لماذا لم تأخر تتميم بناء المستشفى الجديد بالقصر الكبير رغم الخَصاص المُهول في إمكـانـات المستشفى المحلي الوحيد بهذه المدينة المؤسس منذ سنة 1936
الخميس 06 أكتوبر 2016 – 11:34:19
منذ سنوات عديدة استبشر المواطنون خيرا بمدينة القصر الكبير العريقة بالشروع في بناء المستشفى الكبير، الكائن بطريق العرائش، بعد أن ظلوا، ولعقود، ينتظرون بفارغ الصبر أن ينتبه المسؤولون إلى حاجة القصر الكبير إلى مستشفى جديد، خاصة وهم يعلمون بوجود مشروع بناء مستشفى بهذه المدينة ودائرتها ، كان مقررا بوزارة الصحة منذ زمن طويل، إلا أن ميزانية هذا المستشفى اتخذت، كما يبدو، وجهة أخري، ليظل سكان القصر الكبير ودائرته الذين يفوق عددهم 250 الف مواطن،على لائحة الانتظار إلى أن يأتي الفرج !…
و منذ ما يقارب من عقدين من الزمن تم بوزارة الصحة كذلك بالرباط إبرام اتفاقية هامة أخرى بين الوزارة المذكورة و جمعية التنمية بالقصر الكبير الذي رئيسها الشرفي الأستاذ و الدكتورمصطفى الجليل الوزير الأمين العام للحكومة السيد المحترم إدريس الضحاك، ثم رئيسها الفعلي الدكتور و الأستاذ مصطفى العزوزي الذي تخصص في ميدان الطب بالولايات الأمريكية المتحدة و الحاصل على وسام كبير من الملك الراحل الحسن الثاني رحمة الله عليه، وأعضاؤها ثلة من خيرة كفاءات و رجال و نساء هاته المدينة الوطنية و العريقة ، و ذلك بمخططات وميزانية كبيرة مع مؤسسات أخرى لإتمام بنائها و تجهيزها تجهيزا كبيرا و حديثا، و قد كتبت عن هذه البشرى و الاتفاقية و ما يتعلق بها “جريدة الشمال 2000 ” الصامدة و الغراء في حينه دون جدوى تذكر، و في عدد من المرات يقدم إليها بعض المعنيين بالأمر ليحاولوا إتمام بنائها و يتوقفون عن ذلك تماما، حتى بدأت بدورها تتخرب بعض الشيء – كالعادة .
فما هو ما في كل ذلك يا ترى ؟ ! و سكان دائرة اللوكوس القروية و القصر الكبير يستغيثون و يستنجدون ويطالبون المسؤولين المعنيين لإنجاز و تتميم المستشفى المذكور ببناء يليق بمدينتهم المتحضرة، عاصمة المجد والعلم والآداب والفنون والتي لا يجمل بالمسؤولين عن المغرب الجديد أن يستهينوا بمواطني هذه المنطقة في مجال حيوي يهم صحة المواطنين خاصة والمستشفى الحالي بنته سلطات الحماية الاسبانية سنة 1936، جهزته بحوالي 87 سريرا وقد بدا واضحا أنه لم يعد يقوى، بتجهيزاته المترهلة على الاستجابة لحاجيات السكان في مجال الصحة والتطبيب بالرغم من أنه قد أضيفت بداخله بعض البناءات القليلة التي لم تعد تكفي المرضى الذين يلجأون إليه وإلى قسم المستعجلات ومصلحة الراديو و الأشعة وهو قديم العهد بجانب مستودع للأموات يتسع لأربعة حثت فقط، و أحيانا تكدس فيه جثت أخرى في رف أو كيس واحد…….و مسجد بني فيه بطريقة غير قانونية و قربه مصبنة يغسلون فيها أثواب و مستلزمات قسم الجراحة بهذا المستشفى، و نحن على يميننا هنا نجد مطبخا للمرضى و الموظفون و الموظفات المداومات. و تتكلف بتحضير الأكل في هذا المطبخ شركة خاصة لها مشاكل أحياننا بهذا الخصوص، و عندما كانت هذه المهمة تقوم بها إدارة المستشفى ظلت أحسن مما عليها الآن لا من حيث الجودة أو النظافة، ويوجد أيضا قسم للولادة يتسع فقط لقرابة 30 سريرا، و رغم إصلاحاته المتكررة من طرف منظمات دولية ووطنية فهو لازال لم يف بالمطلوب نظرا لصغر حجمه و قلة أسرته و أقسامه و تجهيزاته، وهذا القسم تتعدد شكايات المواطنين و المواطنات حوله منذ سنوات عديدة إلى الآن و مع الأسف يوجد فيه طبيب واحد مختص في التوليد و النساء، و خارج أوقات العمل و العطل الحوامل التي تستعصي عليهن الولادة يبعثون إلى المستشفى الإقليمي للامريم بالعرائش أو بالمستشفى الجهوي بطنجة، و أحيانا تموت النساء الحوامل في طريقهن إليهما.
و في الطابق العلوي نجد قسم الجراحة العامة و فيه حوالي 30 سرير مقسمة على النساء و الرجال و بعدها في الطابق السفلي قسم العمليات الجراحية، جراحة التوليد و الجراحة العامة، و جراحة العيون سابقا، بحيث الطبيبة المختصة بالعيون رجعت تفحص العيون فقط و لا تقدر على أن تنجز العمليات الجراحية للعيون لأنه لا توجد تجهيزات بهذا الشأن الآن، و تؤدي مهمتها على الوجه المطلوب و يشكرها كثيرا من عالجتهم لتعاملها و كفاءتها الجيدة، وهذا القسم ككل به خصاص كبير من الأجهزة وبنايته مهترئة كثيرا رغم الإصلاحات المتكررة التي تطالها من حين للآخر. و هناك طبيبة ملتزمة و طبيب مختصان في الجراحة و يقومان بعملهما حسب إفادة بعض السكان على أحسن وجه و منضبطان…
ووسط المستشفى بالطابق العلوي يوجد مختبر للتحليلات الطبية ومقابله إدارة المستشفى و قسم الأطفال به كذلك بدون طبيب، وقد استقلت الطبيبة المختصة و الممتازة مؤخرا و التي كان يشكرها الجميع على عنايتها التامة بعلاج الأطفال و تقوم بعملها الجيد هذا على أتمه و بعناية كبيرة. و بنفس هذه البناية يوجد قسم للطب العام فيه ما يقرب من 16 أسرة بقاعتتين للنساء و الرجال، و هناك وسط المستشفى إدارة للفوترة.
و النقص كبير في التجهيزات و في الموارد البشرية و خصوصا طب التوليد و ممرضي متعددي التخصصات و هو غير صالح حاليا لأن بنايته قد تقادمت كثيرا، و الأسرة به قديمة و مهترئة و الراديو من النوع القديم، و يطلب السكان أن يكون فيه الراديو الرقمي، و لماذا لا يوجد (( سكانير)) فيه لأن الحاجة ماسة وضرورية إليه و خاصة في الوقت الراهن التي أصبحت آلات أخرى أكثر تطورا منه في هذا المجال. و الأطباء العامون عددهم به ما يقرب من 6 أطباء فقط .
أما المراكز الصحية بهذه المدينة فعددها 5 فقط، واحد منها بنته مؤسسة إسبانية يوجد بحي السلام و بعض المواطنين لا يجدون به بعض الأدوية و خاصة دواء السكري إلا أحيانا، و يبقى ترددهم عليه مرات عديدة لطلب هذا الدواء الأساسي لمرضهم و علاجهم دون جدوى. و هذه المراكز كلها تعرف خصاصا لا من حيت الموارد البشرية أو التجهيزات و الأدوية الضرورية و خاصة دواء المرض السكري، مع العلم أن وزارة الصحة قد أخبرت من قبل للمواطنين بالمغرب بأن دواء المرض السكري يوجد في جميع المراكز الصحية و المستشفيات، و في هذه المدينة المنسية و المهمشة من بعض المسؤولين لا يبعثون أحيانا كثيرا هذا الدواء الضروري للمرضى بالمراكز الصحية و الذي يطلبونه باستمرار و لا يلقونه كما سلف الذكر …
لماذا ينسى بعض المسؤولين –سامحهم الله- هذه المدينة الصامدة و لا يعتنون بها و يهملون أهلها و لا يجهزون بعض المؤسسات خاصة الصحية منها، هل لأنهم لم يعملوا على إنجاز عمالة بها لأنها تستحقها أكتر من عدد المدن الأخرى التي ثم إنشاء عمالات بها، لأنها بسكانها الكثيرين كما ذكرت آنفا أولى من مدن أخرى أنجزت بها عمالات أخرى، خاصة و أن بها أراضي فلاحية كثيرة بعدد كبير من الجماعات و القيادات التابعة لدائرتها القروية و غير ذلك … و سد كبير مهم بالمغرب و هو سد وادي المخازن الذي دشنه و أنشأه الملك الراحل الحسن الثاني خلد في الصالحات ذكره وزارهذه المدينة عددا من المرات هو و الراحل رائد ثورة الملك و الشعب جلالة الملك الهمام محمد الخامس قدس الله روحه، و قد آوت الوطنيين الخلص خلال سنوات الاستعمار الغاشم أيام الوطنية الحقة مثل الراحل المرحوم أحمد بلا فريج الممثل الشخصي للراحل جلالة الملك الحسن الثاني و مؤرخ المملكة المغربية المرحوم و الراحل عبد الوهاب بنمنصور و مستشار جلالة الملك الحسن الثاني المرحوم و الراحل أحمد بنسودة و المرحوم أستاذي الجليل و رئيس المجلس العلمي بالمغرب سابقا العلامة الكبير الشيخ المكي الناصري و المقاوم الكبير عبد الله الصنهاجي و غيرهم من المقاومين الأفداد و الأحرار.