مؤسسات تعليمية بدون هويات بوزان
الجمعة 28 أكتوبر 2016 – 17:27:27
كم من الوقت تستغرق عملية إعطاء هوية أو نسبا لمؤسسة تعليمية ؟ هل جف ينبوع الذاكرة الوطنية إلى الحد الذي جعل المديرية الإقليمية للتربية الوطنية والتكوين المهني بوزان عاجزة عن العثور على أسماء نساء ورجال صنعوا مجد هذا الوطن يعرفون بها أكثر من مؤسسة تعليمية ظلت بدون دفتر للحالة المدنية لسنوات ؟ ولماذا غيبت مختلف الجماعات الترابية حيث تقع هذه المؤسسات التعليمية هذا الموضوع من مداولاتها ولقاءاتها المتكررة بالمديرية الإقليمية للتعليم ؟ إنها جملة من الأسئلة ترددها الشغيلة التعليمية بمجموعة من المؤسسات التعليمية بإقليم وزان ، التي ظلت بدون هويات ، لمدد زادت عن ثلاث سنوات ، من دون أن تحصل هذه الشغيلة على جواب يشفي الغليل .
في شهر نونبر 2014، وبمناسبة الجولة التفقدية التي قام بها عامل دار الضمانة والوفد المرافق بمناسبة احتفال المغرب بعيدي المسيرة والاستقلال ، وذلك بغاية تفقد سير بعض الأوراش المفتوحة بالإقليم ، تم تدشين مجموعة من المؤسسات التعليمية التي عززت شبكة المدارس العمومية بالإقليم .
وخلال توقفه برحاب الثانوية التأهيلية الجديدة بجماعة سيدي بوصبر ، نبهه عضو اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بأن المؤسسة بدون هوية ، شأنها شأن مؤسسات تعليمية شيدت بجماعات ترابية أخرى بالإقليم في إطار المخطط الاستعجالي ، واقترح عليه حفاظا على الذاكرة الوطنية ، دعوة الجهة المختصة والوصية على القطاع ، التسريع بإطلاق أسماء نساء ورجال كتبوا تاريخ وطن اسمه المملكة المغربية ، على هذه المؤسسات التربوية . عامل الإقليم اعتبر الاقتراح وجيها ، لذالك لم يتردد في إصدار تعليماته إلى النائبة الإقليمية السابقة لقطاع التعليم بدار الضمانة ، من أجل أن يصبح لهذه المؤسسات التعليمية هويات ، وذلك في أسرع وقت ممكن.
نحن الآن عند عتبة الموسم الدراسي 2016 / 2017 ، ولازالت هذه المؤسسات التعليمية تحمل أسماء القرى التي توجد بها ، من دون أن يتمكن أيا كان من وضع أصبعه على مكمن الداء ، أو الإكراهات التي حالت دون تنظيم حفل العقيقية للمؤسسات التعليمية المذكورة . علما يؤكد مصدر على اطلاع بالموضوع ، بأن تضاريس المساطر والإجراءات ذات الصلة بملف تحديد هويات مدارسنا العمومية خالية من المنعرجات الصعبة ، لكن هذه الأخيرة تصبح قاتلة بفعل البشر ، والإدارة المتصحرة التي خصها ملك البلاد بخطاب ، يبدو أن صهده لم يصل بعد إلى دار الضمانة الكبرى .
فهل يبادر المدير الإقليمي الجديد على رأس قطاع التربية الوطنية والتكوين المهني بوزان بنفض الغبار عن هذا الملف ، فينبش في سجل من صنعوا ملاحم هذا الوطن الذي يمشي منتصب القامة بين أمم المعمور، فيطلقها على المؤسسات التعليمية التي يتجاوز عددها الخمسة ، وتقدم خدماتها التعليمية ، والتربية على المواطنة ، بأكثر من جماعة ترابية بالإقليم؟