أخيرا تنفس مصطاف مرتيل الصعداء، ذلك أن تباشير الخريف لاحت في الأفق، وأخذ الصيف يجمع “عفشه” ومتاعه، مؤذنا بالرحيل، ومودعا المصيف، ليترك المكان رحبا واسعا للخريف.
من نافذة بيتي، أرى الشاطئ وقد استعاد عافيته ولياقته، واسترد فضاءاته، وتخلص من هذه المقاعد والمناضد والمظلات التي كانت جاثمة على صدره، وأفسح المجال واسعا رحبا لهذه الأمواج الصغيرة، لتتلاعب وتتسابق وتتحرك على راحتها، دون أن يكدر صفوها مکدر، أو يحاصرها محاصر، أو يفسد عليها لعبها مقيم أو عابر سبيل.
وهكذا هي الطبيعة، تتعرض لمضايقات الإنسان وتصرفاته الهوجاء، فيتسع صدرها إلى حين، ثم يتجهم وجهها، وتكفهر سماؤها، داعية الناس إلى الرحيل.
مصطاف مرتيل الآن، منطلق الأسارير، مستعد لاستقبال فصل جديد، وكأني به يجلس إلى الأرض، ليرتب أوراقه من جديد، ويضع خطوطا حمراء تحت مظاهر التقصير، ليتلافاها في العام المقبل إن شاء الله.
وهذه الصورة، صورة إعادة ترتيب الأوراق، وإحصاء الأخطاء المرتكبة، والتجاوزات المقترفة، أتمنى أن أراها وألمسها في مجلس هذا المنتجع الجميل.
فمن الطبيعي أن يعقد المجلس البلدي الموقر جلسة للتقييم، يناقش فيها مشكل الاكتظاظ، اكتظاظ الطرق، اكتظاظ مواقف السيارات، اكتظاظ الأسواق، اكتظاظ مداخل ومخارج مرتيل، والبحث الجاد المسؤول عن أنجع الحلول.
سوق الشبار مثلا، لِمَ يسير فيه الإصلاح والترميم سير السلحفاة؟ لم لا يٌستغل جزأه العلوي لاستقطاب الباعة المتجولين؟
تفویت مواقف السيارات كيف يتم؟ ولم تظل تسعيرة الوقوف أو المبيت خارج المراقبة؟
تسعيرة طاكسيات الأجرة لم ترتفع في الصيف؟
رمال الشاطئ وأرضية الكورنيش كيف تُسَلم لمروجي الألعاب؟ وكيف يقع السطو عليها من أصحاب المظلات؟ هل تدخل في نطاق الملك العام أم لا؟ وإذا اعتبرناها ملكا عاما، فكيف يتصرف فيها السماسرة على مرأى ومسمع من أصحاب القرار؟
هذه أسئلة أحب أن تُطرح في هذه الجلسة التقييمية، إن كتب الله لها أن تنعقد.
وأنا متأكد كل التأكد أن منتخبينا المحترمين إن فتحوا هذه الباب، وبحثوا وفكروا وقدروا، ثم فكروا وقدروا، فلابد أن يخرجوا بنتائج إيجابية، وبقرارات مهمة، سيسجلها لهم الناخبون بمداد الفخر والاعتزاز، والشكر والامتنان.
فعلى بركة الله.
مصطفى حجاج