كان للقاعد الماشي حديث بينه وبين أحد أصفيائه.
قال القاعد الماشي :
من الموجهات التربوية الكبرى في الطريقة القادرية البودشيشية أن المنتظم فيها والمنتسب إليها لا يمكنه أن يقوم بشيء دونما ” إذن ” يطلبه من شيخه المربي سيدي جمال الدين القادري بودشيش نضر الله أيامه. ويفيد هذا الإذن في دلالاته الإعلام بالشيء، والعلم به، والسماح بفعله. وبدهي أن يكون صادرا من أعلى إلى أدنى..
وفي السياق القرآني يفيد الإذن إرادة وموافقة. وأما الإرادة فيدل عليها قوله تعالى : «.. ومنهم سابق للخيرات بإذن الله» أي : بإرادته تعالى.
وأما الموافقة فيجليها قوله تعالى : «..فانكحوهن بإذن أهلهن» أي : بموافقة أهلهن.
ولنا في تاريخ الدعوة المحمدية نظَرٌ وعِبرة واعتبار؛ حيث كان الإذن أساسا اعتمده رسول الله صلى الله عليه وسلم – وهو أُسوتُنا الحسنة – في كل ما يقوم به، ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر، أنه صلى الله عليه وسلم بعدما انتقل بدعوته المباركة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة أمام استفحال غطرسة قريش وتماديها في التنكيل بالمؤمنين، لم يتصد صلى الله عليه وسلم للمشركين حتى جاءه الإذن من ربه، فكانت كلمة ربه هي العليا، فامتدت بشائر نصر الإسلام..
ومن المعلوم أن للهجرة النبوية أحكاما.. ولكن حكمها الأكبر هو الإذن.
قال القاعد الماشي :
معلوم لدى ذوي الألباب أن مصدر الإذن:
. حضرة أَحدية
. حضرة مُحمدية
. حضرة وَلَوية لشيخ عارف بالله ودال عليه؛ عالم بفرائض عينية؛ خبير بأحوال سلوكية..
قال القاعد الماشي :
إن الارتكان إلى هذا الأقنوم الأخلاقي/ التخليقي مفتاح سعادة أبدية؛ مؤشراتها :
. هداية..
. رُشد..
. فتوح قريبة ومُبينَة ومطلقة..
قال القاعد الماشي :
الاعتقاد في الإذن يترجم :
. تصديقا جازما بحقائق الدين سيرا إلى الله.
. سلامة الذات دينا ودنيا..
. تخلُّصا من كل ادعاء أو بدعة أو شُبهة أو دَجَل..
. سلامةً في مقام جلال وجمال؛ حتى لا يكون في قلب الفقير / السالك التفات لغير الله.
قال القاعد الماشي :
للإذن مفهوم نسقي متماسك يجنب الفقير/ السالك الوقوع في براثن جهل وجنون ومهالك ومُلمَّات ودَجل.. فليحذر الفقير السالك انتهاج أي مسلك دونما إذن من شيخه المربي بالقول والفعل لا بالادعاء؛ لكون الحاجة إلى طلب الإذن تناظر حاجة المحب إلى محبوبه..
قال القاعد الماشي :
إذا كان المُحب في مقام الطالب، فالمحبوب في مقام المطلوب..
فانظر ترَ..
قال القاعد الماشي :
نطلب الإذن من الوارث المحمدي سيدي جمال الدين مستحضرين حقيقة كبرى؛ مؤداها ان الله عز وجل قد أمد رسوله صلى الله عليه وسلم بمدَدَين؛ مَدَدِ شريعة ومددِ حقيقة مودعةٍ ومحفوظة في صدر صاحب الوقت. فاللهم اجعل طلبنا الإذن عنوانا لتوجهنا وثباتنا وصحبتنا فهي أعز ما نطلب.
عبد اللطيف شهبون