قصة أطلس وأنتايوس وولادة طنجة على يد أقدم أبطال المغرب القديم ما قبل الفينيقيين
الجمعة 12 غشت 2016 – 17:38:41
لاشك عند الباحثين الاثرييين ان الفينيقيين عندما توافدوا على سواحل المغرب الكبير وجدو شعوب وقبائل تسكن أراضي وجبال المغرب وسموا بالسكان الأصليين للمغرب القديم وهذه المرحلة تجاهلها الدارسون وبينما تعتبر منطلقا اصليا لحضارة المغرب العريقة بعد عهود ماقبل التاريخ. فلقد تواترت بعض الإشارات عند الكتاب الإغريق حول هذه الفترات الغابرة منذ الشاعر هوميروس ومنهم من أكد استسقاء هذه الإشارات من المرحلة الفرعونية من مصر الفرعونية والتي تفيد من جهة أن المغرب عرف قبل مجيء الفينيقيين نموا حضاريا في الميدان الفلاحي والعمراني والعلوم والديانة والسياسة ومن جهة أخرى فان هذا التقدم الحضاري كان له صدى وإشعاع وتأثير بليغ في العالم الإغريقي الأمر اللذي أثار حفيظة المينويين فصاروا أندادا ومنافسين للمعبود الليبي [بوسدنيوس] والد أقدم أبطال وملوك المغرب القديم وهما [انتايوس]و[أطلس].
وغني عن البيان القصة الأسطورية حول مصارعة هرقل لانتايوس تنطوي على تلك المنافسة مع العالم الإغريقي وتقدر هذه المرحلة تاريخيا راجعة لزمن المملكة الفرعونية الوسطى وللمقدمات الحضارية في العالم الإغريقي وقد كنا قد تطرقنا للمرحلة الفرعونية الوسطى في عدد سابق لأبحاثنا المتواضعة عن رجوح نظري لتماثيل اغيل امدغار إلى تلك الديانة الآمونية التي استيقت من مصر الفرعونية وعن المقابر البونية المحفورة في الكهوف الطبيعية أو عبر الدهاليز الارضية والطقوس الممارس لها وكلها راجعة لتلك الديانة المصرية القديمة[انظر الصور].
وان هذه القصة الأسطورية تتيح لنا بالتعرف عن زمن وتاريخ تلك الفترة المعروفة تاريخيا بالحضارة المينوية وترجع مابين الألفين الثالث والثاني قبل الميلاد حتى حدود القرن الثاني قبل الميلاد.حينها ظهر الفينيقيون على مسرح الأحداث في الحوض الغربي للمتوسط. إن الكتاب القدماء أشاروا لهذه المراحل التاريخية على إنها كانت موجودة في وقتهم وبما يروي بومبونيوس ميلا في هذا الصدد مايلي:” كان انتايوس ملكا على موريتانية ومما يؤكد وجود ربوة على ضريح هذا العملاق والتي يبدو شله على هيئة إنسان نائم على ظهره “.
وفي حديث الكاتب عن طنجة قال :”إنها مدينة قديمة جدا أنشاها الملك الموري انتايوس والدليل توفر المدينة على درع ضخم مصنوع من جلد فيل وهولا يناسب حاليا أي فترة الكاتب مومبونيوس أي إنسان بينما كان العملاق انتايوس يستعمله وقد أثارت هذه المخلفات المادية التي كانت سائدة في القديم فضول( القائد الروماني سرطيوس) فنقب في ضريح البطل المغربي “انتايوس” بطنجة حوالي سنة 82 قبل الميلاد. والجدير بالذكر أن الإغريق والرومان اعتادوا على تصوير مصارعة انتايوس الموريتاني مع هرقل هرقل الروماني بصور مختلفة وحيث يظهر هذا الرسم الروماني في وليلي الأثرية في مشهد فسيفساء منزل أعمال هرقل وفي لكسوس تم العثور على تمثال يعالج هذه الفكرة . ومن قبيل الذكرى الخالدة لعهد أطلس المزدهر مااثار اهتمام (“ديدور الصقلي”) في هذا الصدد تناوله موضوع ليبيا وهذا قوله :[“أن الأطلسيين رعايا أطلس هم أكثر الليبيين حضارة في هذه النواحي بامتلاكهم أراضي مزدهرة ومدنا كثيرة “.
ومنن تلك المدن ذكر الكاتب مدينة كرني التي حطمتها النساء الامزونات في حملتهن المظفرة على بلاد الأطلسيين وبعد الصلح الذي تم بين الطرفين والولاء اللذي أبداه الأطلسيين لهته النسوة فان ملكة الامزونات التي تدعى[ مورينة] أعادت بناء المدينة وأطلقت عنها اسمها فإلى أي حد يكون اسم مورينة يشبه الموري والموريتاني ودال على اشتقاقه منها .
وهنا نشير إلى أن ذكرى موقع كرني ظلت خالد في الجغرافية التاريخية للمغرب القديم اللذي أطلق على اسم بلادهم موريتانية. ولاسيما أنها كانت طريقا لرحلة حانون القرطاجي في استكشافاته التاريخية وتحدث( سكولكس) عن لتجارة التي كان يزاولها المور والتي كان يبحر بها الفينيقيين إلى موريتانية وظن احد الكتاب أنها تزخر بالذهب كما نقل (بلنيوس) الشيخ عن بولبيوس مايفيد أن الجزيرة التي تتضمنها موريتانية وتحدث عنها اغلب الكتاب والمؤرخين كانت تقع أقصى جنوب موريتانية وهي مقابلة لجبال أطلس تفصلها ثمانية ستادات عن الساحل بينما لاحظ سترابون أن الجزيرة لم يعد لها اثر لكن( بطليموس) حاول إيجاد موقع لها خارج نطاق موريتانيا.
غير أننا لانتوفرعلى أية مخلفات مادية حول الوسط الأثري لهذه المرحلة الغابرة. في لكسوس خاصة لأنها من المدن التي تحتوي على هذه المخلفات والمسالة تتطلب مزيدا من التنقيب لتتضح هذه المراحل التاريخية الثقافية على المغرب الجغرافي والمتعدد الحضارات والثقافات ضمن ماتختزله ذاكرة الناس والأمر متعلق بالملك الموري انتايوس المتمثل في خلود اسم مدينته طنجة وباقتران اسم أطلس بالأطلسيين اللذين سكنوا المغرب قديما ومازالت ذكرى البطل أطلس بخلود مدينة ليكسوس التي مازال نهر اللكوس ينطوي دال على اسمها التاريخي العتيق وهي المدينة التي اشتهرت بحدائق (الهسبريات) المنسوبة لبنات هذا الملك المغربي اللذي اعتبر مدينة طنجة مدينته المفضلة وليكسوس عاصمة لموريتانية والتي كانت تتضمن قصرا للبطل( انتايوس) مما يفيد ذالك في حضارة المغرب القديم التي تستمد جذورها من هذه المرحلة التي ازدهرت فيها البلاد قبل مجيئ الفينيقيين.
فسيفساء وليلي تشكل تلك الاسطورة الغابرة حول مصارعة هرقل البطل انتايوس وصور حول المكتشفات الحجرية التي تعود لزمن الفينيقيين بالريف.