاتصال” بوسائل تكنولوجية متطورة ومكاتب لاستقبال الطلبة والباحثين المشتغلين بالبحث العلمي في مجال أخلاقيات المهنة بوصف خاص. أما الأستاذ عبد الله البقالي، عميد الصحافيين المغاربة ومدير جريدة العلم، فقد ذكر بمواطن النبوغ الفكري والثقافي والعلمي والأخلاقي في إنتاج الراحل محمد العربي المساري، كاتبا وصحافيا، ومؤرخا، وسياسيا، ودبلوماسيا متميزا، وركز على جانب الأخلاق في الممارسة المهنية للراحل المساري المطبوعة بالجدية والرزانة والمسؤولية واحترام قيم الأخلاقيات المهنية في تناول مختلف كتاباته والمواضيع التي اشتغل عليها، “وهو ما أصبح المشهد الإعلامي المغربي يفتقر إليه نظرا بتفريخ ممارسات تضرب في الصميم أخلاقيات الصحافة”، برأي رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية .
وقد سبق الإعلان عن أن أسرة المساري سلمت لمؤسسة أرشيف المغرب رصيدا وثائقيا هاما يضم أرشيفا متنوعا يعكس مختلف أوجه نشاط وتراث الراحل كمؤرخ وكاتب ومؤلف ومثقف ودبلوماسي ووزير. ومعلوم أن الأستاذ محمد العربي المساري رحمه الله كان يتتبع باهتمام كبير خطوات جريدة “الشمال” في حلتها الجديدة، ويتعهد هيئة التحرير بنصائحه واقتراحاته بصورة مستمرة. وقبيل وفاته رحمه الله بعث إلينا برسالة مؤثرة، يسعدنا أن ننشرها في هذا العدد اعترافا بالجميل و وفاء منا لذكرى الراحل العزيز عزيزي الأستاذ عزيز كنوني “وصلني عددان من الشمال وهما غنيان جداً بما يجب ان يُقرا ولعل هذا افضل مكافأة لطاقم التحرير رغم تكلفتها المعروفة اول ما يجب التنويه به هو الندرة النادرة للأخطاء النحوية والإملائية وهذه فضيلة معروف ماتاها ومتطلباتها وتفسيرها من توضيح الواضحات ولا يفوتني ان اعبر عن تبادل العزاء في بنعزوز وهي مناسبة حركتنيً لأحث المعنيين بان تكون الاربعينية تظاهرة تتجاوز النطاق المحلي والإقليمي واتصور ان مبادرة في هذا الاتجاه قد تأخذ طريقها.
خطر لي بمناسبة ما ذكره خالد مشبال في المساء عن دور إذاعة طنجة يوم الصخيرات ان الامر يستحق العودة وحسب رواية خالد فان عدم ربط إذاعة طنجة بالإذاعة المركزية يرجع ببساطة الى المحافظ وكان في تلك الساعة هو العسري والى التقني وليس الى بطولة مسؤول من اي رتبة فحبذا لو عدتم الى الموضوع لبيان حقيقة ما وقع وتسليط اضوءً على قرار بسيط كان له اثر في مجرى الاحداث التي تسلسلت في بقية ذلك اليوم. أشرت على موضوعات سأرجع اليها منها موضوع تتعلق باضطراب شاب الميناء المتوسطي وآخر يتعلق بحي العرفان وقد انفردت “الشمال” بالحاحها على رواية متميزة لذلك الحدث الذي عبر عن انفجار وقع بكيفية متوقعة ولكن في غفلة من الجميع. وأخيرا أهنئكم على جر الأستاذة اللوه الى الكتابة وقد وقع الإلحاح عليها من قبل لكي تفتح المحبرة وتجود على القراء بما ليس من حقها ان تحتفظ به لان الثمن الذي سنؤديه جميعا هو هرولة الفضوليين والثرثارين للخوض فيما لا يعرفون .
وحبذا لو بادرت لمد الجريدة بمعطيات عن سيرتها الأكاديمية والثقافية والأسرية او ان تعد بانها ستدون ذلك او دونته لكي نطمئن الى أن الجمهور سيكون في وسعه ان يعرف المعطيات ممن يعرفها وقد خوطبت وامتنعت للكلام عن سيرتها وعن استاذ الأجيال المرحوم ابراهيم الالغيً وهذا ليس من حقها . هكذا ترى انك تسير مركبا يمخر في بحر هو ماري نوصطروم وان القدر ألقى بك في تجربة تمس في ان واحد راهن حاضرة تنتقل الى ان تكون ميطروبولا فاعلة في التاريخ المعاصر وايضا هي حاضنة لتاريخ قلما يتاح لمدينة متوسطية أخرى هي منارة تاريخية اقف عند هذا الحد واشد على يديك للمجهود الذي تبذله للقيام بالواجب بأكثر مما يستطيعه فرد واحد . تحياتي .
محمد العربي المساري