محمد أطاع الله رائدا للفن التشكيلي المغربي
جريدة الشمال (محمد أطاع الله )
الإثنين 09 نوفمبر 2015 – 11:01:03
انتقلَ بعد حصوله على شَهادة التخرج من مدرسة الفنون الجميلة بتطوان إلى متابعة دراسته بمدرسة الفنون الجميلة بإشبيلية ، ثم في أكاديمية روما، وبعد ذلك بالمعهد المركزي للحفظ وترميم بمدريد، ليعود في سنة 1963 إلى المغرب .
وفي تلك الفترة كان محمد أطاع الله متعطشا للدراسات الأركيولوجية ولحفريات الآثار التي شغل مسؤوليتها بمحافظة طنجة للآثار خاصة وبمنطقة شمال المغرب عامة .
خلال هذه الفترة سوف يهتم بحفريات موقع ليكسوس التاريخي الواقع بمدينة العرائش بما في ذلك استعادة المعلمة التاريخية بالمنطقة وهي ” موزاييك فسيفساء الله ” .
وفي فترة أواخر الستينيات ، شارك في إنشاء الرابطة الوطنية للفنون الجميلة، وفي 1968 انضم إلى مجموعة من الفنانين المغاربة الرواد أمثال فريد بلكاهية ومحمد شبعة للتدريس بمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء.
وكان في تلك الفترة شغوفا بالبحث التشكيلي بغية خلق تصور تشكيلي معاصر يرتبط بالوحدة النمطية اللامتناهية المستوحاة من تقليد zelliges حيث قدم فيها تغييرات في تراكب وتصنيفات اللوحة الزخرفية ، والألوان والأشكال ، وتقنية اللعب بالألوان والمواد والضوء.
شارك في العديد من المعارض الوطنية والدولية نذكر منها سنة 1969 مع حركة “الحضور التشكيلي présence plastique ” بساحة جامع الفنا في مراكش ،
و بساحة 16 نوفمبر بمدينة الدار البيضاء وبالعديد من المدن المغربية مثل رواق باب الرواح بالرباط سنة 2010 .
و في عام 1972 انتقل الفنان القصري محمد أطاع الله إلى فرنسا ليزاول مهنة التدريس في كلية الفنون الجميلة بمدينة كاين التي في يدرس فيها إلى غاية سنة 2004 .
وبهذه المدينة الفرنسية أسس فضاءً علميا للجماليلت الذي شكل ورشا حضاريا للدراسات والعروض الأكاديمية بفرنسا
Atelier de Recherche Esthétique ARE, galerie
وانطلاقا من هذا الورش الجمالي سيعقد الفنان محمد أطاع الله هو ومجموعة من الأكاديميين الفرنسيين جسور تواصل مع العديد من فنانين من خارج القارة الأوربية ؛ أمريكا الجنوبية مثل كارلوس كروز دييز، يسوع رافائيل سوتو، هوغو ماركو، مع الفنان فيرا مولنار ومع الشعراء الذين اشتهروا بحداثة قصائدهم بما في ذلك صديقه بريون Gysin.
اشتغل الفنان محمد أطاع في منجزاته الفنية على قضايا هندسية بطرق ومنهجية حديثة متوسلا بتكنولوجيا المعلومات ، كما يركز فقط على اللوحة بمفهومها الكلاسيكي ، إذ اهتم بفن التصوير الفوتوغرافي والفيديو أرت والسينما التجريبية وفن التجهيز …
وقد احتفل رواق ” دو لا كروا ” بطنجة التابع للمؤسسة الثقافة الفرنسية سنة 2015 بمرور خمسة وعشرين سنة على تأسيسه حيث خلد للعديد من أعمال الرواد المغاربة بما فيهم الفنان محمد أطاع الله الذي ظل بمدينة طنجة إلى أن وافته المنية سنة 2014 .
وقد كان رحمه الله من رواد مقهى باريس بمدينة طنجة، إذ جالس المثقفين من المفكرين والأدباء من داخل الوطن وخارجه، ومن أصدقائه المقربين أذكر على سبيل المثال لا الحصر : الفنان محمد شبعة ، الأستاذ أحمد الشاوي ، وصديق طفولته الملحن الراحل عبد السلام عامر ..