لقاء علمي بمارتيل عن قيم الثقافة وثقافة القيم

 هذا اللقاء، شارك فيه مجموعة من الأساتذة الباحثين الذين سبق وأن تقاسموا مع المكرم هموم البحث والمعرفة في مساره العلمي والوظيفي، حيث تطرقوا إلى أهمية مثل هذه اللقاءات العلمية، التي تروم دعم كل ما يتعلق بالتراث، والسير على نهج الأسلاف في البحث والتنقيب عن الهوية الحضارية.


وخلال المداخلات تطرق الأساتذة إلى الموضوع، من خلال قراءة في كتاب (أقوم منهاج في تكريم جعفر بلحاج) قدمها الدكتور محمد رضا بودشار، وملامح من العمل التحقيقي للدكتور جمال بلحاج السلمي من خلال كتاب (عمدة الراوين في تاريخ تطاوين)، وكتاب (الإشراف على بعض من فاس من مشاهير الأشراف) قدمتها الباحثة إكرام بولعيش، تلتها شهادات في حق الباحث بلحاج للأساتذة الدكاترة، امحمد بنعبود، مصطفى اعديلة، وحسناء داوود، وبدر العمراني، الذي تلى أيضا شهادة نيابة عن الأستاذ قطب الريسوني، وقد انصبت الكلمات حول شخصية المكرم، كإنسان وصديق، ومسيرته الثقافية العلمية التي طبعت بالجدية والإلتزام والبحث المعمق، أهلته بأن ينشط في العديد من الجمعيات في ميدان البحث في المغرب وخارجه، ومشاركته في عدة ملتقيات علمية.

 ومن خلال موضوع اختاره لنفسه كعنوان لمداخلته بمناسبة هذا التكريم تطرق الباحث الدكتور جعفر إلى رحلته في التراث من البحث عن الذات إلى البحث عن الموضوع، عند استعراضه لمساره العلمي التحقيقي لكتب التراث، ومن خلال العلاقة الجدلية بين الذات والموضوع،اكتشف أنه لا ذات بدون موضوع ولا موضوع بدون ذات، ذلك أن علاقته بالتراث كانت مبكرة، من خلال اكتشافه لآية قرآنيةمخطوطة بالخط المغربي العثماني، إلى ذخائر خزانة مكتبة والده وخاله، التي زادت في تحفيزه نحو البحث والتنقيب، وطالب في الأخير من الباحثين في التراث، أن يتسلحوا بمحبة العلم والإيمان ليسموا بالمهمة التي يقومون بها.