مشاركة متميزة لجمعية التنمية المحلية بشفشاون في “مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ” بمراكش
الخميس 01 دجنبر 2016 – 11:41:09
شكّلَت فَعــاليات المؤتمر الثاني والعشرين حول التغيرات المناخية(كوب22) التي احتضنها موقع باب إيغلي بمراكش فرصة للعديد من التنظيمات المدنية للتعريف بنفسها وبالأعمال التي تقوم بها، وعرض نماذج من المشاريع التي حَقّقتْها المنتوجات التي أنتجتها، كما كانت فرصة للتواصل بين هذه التنظيمات، التي حلت من مختلف بقاع المعمور، بعضها البعض، وبينها وبين الجمهور الواسع من زائري المنطقة الخضراء. جمعية التنمية المحلية بشفشاون من الجمعيات القليلة بجهة طنجة تطوان الحسيمة التي كانت حاضرة في هذا التظاهرة الدولية، وهذه الجمعية للتذكير حازت على جائزة الحسن الثاني للبيئة الممنوحة للمبادرات المدنية مرتين (2003 و 2015)، وهو ما أهلها طبيعيا بحكم موقعها المتميز هذا أن تمثل في هذه التظاهرة البيئية الدولية الكبرى نموذجا للجمعيات المحلية أو الجهوية التي انخرطت مبكرا في الميدان التنموي ذي التوجهات المستدامة.
وفي تصريح لعبد العزيز الهبكي رئيس جمعية التنمية المحلية بشفشاون قال :
“مشاركة جمعية التنمية المحلية بشفشاون في فعاليات مؤتمر الأطراف حول المناخ بمراكشCOP22 تعتبر محطة مهمة في مسار الجمعية: أولا من خلال المساهمة في تأثيث المنطقة الخضراء برواق خاص بها عرضت فيه أهم الأنشطة والمشاريع التي أنجزتها الجمعية طيلة عشرين سنة من التجربة الميدانية في مجالات البيئة والتنمية المستدامة عموما، على امتداد جهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث تجاوزت إنجازاتها أزيد من سبعين مشروعا في عدة مجالات :
– التنمية القروية المدمجة
–السياحة القروية وحماية البيئة ،
– الاقتصاد التضامني والأنشطة المدرة للدخل ،
– البنية التحية والخدمات،
–التمدرس ومحو الأمية والتكوين،
–الحكامة الجيدة و الدعم المؤسساتي.
وقد استقطب الرواق عددا كبيرا من الزائرين وطنيين ودولي من فاعلين جمعويين وسياسيين وخبراء وأكاديميين وطلبة باحثين، ومنظمات وطنية ودولية قدمت لهم شروحات حول التجربة وتنوعها، مما مكن الجمعية من تحقيق إشعاع واسع فتح لها آفاقا مستقبلية من أجل مزيد من العمل في المجال التنموي والبيئي. كما تميز حضور الجمعية فيCOP22 بالمساهمة في عدة نقاشات حول البيئة و التغيرات المناخية والطاقة والمجاعة الطاقية من خلال المشاركة في ند وتين: الأولى قدمت فيها تجربة الجمعية في مجال الطاقة النظيفة (مشروع كهربة دوار أكان ومشروع كهربة دوار أغار إقليم شقشاون)، أما الندوة الثانية فتناولت فيها مساهمة الجمعية بمعية جمعية أخرى مشروع إحداث مركز الإرشاد الطاقي لصالح بلدية شفشاون.
على المستوى الإعلامي شكلت هذه المحطة نافذة إعلامية للجمعية عبر المساهمة في مجموعة من البرامج الإذاعية والتلفزية تمحورت حول تجربة الجمعية في مجال التنمية عامة والتنمية المستدامة خاصة، وكذا أبعاد مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ.” إن الرهان المستقبلي هو أن ينخرط جميع الفاعلين بالجهة بجدية في جعل جهة طنجة تطوان الحسيمة إحدى الجهات الرائدة على مستوى التنمية المستدامة، إذ ولى الآن زمن الكلام والوعود وحان وقت العمل والنضال في الميدان كما تم التشديد من جميع الأطراف في “كوب 22”.
و لايخفى على أحد أن الجهة من الجهات التي تعرف ضغطا متزايدا على الموارد الطبيعية البرية والبحرية، بحكم النمو الصناعي والتجاري والخدماتي، والعمراني والبشري إلخ، ولعل أزمة الماء التي تسجل بمدينة تطوان وبعدد من المناطق بالجهة، خاصة القروية، وكذا الحدث الأليم الذي عرفته مدينة الحسيمة يدقان ناقوس الخطر حول الانعكاسات الكارثية الذي قد يخلفها الاستغلالي غير العقلاني للموارد الطبيعية، مما يطرح تغيير العقليات والسلوكات والممارسات لوقف النزيف البيئي قبل فوات الأوان. والجمعيات المدنية الجادة في مجال التنمية والبيئة عليها مسؤولية التنبيه والمرافعة والتحسيس أكثر من أي وقت مضى، ذلك لأن الأنانيات و الريع وتغير أنماط الاستهلاك من جهة ثم غياب الحكامة وتضارب المصالح بين الفاعلين على أرض الواقع من جهة أخرى قد يعيق الالتزام بالتوجه نحو التنمية المستدامة ويحول الرغبات إلى أحلام متبخرة.