“لؤلؤة بيتي” قراءة نقدية ..
جريدة الشمال – م.بديع السوسي ( قراءة نقدية )
الجمعــة 05 ينــاير 2018 – 10:52:44
رحبت بك الأندلس ومسجد قرطبة والزهراء
وأضحت قرطبة مهد الإيمان والأداء
نور الإسلام واضح رغم تعنت الأعداء
رغم أن المقال هو شعر في غالبه فإن الكاتب الباحث “عبد الرحيم بن جلون” ارتأى أن يدمج فيه ابنة أخيه المرحوم المقيمة بدبي، وزوجته جوهرة بيته ليكون الشعر في محاورة جميلة، ولتأتي الكلمات نزولا عند رغبة ابنة الأخ والزوج، وهي في الحقيقة تفاعل قوي بين ذات وخيال ووجدان الكاتب الشاعر وبين محيطه، محمد ين محمد ين الطاهر بن جلون الذي كان محدثا ومحيطا بعلوم الفقه والحديث، ومما يحسب لهذه الفئة من الباحثين انفعالهم وتأثرهم بمجريات الأحداث داخل مجتمعهم ومحيطهم، فضلا عن الانجذاب إلى كل ما يمت إلى الدين والأصالة بصلة. هكذا تربوا وترعرعوا وصرخوا بنين وبنات، وغرسوا فيهم الأخلاق والتربية الهادية إلى الخبر فكان الخلف خير خلف لخير سلف.
كان المجتمع المغربي سواء في فاس مسقط رأس الباحث أو مراكش أو طنجة أو تطوان مجتمعا تضامنيا تكافليا متشبعا بروح التسامح والتعاضد، مهتديا بهدي القرآن والسنة قبل أن تهب رياح عاتيات من غرب ومن شرق فتبعثر الأوراق وتشتت القلوب وتفرق الناس في كل جهة، وتنأى المسافة بين الآباء والأبناء كل في فلك يسجون.
ورغم إعجابي بالكلمات والمعاني المسترسلة في “لؤلؤة بيتي” فإنني قد لمست النفس الطويل للأستاذ بن جلون، ومداعبته للكلمات كمداعبته لأبناءه، وعشفه الأثير للكتابة، وقد حكى لي أنه تعامل مع الكلمة والمعنى منذ سنين عندما كان رجل تعليم وتربية، فلم أستغرب لأن كلا العلم والكلمة من منبع واحد بل هما المنبع، إلا أنني قد لمست ذلك، وإنني أرى ألا ينحشر الباحث حشرا في قوالب الشعر فقط الشعر جميل هذا ما لا يختلف حوله اثنان، ولكن الشاعر سيظل جميس قوالبه الشعرية لا يريم، محلقا في فضاءات الخيال والعشق والبوح اللا متناهي وأنا أعرف لأن للأستاذ “بن جلون” جولات حول العالم فهو دائم الترحال بين إسبانيا وإيطاليا وزيارة الدول المتقدمة وكندا وغيرها، فحبذا لو نقل إلينا بعضا من تجاربهم مع الغرباء، آثارهم نعم للشعر، ولكن خبذا لو صاحبه شيء من التاريخ وتضاريس بلاد وشعوب بعيدة عنا، لماذا لا يحيي الباحث بعضا من أمجاد أدب الرحلات، لقد فعلها الكثيرون فبله وخلفوا اسما وذكرا ووقائع وكتب استعان بها الخلف لمعرفة العالم. لقد أعطت بلادنا الرحالة ابن بطوطة فخلده التاريخ، ليس عندنا نحن أمة الإسلام والعروبة فقط، بل عند الغرب أيضا وهو مادة في مقررات التاريخ لبعض الجامعات الدولية.
تمنيت أن يسمع الأستاذ “ابن جلون” للنداء فيخوض غمار أدب الرحلات.
أخيرا أشير وللمعرفة فقط أن الأستاذ “ابن جلون” باحث أيضا في علوم الشريعة، وله اجتهادات في هذا الميدان ، وقد نجد يوما مؤلفات له في واجهة المكتبات، والمؤسسات الثقافية والفقهية.
أما “لؤلؤة بيتي” فهو خير تحية لمرأة مكافحة مناضلة وقفت إلى جانب زوجها مراحل في العمر وأنجبت له خيرة شباب الأمة .
فتحية للؤلؤة بيت الأستاذ “عبد الرحيم ابن جلون..