قراءة في كتاب خلاصة عمدة الراوين في تاريخ تطاوين
جريدة الشمال – م.الحراق ( خلاصة عمدة الراوين )
الخميس 04 ينــاير 2018 – 17:55:08
هذا اللقاء الذي نظمته مكتبة سلمى الثقافية بتعاون مع مؤسسة محمد داود للتاريخ والثقافة بتطوان، والذي أدارته الدكتورة سعاد الناصر عرف مشاركة الأساتذة إسماعيل شارية وعبد العزيز سعود وياسين الهبطي.
يعتبر “عمدة الراوين” من أهم الكُتُب التــاريخيـة التي أرخـت لمدينة تطوان باعتبار ما كان يشغله المؤرخ الفقيه الرهوني الذي تقلد عدة وظائف إدراية جعلته يطلع عن قرب على مجمل الأحداث التاريخية التي عرفتها المدينة، مما ضمن موسوعته التاريخية مجموعة من الوقائع من بعض الكنانيش خاصة “كناش لوقش” الشهير، ذلك ما أكده يونس السباح الطنجي عند استعراضه لكتابه خلاصة عمدة الراويين في تاريخ تطاوين، مستعرضا منهجه في التحقيق، مشيرا إلى أن هذا التلخيص هو ميزة إضافية للتاريخ المحلي للمدينة ولم يشأ أن يثقله بكثرة النقول والحواشي.
فيما تركزت مداخلات باقي الأساتذة المشاركين في هذا اللقاء الثقافي حول المجهودات التي قام بها المحقق الأستاذ يونس السباح الذي تمكن من إخراج محتويات هذا الكتاب من رفوف الخزانات الخاصة إلى عالم الكتب، مبينين كذلك بأن جل الدارسين يعرفون كتاب “تاريخ تطوان” للفقيه أحمد الرهوني في نسخته الأصلية المؤلفة في خمسة عشر جزءا إلا أنهم لا يعرفون شيئا عن هذه الخلاصة التي تم تحقيقها مستعرضين معلومات حول الكتاب الأصل من خلال الحديث عن عناوين فصوله ومواضيعها التاريخية والجغرافية بل حتى الطبوغرافية لمدينة تطوان، مشيرين إلى أن الرهوني لم يكن مؤرخا بالمعنى العلمي التخصصي للكلمة وإنما كان كغيره جامعا للمعلومات التي توفرت له حول المدينة وكان جلها مأخودا من المؤلف المغمور قبله الأستاذ السكيرج في مؤلفه (نزهة الإخوان)، وذكر الأساتذة جملة من الخصائص التي طبعت هذا الكتاب التاريخي، وهي عبارة عن أحاديث الذي كان الفقيه الرهوني قد أذاعها على أمواج إذاعة تطوان، ضمت حلقات متعددة مما عكسه أسلوب الأستاذ السباح الذي كان اسلوبا إذاعيا وبالتالي يحسب له هذا الجهد والأمانة في نقل المعلومة، بعد أن قدم له بدراسة وصفية معددا المصادر التاريخية التي اعتمدها المؤلف في جمع المعلومات التاريخية حول مدينة تطوان، معتمدا على نسختين في هذا التحقيق مع ما تطلبه ذلك من جهد وتعب..