قطوف إبراهيم من بستان بولز..
الخميس 29 شتنبـر 2016 – 11:12:59
في مناسبة كتبت تعليقا مقتضبا عن طبيعة نظرة بعض المشارقة حول ما يترجم من أعمال أدبية وفكرية في المغرب .. كنت أستحضر وقتئذ
ـ لاستئناف الأحكام التعميمية للمشارقة
ـ نماذج من الترجمات ذات المستوى الرفيع ، واخترت من تلك العينات ما ينجزه الناقد المترجم إبراهيم الخطيب المتمرس بالترجمة بألسن متعددة : الفرنسية ، الإسبانية والأنجليزية عن دربة وصبر وسعة وكفاءة تزاوج بين ما هو نقدي وإبداعي..
في سنة 1993أهداني صديقي إبراهيم قطوفه من بستان بول بولز الكاتب الأمريكي المغترب.. كان الإهداء فرصة لي للاطلاع على ما كتبه بول بولز والاقتراب من رؤاه و أسرار بلاغته ذات الأبنية الواقعية والتخييلية.. أقام إبراهيم ترجمته لنصوص بولز على انتقاء واستقراء مكناه من التأليف بين مزيتي :
·الاختيار المبطن لحسه الجمالي ·
التأريخ والتوثيق لما صدر عن بولز وما كتب عنه.. قطوف إبراهيم من بستان بولز عشرة نصوص قصصية هي :
الفقيه البستان مياه ايزلي طريدة هشة مدام وأحمد ألف يوم للمختار مجدوب الضبع مدغان والمدغانات علال ترجم إبراهيم هذه القطوف متوسلا بلغة أبقت على حيوية النصوص الأصلية.. ودللت على كفاءة عالية في الصياغة الأسلوبية القائمة على التماس البيان والتبيين لإنتاج نصوص بمعايير إتقان دقيقة دون سقوط في ميسم الميكانيكية التي هي ميسم زمرة من المتعاطين للترجمة.. هذا ، وان هذه الترجمة الخطيبية تبررها حاجة الاطلاع على كتابات بولز بالنسبة لغير الناطقين والقارئين بالانجليزية ..
كما أنها تساعد على استئناف النظر حول طبيعة الحكم السابق لليسار الثقافي المغربي تجاه الكتابات الاغرابية والإتنوغرافية .. وبعد ، فهذا نموذج فريد من الترجمات الجيدة التي ظهرت في السوق الثقافية سنة 1992 . فهل واكبته متابعات نقدية في المشرق أو المغرب ؟