قراءة في بورتريهات مبدع
الجمعة 08 أبريـل 2016 – 12:35:29
… يسعد الصالون الأدبي لنــادي الإتّحاد بتطوان ، باستضافة الأستاذ الأديب حسن بيريش ، للاستمتاع بقراءات في مؤلفه ، تحت عنوان : ” مبدعون لا ينطقون عن الهوى “. هو مبدع من مقام نزار . وهو قباني القلم ، أنثوي الصياغة ، كاظمي الطبْلة ، رومانسي الطبع ، موسيقي الجمل ، سيمفوني المَقـــال ، و قد إخترق الأخرسَ سمعُه .
آه ثمَّ آه يا ضاد … تَوَجُعكِ أيتها الضادُ يُمرضُني
و ذرْفُك النادُّ من عَيْنك يُدْمعُني … إي و ربي و يُكْربُني و يُرْبكُني .
الذّخيرة التي اكتسَبها الأديب في سِياقـــاتهِ الهُوَاتية تُمكّنُه من سَبْرِ أغـــوار دواليبهـــا من أجـلِ توزيع جملها الموسيقية ، ويْكأنَّه يسيِّرُ جوقــًا سيمفونيا من ليـــالي الأنــس .
هل تتحمَّلُ اللُّغة التي اكتسَبَهــا المبــــدع “لا ينطقون عن الهوى” ، حمــولة النطــق عن الهوى بالنفي ؟ أم، لا حدود لهذه الذخيرة إنْ تطاوَل على قدسية ، لتعابير معينة تستجلب للأديب نوع من الحزازة ، أم هو استمتاع و عناية باستخدام آداب و فنون لغة الضاد . و الإصرار على على ممارسة الإبداع من داخل نصوصها . أهي تفعيل المهارات اللغوية؟ هي ليست محفوفة بالأزهار بل بمعيقات ذات الطابع المجتمعي من حيث مستواه (المجتمع) الأدبي و اللغوي . عُلوُّ كعب الأديب يُرَسِّخُ مقام المبدع . إيمان هذا الأخير (المبدع) يُبرِّرُ و يحقُّ له ” الإقتراض اللغوي ” كما يحلو له ، أيضا أنْ تتحمَّل الجوانب الأسلوبية تَكلفة الاقتراض . فلُغته تابعة للهوية التي يَرتضيها ، دينية كانت أم قــومية أم إثنية . فالهُوية الـدّينية تقتضي لغة بَيـان عــربية …
أثــمّ هي متَناغمة مع نُخبة من الُمتلقين أم تُؤدّي إلى استفحال الفجوة بين الأديب و جماعة من القرَّاء ، لمراعاة البعد النفعي ؟ إنه تفكير المبدع “الخلاق” الذي يقوم على المعرفة ، ابتكارا و إبداعا ، لتحقيق مقومات الإبداع . التفكير الخلاق المُنتج ، من منظومات منبع مفردات الوجدان التي من شأنها تعميق خيال المبدع .
أدخل المبدع شخصياته إلى مرسم أدبي ، فتارة يصفهم : بقفص يمضي باحثا عن عصفور …و يُصغيني في تفاصيل نصوصه … و يصغي في تماس مع انبجاساته … فإنْ يكُ (أديب آخر) الوجه العزيز في منأى عن سعة العيْن ، فإنه قطْعا في أبهاء النفس ماثل، في حضوره و الغياب …ثمَّ تذهب به لواقح الرياح لوصف رائع قائلا: (مبدع آخر) من ماء الدهشة إلى يابسة الذاكرة ، على سياج إلتقائي بحبره ينمو الشغف و يتناسل …
و يصف المبدع مبدعا آخر :
ظمأ الكتابة في اللسان وفـــــي … العبارة جمرٌ على ثلج الكلام .
طاعن في فضِّ أختام العبــارة … يقيم في الحرف و يكبر ثمَّ يتفصَّد جمالا .
ألا إنّه بالشكر تـــدوم النعـــــم … قلْ لي كيف لغتُك أقولُ لك كيف هو تفكيرُك .
نظّم فؤاد شاكر وهو شاعر مبدع و الذي أنشد قصيدة في حق المبدع أمير الشعراء أحمد شوقي :
يا أمير النهـــى و رب بيــــانــه … هذه روضة و أغصان بانه
أنت رب البيان لا فخر يا شوقي … و رب السباق يوم رهانه …
جريدة الشمال