س/ من هي كريمة الرحالي ؟
ج / كريمة الرحالي من مواليد طنجة سنة 1973. تمتهن التدريس منذ ما يزيد عن ثلاث وعشرين سنة. راكمت تجربة تدريسية وتربوية في سلكيه الابتدائي والثانوي . حاصلة على :
- الباكالوريا في الآداب العصرية
- دبلوم مركز تكوين المعلمين والمعلمات بطنجة
- اجازة في الآداب العربية
- دبلوم الدراسات المعمقة في الأدب المغربي
- دكتوراه في الأدب المغربي من آداب تطوان ( جامعة عبد المالك السعدي )
تشارك في أنشطة مفتوحة ذات طبيعة بناءة ، من قبيل :
مساهمات تأطيرية في نواد ثقافية..
مشاركات في ملتقيات شعرية وندوات سوسيو تربوية..
س / ما اصداراتك الابداعية والعلمية ؟
ج / أنا مقلة . صدر لي ديوانان شعريان ، وقريبا سأصدر بحول الله ثلاث كتب :
” قراءة في ديوان آخر فصول العشق “
” قراءة في كتاب صيف الوصل بالأندلس لعزيز الشدادي “
” شرح لامية العجم لمحمد بن حمزة العياشي “
س/ ما الباعث لاشتغالك بنموذج من الشروح الأدبية بالمغرب في مشروعك العلمي ؟
ج / الباحث في الأدب المغربي تحركه رغبة لسبر أغوارهذا الأدب .. والتنقيب في تواليفه..
واستكمالا لما أخذته من علوم ومعارف متنوعة ، تشوفت للتعرف على انتاجات جديدة.. وشخصيات وأعلام.. ظلت في عداد مغامير.. بينما تراثها شاهد على سموقها تاريخا وأدبا وعلما..
ومما يزيد المسألة اشكالا بقاء كم هائل من هذا التراث المشرق طي رفوف أو قبور ؛ مما يحتم على الأجيال الجديدة مهمات التعريف بقيمة وأهمية ذلك الموروث العلمي والأدبي والفكري..
لقد اخترت أن أكون ضمن المبادرين والمبادرات للتقديم العلمي لجزء دال على النبوغ المغربي في حقل اللغة العربية وآدابها..
بعدما استفدت من أساتذتنا الأجلاء في وحدات تكوينية بآداب تطوان ، الذين يسروا لنا طرق ومناهج البحث العلمي ؛ وسهروا على تكويننا في مناهج ومدارس تحقيق النصوص التراثية ، التي تشكل حلقة أساسا للنهوض بحركة علمية وأدبية..واخراجها من سكون وجمود الى دينامية جديدة حية.. ، ملمحها رفع منسوب الحجاج العلمي القائم على ركائز علمية صلبة ، وضمن هؤلاء الفضلاء الأماجد :
فضيلة الأستاذ الدكتور عبد الله المرابط الترغي رحمه الله الذي كان له فضل توجيهي لموضوع أطروحتي..
والأستاذ الدكتورمحمد الأمين المؤدب الذي كان له فضل مرافقتي نصحا وارشادا واشرافا على أطروحتي..
والأستاذ الدكتورعبد اللطيف شهبون الذي تولى رئاسة وحدة الدكتوراه ” النص الأدبي العربي القديم ” وسهر على تأطيرنا في نفس منحى النخبة المجيدة بآداب تطوان ..
رحم الله سيدي عبدالله المرابط الترغي وبارك الله في عمر الباقين..
س / بما أنك اشتغلت على نموذج من نماذج الشروح الأدبية موضوعا لأطروحتك ..
ما دواعي اختيارك ؟
ما اشكالاتها ؟
ما منهاجك في تحقيق متن شرح لامية العجم للعياشي ؟
ج / قبل اجابتك على مجموع تساؤلاتك..
أود تأكيد حقيقة مؤداها أن للمغاربة اهتماما خاصا وواسعا بالشروح الأدبية ..
وهذا الاهتمام متفاوت طبعا من حيث المنهاج واللغة والصنف ؛ وهذا ما فصله أستاذنا المرحوم سيدي عبد الله المرابط الترغي في مؤلفه الفريد عن ” الشروح الأدبية زمن السلطان مولاي اسماعيل العلوي “
وغير خاف على المتابع المهتم أن عملية الشرح والتأويل من أصعب مرتكزات الدراسات الأدبية والنقدية لجملة من العوامل ذات الصلة باستراتيجيات الكتابة ؛ نذكر على وجد التحديد اثنتين :
- استراتيجية الكتابة..
- استراتيجية التلقي..
ذلك أن لكل نص رؤية خاصة تتداخل فيها مهارات تركيبية ودلالية..
وأما بالنسبة لدواعي اختياري فأجملها في :
- اهتمامي الخاص بالفترة الاسماعيلية الشاهدة على رواج فكري وثقافي وأدبي بلورته أفعال الكتابة :
ـ شرحا وتصنيفا وتعريفا بمشاهير النصوص المصدرية شعرا ونثرا..
ومن بينها القصيدة اللامية العجمية التي طبقت شهرتها الآفاق ؛ مما لم يجعل المغاربة استثناء ؛ حيث أدلوا بدلوهم؛ ابرازا لقدراتهم ومواهبهم وأصالتهم في المدارسة والنظر والتأويل.. وبزالعلماء المشارقة ، ورغبة في اظهار نبوغهم..
ـ تميز الزمن الاسماعيلي بازدهار الابداع والعطاء الفكري والعلمي والأدبي ؛ مما قوى عزيمتي في خوض غمار البحث والاجتهاد لتحقيق ” شرح لامية العجم ” لأبي عبد الله محمد بن حمزة بن أبي سالم العياشي ..
وقد واجهت صعوبات بحثية ؛ فكانت رحلتي شاقة ، واعترضت سبيلي اكراهات ، تعاظم أمرها في جل مراحل الانجاز ، وعلى سبيل التمثيل أجملها في:
ـ طبيعة النسخة المخطوطة ؛ حيث اشتغلت على نسخة كتبت في عهد المؤلف ( سنة 1125 ه ) في غياب نسخة أم..
ـ مشاكل مرتبطة بفك بعض رموز خطية
ـ تعرض النسخة المعتمدة في التحقيق لنقص وبتر..
ـ عدم تصريح المؤلف بطبيعة منهجه التفسيري أو شرطه في التأليف ، على غرار الطبري مثلا في شرحه الموسوم ب ” حل المبهم في شرح لامية العجم ” والماغوسي في شرحه ” ايضاح المبهم في من لامية العجم ”
ـ عدم تصنيف شرح العياشي جريا على عادة المصنفين ؛ حيث كانوا يشيرون الى أسماء تآليفهم ومناهجم في خطب ومقدمات كتبهم
ـ صعوبة فك بعض الرموز المستعملة في الكتاب ، من قبيل :
ط : للطبري
س : لسيبويه
ح : اختصارا لكلمة حينئذ
ج : للجوهري
خ : رمزا لاختصار القول .
ص : رمز لكتاب الصحاح للجوهري
ق : رمز قابوس
ـ شرح بعض المفردات دون ذكرها.. مما أوقعني في اشكال البحث عن مكان وجودها
ـ عدم مراعاة ترتيب الكلمات داخل البيت أثناء الشرح أحيانا
ـ قلة مصادر ترجمة الشيخ محمد بن حمزة العياشي ، وقد تغلبت على هذه بالرجوع الى مخطوطة ” الاحياءوالانتعاش..”
ـ عجالة المؤلف واختصاره للشرح كان له تأثير على صعوبة توثيق مادته العلمية ؛ خاصة ما يتعلق بعلوم الآلة التي تستلزم دقة وتركيزا..
س / اعتمد عملك منهجيا على شقين : دراسي وتحقيقي . ما هي خلاصة الشقين ؟
ج / في شق أول :
- وضعت النص في سياقه التأليفي ، رابطة اياه بالحركة الأدبية والعلمية بالمغرب زمن المؤلف .
- أتبعت ذلك بتعريف مركز عن صاحبه مستفيدة بتوجيهات المرحوم سيدي عبد الله المرابط الترغي .
- وقفت على لامية الطغرائي ـ موضوع الشرح ـ معرفة بها وبصاحبها ، مع مقارنتها بأشباهها ونظائرها ، وبيان أهميتها في الدرس الأدبي والنقدي ، وابراز الوجوه التي ميزت لامية الطغرائي معجما وتركيبا وصرفا ووجوها بلاغية ..
في شق ثان :
انكببت على تحقيق شرح العياشي للامية الطغرائي التزاما بخطوات :
- نقل النص وفق قواعد الرسم الحالي
- توثيق النقول والأمثال والحكم والأقوال والأعلام البشرية والجغرافية..
- قراءة المتن قراءة سليمة ميسرة للفهم والتفسير والتأويل ..
فهرسة شاملة للمصادر والمراجع وعناصر محتوى الدراسة وغير ذلك..