كلمة مجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة في افتتاح أشغال المنتدى الإجتماعي المغاربي حول الهجرة
الجمعة 23 دجتبر 2016 – 17:26:36
خلال افتتاح أشغال الدورة الموضوعاتية الرابعة للمنتدى الإجتماعي المغاربي حول الهجرة يوم الجمعة 16دجنبر الحالي بمدينة طنجة، ألقى السيد محمد العلمي، نائب رئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، كلمة بالمناسبة، باسم رئيس مجلس الجهة ، شكر خلالها القائمين على المنتدى على اختيارهم طنجة لاحتضان الملتقى الذي يجمع فعاليات المجتمع المدني من دول الإتحاد المغاربي ومن بعض الدول الأفريقية و من دول أخرى، سيما أن الفكرة انبثقت على هامش أشغال المؤتمر المتوسطي للأطراف حول المناخ MEDCOPالذي نظمه مجلس الجهة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، شهر يوليوز الماضي. منوها، بأهمية المحور الذي تم اختياره لهذه الدورة ” الهجرة و التغيرات المناخية و البيئية”.
وأضاف السيد العلمي، المكلف بقطاع الشراكة والتعاون الدولي ومغاربة العالم :”مما لا شك فيه أن الفضاء المغاربي، بفعل موقعه المتميز جنوب حوض المتوسط، و بفعل التحولات الكبرى الجيوسياسية التي تسارعت مع بداية العقد الثاني من القرن الواحد و العشرين، أصبح فضاء يتسم بالهشاشة و عدم الاستقرار بسبب تداعيات ما سمي بثورات الربيع. مما شجع على ارتفاع منسوب الهجرة فيما بين الدول المغاربية، و لكن بشكل أقوى، في اتجاه الضفة الشمالية. و قد خلفت هذه الظاهرة التي تضخمت أكثر بفعل موجات الهجرات من دول جنوب الصحراء التي جعلت هذا الفضاء معبرا نحو أوروبا، و لكن أيضا، موطنا للإستقرار النهائي أو المؤقت. و يعلم الجميع حجم المآسي و المعاناة التي تصاحب هذه الحركية التي غالبا ما تتم بطرق سرية أو غير شرعية”.
وواصل السيد محمد العلمي كلمته الموجهة للحاضرين في هذا الملتقى:” إن الحروب و الفقر هي أهم العوامل التي تدفع بالبشر إلى المغامرة باختراق الحدود و البحث عن ملاجئ آمنة تحفظ لهم الحد الأدنى من كرامة العيش، لكن اليوم، يتأكد أن التغيرات المناخية و البيئية و الكوارث الطبيعية الناتجة عنها تعتبر إحدى العوامل الدافعة لمغادرة الأوطان و عبور الحدود. و لذلك، و لكي يتم الحد من حجم و مآسي الهجرات تحت الإكراه، يتعين عل الدول و الحكومات و المجتمع المدني الإلتزام بالانخراط الفعلي في التخفيف من آثار و مخاطر التغيرات المناخية، و التقيد يتنفيذ توصيات و مقررات المؤتمرين الأخيرين ميدكوب22 و كوب 22″.
واشار المتحدث ذاته، أن حوض البحر الأبيض المتوسط يعتبر من بين المناطق الأكثر عرضة لمخاطر التغيرات المناخية، مضيفا أن ضمن هذا الحوض تعتبر الدول المغاربية أشد تأثرا و عرضة لموجات الجفاف و لمخاطر التلوث و ندرة المياه و غيرها من انعكاسات التدهور البيئي. مؤكدا على أن الموقع الجغرافي المحاذي لدول جنوب الصحراء و لدول الشرق الأوسط المضطرب، يجعلها معرضة لعبور و استقرار أفواج كثيرة من المهاجرين، مما يطرح عليها تحديات اقتصادية و اجتماعية و إنسانية كبرى. معبرا عن استشعار جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، عن قرب لحجم هذه التحديات، سيما أن هذه المنطقة هي الأولى على المستوى الوطني في استقبال المهاجرين العابرين نحو أوروبا. وكذلك الجهة التي تكتسي تجربة في تدبير هذا الملف بإيجابياته و سلبياته.
وختم السيد نائب رئيس مجلس الجهة:” فرغم الأحداث العابرة التي تقع هنا و هناك و بين الفينة و الأخرى، فإننا نعتز، و بفعل السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة، بروح التعايش و درجة الإنسجام للمهاجرين في النسيج المجتمعي، و ذلك بفضل تأطير الجمعيات الفاعلة التي ينشط داخلها المغاربة و المهاجرين جنبا إلى جنب”.