مبدعون من طنجة يتعذر عليهم المشاركة في مهرجانات عالمية
جريدة الشمال ( مبدعون من طنجة محرومون من المساهمة دوليا)
ورغم توفر “بارطاج” على كافة شروط العمل المسرحي التي تشترطها مديرية الفنون بوزارة الثقافة المغربية، وكافة الوثائق التي تمنحها حق الحصول على دعم تذاكر الطائرة لتمثيل البلد تمثيلا حضاريا، إلا أنها، وكما حدث معها في خلال موسوم 2014 لنفس المهرجان، ومهرجانات أخرى بالأردن، وتونس، والجزائر.. لم تجد حتى من يُصغي إليها، بالأحرى من يدفع لها مقابل تذاكر أربعة أو خمسة أفراد من أعضاء الفرقة…
نفس الأمر حدث مع شاعر من الشعراء المغاربة المعروفين عربيا ودوليا، حيث استدعي إلى تمثيل المغرب في مهرجان شعري عالمي يشارك فيه رموز المشهد الشعري في العالم، حيث كان قد تقدم بطلب دعم الوزارة في اقتناء تذكرة السفر التي لا يقدر عليها شاعر أو كاتب مغربي. وطبعا لأن الشاعر له وزنه الاعتباري بين أطر المديرية المعنية بوزارة الثقافة، تم استقبال الشاعر كما يليق به وتم النظر في طلبه، وقوبل بالإيجاب شريطة الانتظار لحين اتمام بعد الاجراءات الإدارية المعمول بها في مثل هذه الأمور، لتظل الإجراءات معلقة، ويظل التسويف بعبارة “كن هاني” مُسكنا حتى أخر يوم قبل موعد الطائرة. لكن لم تكن الجهة الداعمة وزارة الثقافة، ولا مؤسسة اتحاد كتاب المغرب، ولا أي مؤسسة ذات صلة. كان أحد الغيورين على المثقف والمبدع المغربي، حيث اتصل به أحد المقربين من الشاعر، أطلعه على الوضع، فاتصل هو بالشاعر المعني بالأمر، وسلمه تذكرة سفر ذهابا وإيابا إلى بلاد خلف المحيطات..
الشقيقة المغاربية تونس، وفي أوج الأزمة الاقتصادية، خصصت وزارة الثقافة لديها ميزانية دعم التنقل لفرقة مسرحية لا تنتمي إلى العاصمة قرطاج، ومن أوساط جد شعبية، للمشاركة في مهرجان مغربي بمدينة شفشاون لسنتين متتاليتين، ونفس الأمر كان معمولا به في جمهورية مصر العربية، والأردن، والجزائر.. وطبعا لا داعي للحديث هنا عن دول الخليج وما تقدمه لمبدعيها.. وعيا من هذه الدول بأن التمثيلية الديبلوماسية الحقيقية، هي تمثيلية المثقف والمبدع المنتج للخطاب، فلا سياسة من غير خطاب، ولا خطاب من غير خلفية فكرية ومرجعية جمالية، غير أننا هنا، في بلدنا الأمين، نعطي الأولوية لمن “طاح على راسو”، فلا استطاع أن يكون دبلوماسيا، ولا أن يُقدم صورة إيجابية عن المشهد الإبداعي والفني في بلده..