معبودات سكان المغرب القديم وايكونوغرافية الرسوم الصخرية و الروايات المتوارثة تماثيل اغيل امدغار وروايات قدمائه نموذجا.
الجمعة 03 فبراير 2017 – 19:07:40
يُسَجّــل التــاريخ توافد عدّة حَضارات على المغرب القديم على مر مختلف العصور، جاءت لاستبدال القطف والترحال بالإنتاج والاستقرار والزراعة وتدجين الحيوانات ، وتعدَّدت الأمكنة التي استوطنوها، وفي المقابل جلبوا معهم معتقداتهم الدينية وثقافاتهم الروحية مما أدى إلى ترسخ الاعتقاد المغربي القديم في الاذهان بوجود قوى خفية قادرة على خلق المعجزات ودرء المخاطر,وهذا راجع، آنذاك، إلى قصر نظرهم للكون والحياة على مُسَبّبـــات الظواهر الطبيعية، وتعددت معبوداتهم بتعدد مدنهم وقراهم ، وتنوعت بتنوع أقاليمهم وما ضمته كل منها من مظاهر تبعث على الخوف والحزن والحذر، أحيانا، والترجي والأمل والاطمئنان، تارة أخرى، فاعتقدوا بوجود اله في السماء يسيطر على رعدها وبرقها ، والاه للمياه يضبط جريانها ويتحكم في فيضاناتها، وتجسدت آلهة القدماء تارة في منحوتات وتماثيل ، وأخرى في كواكب وضبط اتجاهاتها ، فجعل من الشمس والقمر والكهوف والرياح والوديان والمياه عبادة له.
وقد عرف الإنسان المغربي القديم خلال مراحل تكون فكره الديني نفس الخطوات التي مر بها الإنسان بصورة عامة، انطلاقا من الاعتقاد العام القديم أن للطبيعة قوى خارقة مليئة بالأرواح الخيرة والشريرة ، مما جعل المغاربة القدماء يمعنون التأمل في فطرته غير المكتملة وانه في دائرة يسيرها او يقودها ويضبطها اله حكيم فجعل معبوده في قوى الطبيعة التي اعتبرت مرحلة أساسية مرت به.
ومن المؤكد تاريخيا انه ومنذ ما قبل القرن الخامس قبل الميلاد ان أول ماعبده المغاربة القدماء كان الشمس ، وهذا ماذهب إليه هيرودوت، وهذه العبادة كان الدافع لها إنارة الشمس ودفئها باستثناء قبائل”لاترانتس الجيتول ”اللذين كانوا يلعنونها بسبب أشعتها المحرقة. وتطور الامر في العبادة إلى مستوى مايعرف بعبادة الأرباب او الآلهة ,وصاحب رحلة سكيلاس ويؤكدا شهر شعائره (هوميروس).
ويذكر عن المعبود بوزيدون وترثون ذو الأصول الأفريقية كانوا يمثلون مكانة شرفية ومن الآلهة الشاهدة على ”جني بعل وبجانبها الأرباب الثلاثة التي ذكرها هيرودوت/اذيقول هناك أرباب امازيغية كثيرة منها الربة ”تانيث”و”بعل”و”افري قيا”و”سباووخ و”أوش”. وقد عهدنا عند معمري منطقة ايت سيدال باقليم الناظور ـ المملكة المغربية ـ منذ صغرنا كلمة ”أوشت” وكنت اتسائل دائما عن معنى ومغزى هذه الكلمة وهذا الاسم ولاسيما انه كلما ألمت بهم شدة من الشدائد يستنجدون بكلمة ”أوشت”او”اوشتي” او”أوشت اربي ” وقد سار التوحيد في عروقهم ولكن بعد البحث العميق عن المعبودات التي مر بها المغربي القديم خاصة أدركت ان هذا الاسم ”أوشت” كان معبودا وثنيا عند الامازيغ وبقي اسمه متوارثا شفهيا عجز الاسلام عن محوه من ذاكرتهم. (ج.ب). مثله مثل المعبود ”عمون” او” آمون رع” اذ انطلقنا من حاضرنا نلاحظ أن الإنسان الامازيغي خاصة الريفي القروي بشكل خاص الذي يرى في تربية الغنم بتبجيله للكبش وتقديسه اذ في بعض المناطق يحتفظ بقرونه في البيوت اعتقادا منهم انهاقادرة على ابعاد القوى او الأرواح الشريرة وتقي من شر العين، ويبدوا ان مثل هذه الاعتقادات مستوحاة من رواسب العقيدة الامازيغية القديمة الناتجة عن تقديس وعبادة هذا الحيوان الذي أصبح أضحية يقدم ـ “قربانا” ـ تقربا من الله تعالى في الدين الإسلامي، وتحكي لنا معظم النقوش الصخرية التي اكتشفناها سابقا ، التي بالمناسبة تعد من أقدم الوثائق ، فصلا من زمن عبادة الكبش الإفريقي” آمون رع” المغربي “عمون رع”.
وقد تطرقت في بحوث سالفة عن التماثيل المكتشفة بقرية اغيل امدغار التابعة لجماعة بني سيدال الجبل وما تحمل من دلالات واشارت تاريخية مهمة ويرجح نظريا ان تكون شاهدة على اشكال وخصوصيات العبادة المغربية القديمة والتي تعد من أندر الثقافات المغربية في حوض المتوسط.
وتطرقت في البحث سالف الذكر الى عن كلمة ” رع” التي كان ومازال الراعي البدوي يعارك بها كباشه باسم ”تور رعرع” كلمة امازيغية قحة تعتبر من مخلفات كهنوتية متوارثة بتقديس الكبش وعبادته منذ عصور الأسلاف العريقة. وقد انجز العالم الاثري ” سينتاس” الى جانب “تراديل” عدة اكتشافات هي عبارة عن نتائج حفريات اقامها بتطوان سنة 1948 ، عندما تولى العالم الاسباني تراديل الإشراف على التنقيب في مدينة ليكسوس، اذ بعد ان وصل في تعمقه الى الأرض البكر عثر على كسرية قخار ذات لون احمر لامع يرجع تاريخها الى القرن السادس والسابع قبل الميلاد .وجد تشابه بينه وهذا النوع من الفخار القرطاجي الذي يرجع تاريخه الى منتصف القرن الثامن .ق.م.
وأما حفريات سنة1951 والتي كانت ثمارها العثور على جعران مصري لم يحدد تاريخ صناعته وإنما يعود الى أزمنة متوغلة في القدم قدتكون نهاية الألف الثاني .ق.م.ويتكون الجعران من قطعة خزف لينة الملمس تحمل على إحدى وجهيها رسم لصقر في حالة التحليق وأمامه رمز إلهة الحصاد (زنتوت) وفي رأي (سينتاس) فان عمر الجعران لايتجاوز القرن الثامن .ق.م. (9) )وقد حاول الباحث المشار إليه أخيرا أن يجد العلاقة بين هذا الجعران المغربي والتونسي بقرطاجة والعائد الى عهد (امنوفيس الثالث)فرعون مصر الذي حكم حوالي القرن الرابع عشر ق.م.
بالإضافة إلى ماسبق عثر في نفس الحفرية السابقة الذكر على تمثال ابي الهول المصنوع من المرمر شبيه بذالك الذي عثر عليه بسوسة تونس وقد ذهب سينتاس إلى أن أبي الهول هذا يمكن أن يكون رمزا للعبادة الشرقية التي استقاها المغاربة القدماء والتي كانت تمارس في مدينة ليكسوس والتي كان منطلقها هو المعبود (بعل حمون) ومن دراسة تمثال آبي الهول تبين ان تقنية صناعته لاتدل على انتسابه إلى عصر الازدهار الصناعي القرطاجي وإنما يمكن ان يكون عائدا إلى القرنين الثالث والرابع ق.م.وهما القرنين التي انحطت فيها الصناعة القرطاجية ويرجع تمثال ابي الهول المغربي أصلا إلى التمثال الضخم المصري للملك الفرعوني (خفرع) بالجيزة في عصر الدولة الوسطى وتم تصويره وتعداد نحته إلى تماثيل صغيرة الى منطقة فلسطين وسوريا( اوجاريت القديمة )حيث خلط الكنعانيون بينه وبين معبوداتهم (حورون) او (حول)التي حرفت حائه إلى هاء (هول) بالعربية ومن معبودات العالم السفلي والموتى واما مشيل داهون Mitchell.j .Dehood _ في كتابهBotter’s Dehood-Gaskel-le Antiche Divinita Semitch.Rome (1958)p.82-83.
فيرى ان الفينيقيين خلطوا بين هذا المعبود والمعبود المصري حوروس الصقر وكان يقابله عند الساميين البابليين المعبود ترجال معبود العالم السفلي او اله الموتى. ( 11) ايكونوغرافية النقوش الصخرية وتتواجد في عدة مناطق من الشمال المغربي رسوما صخرية تعد من اندر الوثائق التي يجب على الباحثين المغاربة ، بالخصوص، ان يفهموا مغازي ودلالات تلك الرسوم التي صمدت لقرون وابرازها كثقافة غنية يزخر بها المغر دون ان نمد ايدينا الى باحثين اجانب وتدريس تلك البحوث في جامعاتنا، و لابد من التذكير في هذا الباب باكتشاف رسم صخري جديد ينضاف الى الاكتشافات الأخيرة بقرية اغيل امدغار التي سبق ان نشرت عدة بحوث تاريخية عن المعبودات الحجرية المكتشفة اخيرا بنفس القرية التاريخية المذكورة سالفا.
وغير بعيد عن اغيل امدغار من ناحية بني بوغافر الشمالية حيث تتواجد مزارة قديمة سمى اهل المنطقة عينا مائية باسمها ، وقد قمت بزيارة خاصة وشاقة بالنسبة لي صحيا بتسلق المنحذرات الوعرة للوصول اليها وهذا شيء يسير اقدمه للمغاربة باكتشاف جزء من تاريخنا العريق. فمنذ صغري وانا اسمع حكايات كبار السن بالمنطقة حول هذه العين المائية والتي يسمونها ” مرابطة” وقد دلني احد ابناء المكان عن موضعها الاصلي وذو شكلية دائرية حيث تتضمها قلعية اتجاه الساحل في بني بوغافر وهو مدشر بوحمزة والذي هو نقطة حدود بين بني سيدال الجبل وجماعة اعزانن وكانت هذه المنطقة قد شهدت استقرارا سكنيا ضخما بتوفره على اراضي ممتدة وينابيع مياه العيون النابعة من اسفل جبلين ولاتزال جدران خرائبه المهجورة واقفة وشاهدة على نفسها ، ويلاحظ أيضا تعدد مقابرها اذ تتكون من خمسة مقابر ضخمة من اهمها مقبرة سيدي امحمد اوعلوا والتي كتب عنها الباحث الفرنسي(اوجيست مولييراس) بانها تتضمن مقابر شهداء في العهد الاسماعيلي ـ كتاب المغرب المجهول (اكتشاف الريف) صفحة 172-174، ذكر دوار بوحمزة عام 1889 كان يضم 100منزل ، بينما ذكر اغيل امدغار بعدد كبير من الساكن وهو 500منزل ، وذكر الناضور والذي سماه النظور بتسمية عربية اي الراصد كان يظم 100منزل .
وتتمركز صخرة منحوتة شبه مربعة عليها رسم دائري بمدخل سفلي ، وحسب بعض الروايات التي استقيناها من قدماء المنطقة ان الروضة كانت تتخذ شكل دائري ومن هنا نجد مغزى الرسم الحجري ينطبق تماما مع شكلية المزارة على انها مقابر افريقية امازيغية، وتم استعمالها للدفن حتى في العهود الفينقية الرومانية، وي تسمى بمدافن البازينا ذات الشكل الدائري ، والتي سبق لي ان نشرت بحثا حول دلائل وشكلية تلك المدافن الحجرية والكهفية والارضية في بحث سابق.. انظر بحثنا المغارات المقدسة بشمال الناضوربتاريخ24 ديس2015- المواقع الاعلامية بالناضور وجريدة الشمال العدد 814 بتاريخ08ديس-2015 امتداد شهود وقبور عائدة للحضارة الدلمونية بشمال المغرب القديم جريدة الشمال2000 العدد808 بتاريخ 27 اكتوبر 2015.
وتعتبر هذه الاماكن المقدسة في اذهان اهالي المنطقة وايضا لدى العامة مدفنا لانسان صالح او ولي من الاولياء الصالحين دفن داخله، ولذالك يقومون بالعناية به وبنائه وتقديسه ويستقرون امامه حيث تبنى حولها ابراج صغيرة وفي بعض الاحيان تكون شجرة تعلق في اغصانها الخرق بقصد التبرك والتقرب بصاحب من يرقد فيها. ولقد أصر المغربي القديم على ايلاء عناية خاصة لجثث موتاهم لضمان وصولها إلى عالمها المنشود ـ العالم الأخر ـ وكان يلزم على أهل الميت حماية موتاهم من الموت بدءا بالاعتناء بالجثة.
ويبدوا أن سكان المغرب القديم لم يختلفوا عن باقي الحضارات القديم في طريقة دفن الموتى فقد أولوا اهتماما بالغا لمسالة دفن بموتاهم منذ العصور الحجرية القديمة ، مما يدفعنا للاستخلاص بأنهم قد اهتموا بالموت وشؤون العالم الأخر ، فكانوا يردمون موتاهم بركام من الحجر أو يضعون الجثث داخل مدافن صخرية ذات أحجام مختلفة مثل [
المغارات] و[الدلمن] و[البازينا] و[التومولوس] و[الحوانيت] و[الدوائر الحجرية] وهي المقابر ذات الشكل الدائري و[القبور القلاعية] مما يؤكد منذ النظرة الأولى على امتلاكهم اللوع الديني وبالتالي يستوجب الاهتمام بوضعيات الدفن المختلفة كوضعية [القرفصاء] والوضعية[ المنطوية] و[الممددة] الى جانب طريقة[ الترميد] وهي حرق الموتى وكل ذالك من استنتاج جملة من الطقوس المتعلقة بالإنسان المغربي القديم تجاه العالم الأخر او المنشود وفي غياب المصادر المكتوبة عن عقائد مابعد الموت فيما يخص المغربي القديم أثناء العصور الحجرية ومنذ فجر التاريخ يتحتم الأمر على الباحث اللجوء لهذه المخلفات الأثرية المتمثلة في المعالم الجنائزية والأثاث الجنائزي بكل أنواعه زيادة لوضعيات الدفن التي كانت سارية اندك. جمال بوطيبي. وقد حفظت لنا الايكوغرافية الايقونية في النقوش الصخرية وهي من أندر الوثائق المادية عن نوعية العبادة المتخذة والبيئة المحاطة ونوعية الخيال والوهم ونوعية الطقوس الجنائزية والنذرية التي مر بها المغربي القديم منذ عهود باكرة من فجر التاريخ. فتلك العبادات الوثنية القديمة تنقسم إلى قسمين العبادات الدينية وهي الشعائر والطقوس المقدمة للآلهة والنقوش النذرية الإهدائية والتي تقدم لمباركة الإله وخاصة عند تقديم النذور للميت.
النقوش النذرية الإهدائية Mounument funéraires – Mounument votifsالشعائر والطقوس الدينية والنموذج من هذا البحث النقوش والرسوم الايقوني المكتشفة على الشاهد الجنائزي وأيضا التي يتضمنها جزء من تماثيل اغيل امدغار وهي رسومات تشير إلى معبودات راجعة للعهد النوميدي والفينيقي وتلك الرسوم تعبر عن إهداء الى صاحب المدفن لتقربه الى الآلهة, بالإضافة إلى تاريخ زمن الدفن واسم الشخص المدفون والذي قدم النذور. ونرى بوضوح ماتركته لنا النقوش الصخرية ومخلفات كهنوتية لاتزال تبصم ذاتها في عقل الامازيغي المغربي الذي سار على روايات أسلافه والشاهد هنا من تلك الوثائق الصخرية صخرة ظلت مقدسة كمزارة تعاقبت على تقديسها الاجيال السابقة والتي ظلت كمكان مقدس يتبرك بزيارته ويوقد النار فوقها تبركا لصاحب اوصاحبة المدفن واستحضار المكان كمرابطة تقام لها ولائم جماعية تجدد كل سنة حسب علمنا من اكبر معمري المنطقة .
واذا نَظَرنـــا الى جـانبها الأثري فان الصخرة المقدسة تحوي أسرارا أو إشارات نذرية عبارة مضمونها رسم مثلث الرأس والبطن برجلين منبسطين وذراعين ممددين وهو رسم للمعبود الفنيقي [بعل ملقارت] أو [حمون بعل ]المشار إليه في الأعلى بحرف الحاء الفينيقية [^]والذي يوازي يمينا حرف التاء[†]بالفينيقية ويظهر في الأعلى على هيئة حرف التفيناغ العريقة مشيرا الى المعبودان المنسجمان بين الإله بعل والآلهة” تانيث” بني بعل وهم معبودان افريقيان الاصل .(ج.ب).
ومن مظاهر الشعائر الايقونية او الرسمية ركز القدمان وجل العهود بدا من الاغريق والرومان والفينيقيين والقرطاجيين والنوميديين على تصوير ورسم الخيال الواقعي لمدافن امواتهم بدا من رسم الشجرة كعنصر نباتي حي واخر هندسي كهيكل ومذبح وانتهاء بقربان او ذبيحة التي تبقى العلاقة بين الجهتين ممثلة بالاشخاص المخلصين. الهيكل والمذبح الذي يعتبر حضوره عشوائيا بقدر ماهو تبيان للطبيعة الاهوتي للمشهد والذي ياتي العمل الشعائري في مجال مقدس الذي يرمز الى الذبائح وتقديم القرابين المقامة على شرف الاله وهو في نفس السياق علامة للعزة والشرف. والقربان اوالاضحية او الذبيحة هدفها تكريم وتبجيل الاله وتحميس نفسية المؤمن الذي أصبح عنصرا أساسيا للقيام بالشعائر الدينية.
واما الكتابات والرسومات والأيقونات المنقوشة على النصب أو التمثال وهي بدون شك تسمح بمعرفة وطبيعة النقش اما نذريا او جنائزيا فان كان المكان معبد فيعد النقش نذريا وأما ان كان نذريا جنائزيا فيعد فينص ان المكان مأتميا فيعد المكان كمقبرة مخصصة للدفن. واعتقد الإنسان القديم ان النقوش على النصب أو المغارات الجنائزية لها قيمة جنائزية أكثر من معرفية حيث يفسرها كقربان من الأحياء إلى روح الأموات وفي بعض الأحيان يصاحب النقش كتابة وزخرفة تشير إلى مناقب الميت وتحمل رسم المعبود والمقصود من ذالك هو جعل الميت يعيش في ذاكرة الأحياء,كلما وقعت أنظارهم على النصب التذكاري أو الجنائزي .
لذالك أطلقت علية في اللغة السامية( نفش) أي نفس أي الروح. ويلاحظ أن التذمريين في بالميرا وفي فلسطين عرفوا كلمة ( نفش) فكان تصوير الموتى محرما ولذالك وضعوا هذه الشواهد لتحل محل الميت في المدفن. والواقع أننا حينما نرى هذه النقوش الجنائزية او المشهد الايكوغرافي على النصب التذكارية أو النذرية الجنائزية لاشك أننا نتساءل إلى أي حد تبدوا هذه النقوش الايقونية مطابقة للواقع ونعلم ان جميع النحاتين سواء كانوا قدماء او محدثين يعملون بجدية وإصرار للوصول بانتاجاتهم إلى اقرب نقطة من الواقع.
علما ان كل عمل ينتج نجاحه الا كانت لها صلة بالواقع فيما يتعلق بالزمان والمكان . وقد حاول الإنسان القديم وصف أحداثه اليومية ووصولا الى مكانته الأخيرة في الجانب الأخر من الحياة الأبدية بعد مماته فكان يهيئ لنفسه كل الوسائل لمؤانسته في مدفنه والتي تشير إلى أهله وحفظ مكانته في ذاكرتهم.
بحث وتحقيق : جمال بوطيبي
الهوامش1)مقدمة بحثنا ج.بوطيبي حول اكتشاف رسم صخري بمزارة قديمة ببني بوغافر وكشف جزء يسير ينضاف الى تاريخنا.
ترجيحا بمدافن قديمة.
2)احمد المكناسي مدينة ليكسوس الأثرية دار كريمان تطوان سنة 1961′-ص-9.
3)محمد الصغير غانم التواجد الفينقي والبوني بالجزائر المستوطنات الباكرة في بلاد المغرب القديم صص.73.75.
مخلفات فجر التاريخ في بلاد المغرب القديم المدافن الحجرية ذات الطابع البدائي والارضية والكهفية صص.18.22
قراءة ايكونوغرافية بعض النصب التذكارية الاغريقية ذ.عبد الرازق العسري كلية الاداب المحمدية كتاب بحوث العدد6 سنة 1996 صص.227-232.
-M-Tarradell,lixus ,instituto,Muley el hassan,Tetuan(1959)p,30. Mitchell.j .Dehood _ في كتابهBotter’s Dehood-Gaskel-le Antiche Divinita Semitch.Rome (1958)p.82-83.
P-Cintas .Contribution a l’étude de l’expansion Carthaginoises au Maroc. p.63.
-R-Staclemann,synisch-palastin ensicchi Gratteinin ,Egyptenprobleme duAgyptologie. P-Cintas » Amulettes pinques .pl. IV,N°18paris (1964);p.16 F-Decertcarthage au l’empire de la mer….,p.133. S, Moscati l’épopée des phéniciens.
P.144. J.G.fevriér.notes de lexicographie punique dans extrait du (jou
al asiatique) ,(1)année(1951),pp,66 11; . S, Moscati l’épopée des phéniciens. P.144. Géographie,graec.Minores I.p.92. -R-Staclemann,synisch-palastin ensicchi Gratteinin ,Egyptenprobleme duAgyptologie.