نتم اليوم قرائنا الكرام – عبر جريدة الشمال المشكورة – تسطيرات عن بعض الإسهامات التحريرية لجبل الحبيب تجاه سبتة والقصر الصغير المحتلين في القرن الخامس عشر الميلادي، وﺫلك بناء على المعطيات التاريخية الواردة بكتاب (شمال المغرب من خلال مصادر برتغالية 1415 – 1490م، ترجمة وتقديم د. أحمد بوشرب) .
- بناء قائد طنجة صالح بن صالح العزفي قلعة بجبل الحبيب.
لم يعد دور جبل الحبيب الجهادي للظهور في بميدان سبتة مند استشهاد قائده أبي علي الحسن المريني قبل سنة 1426م حيث اختفت معلوماتنا عن ﺫلك، بعد سبع سنوات من ترأسه للجهاد بالجبل (1419 – 1426م) خلفا لمحمد بن عبو المريني بمجكسة (1415 – 1419م) كما سبقت الإشارة، وكان جبل الحبيب فترة أبا علي المريني أشبه بإمارة مستقلة.
كما اختفت عنا أخبار جبل الحبيب وجهاده بعد استشهاده إلى غاية 1435م، لكن – من جهة – كانت هناك محاولات جهادية أخرى قام بها حاكم طنجة (صالح بن صالح العزفي الياباني المريني) قبل سنة 1430م.
إلا أن علاقة هدا الأخير بجبل الحبيب توطدت بشكل أكبر قبل شهر مارس من سنة 1435م بسبب الصراع المريني الداخلي، الذي عرف تحرك أبا فارس عبد العزيز بنية تأديب أبي سعيد المريني على مساندة أخيه وتجهيزه لاكتساح مملكة أبي عمرو عثمان المريني (1435 – 1471)، المعروف في الكتابات البرتغالية ﺑ (بوعمار)، الذي غادر فاس في اتجاه الشمال لمحاربة المدعو المولى علي – حسب زورارا – ومسانديه خاصة حاكم طنجة، حيث « أن المولى أبا علي كان يوجد وقتذاك في القصر الكبير رفقة صالح بن صالح الذي يحتفظ بزوجته وأحد أبنائه وأخويه في قلعة بناها بجبل حبيب »[1]. ويظهر أن صالحا القائد الأكبر لمحاربي جبل الحبيب كان له اهتمام بالجبل، فهو الذي أعاد بناء قلعة الخروب هناك – كما يتضح – وبنى به قصرا ليكون مقر إحدى زوجاته حماية له ولأهله، إذ كان على خلاف مع أبي عمرو لدرجة أنه « قتل عددا كبيرا من السكان المستقرين بجهة سبتة، من بني حزمار وأنجرة (…) ونهب المنطقة كلها، وأسر عددا كبيرا من سكانها لمساندتهم للملك بوعمار، كما اطلعوا [بعض الأسرى] الكوند [قبطان سبتة] على أمور أخرى، مما جعله يأخذ حذره »[2].
- حركة المقاومة بجبل الحبيب في ظل ابني صالح بن صالح سنوات (1462 – 1465م) ومواجهتهما للاحتلال البرتغالي بالقصر سنة 1462م.
توفي حاكم طنجة والقائد الأعلى للحركة الجهادية بجبل الحبيب صالح ابن صالح عام 1440م، وآنذاك ستصير طنجة وأصيلا ضمن أعمال القائد الشراط، وقد مضى وقت طويل لنعلم أن قيادة جبل الحبيب قد آلت إلى ابني صالح بن صالح سنة 1462م، حيث « أنجب ابن صالح أبناء كثرا، مات بعضهم وهو لا يزال على قيد الحياة، بينما قضى آخرون بعد دلك، بحيث لم يبق منهم على قيد الحياة خلال ولاية “دون دوارت” على القصر الصغير سوى اثنين كانا يتحكمان في جبل الحبيب المذكور، وهي منطقة كثيرة العمران بسبب خصوبة أراضيها، وبما أن الابنين ينتسبان لأسرة عريقة فإنهما كانا حريصين على تحقيق أمجاد تزيدهم مكانة واعتبارا، وبناء عليه فكرا في استرجاع نفوذهما على طنجة وأصيلا اللتين ترعرعا فيهما، لاسيما وأن جل سكان المنطقة يدينان بالفضل لوالدهما، ولما بلغ إلى علمهما أن المسيحيين يقتحمون أراضيهم ويرغمون السكان على هجرتها، فكرا في الانتقام منهم.
دعا الأخوان بعض أعيان طنجة ووجهائها وفاتحوهم في الموضوع، وذكروهم بأوضاع جهتهم، فعبروا عن رغبتهم في الموت في سبيل تحقيق ما يسعيان إليه، تقرر تجنيد أكثر ما يمكن من الفرسان، وأن يتوجه هؤلاء ليكمنوا على مقربة من القصر الصغير قبل أن يبعثوا بعضهم ليغيروا على البلدة، على أن يتظاهروا بالفرار في اتجاه طنجة فور مشاهدة الحراس لهم لجعلهم يعتقدون أنهم رجال القائد الشراط، فلا يترددون في مطاردتهم في حدود ثلاث أو أربع ليكوا عن البلدة، حيث سيكون رجالهم متربصين بهم، وهو ما سيسمح لهم بالانتقام منهم.
جمعوا سبعمائة فارس من سكان جبل حبيب وبني كرفط وطنجة، ثم تحركوا صوب القصر الصغير، الذي وصلوه صباحا، كمن أربع مائة منهم في الموقع المسمى الصهباء، بينما اختفى الباقون منهم بغابة توجد على مقربة من البلدة.
وصادف وصول هؤلاء الجنود يوم خروج الفارو دو سا، الذي كان مكلفا بمراقبة محيط البلدة (…) التقى المسلمون برفاقهم الدين كانوا في مكمنهم ونظموا صفوفهم ثم انتظروا اقتراب المسيحيين منهم، عبر دون هنريك النهر، ثم سارع إلى مهاجمتهم بقوة رفقة مجموعة من الفرسان، لم يتحمل المسلمون الصدمة الأولى، ولم يتأخروا في السقوط من على أفراسهم، رغم كثرتهم، ورغم وجود قواد كبار بينهم، وما كاد دون دوارت يلتحق بتلك الجهة حتى كان المسلمون قد شرعوا في الفرار، طاردهم رجالنا إلى أن أوصلوهم إلى مفترق طرق، (…) أما الطريق الثاني وكان يؤدي إلى طنجة فقد سلكه مسلمون لآخرون اقتفى الكوند أثرهم، وبخلاف هؤلاء اختمت غالبية الفارين بالجبل حيث اختفوا في الغابة، ودامت تلك المطاردة مسافة ليكوتين اثنتين [11 كيلومترات]، وعلى إثرها بقي ما ناف على أربعين جثة ملقاة عبر الطريق… كما قتل عدد كبير من جرحاهم وسط تلك الأدغال، وقد تمكن رجالنا من أسر ثلاثة أشخاص، وغنموا سبعة وعشرين فرسا، وحجورا، وبغلة واحدة.
لم يصب المسيحيون سوى بجراح خفيفة، عدا الرجل الذي سبقت الإشارة إلى مقتله »، وهده مبالغة تنضاف إلى غيرها من مبالغات الإخباريين البرتغاليين بقصد التمجيد للقباطنة وأهداف أخرى.
وحسب المؤلف قد « تألم المسلمون كثيرا، ولاسيما منهم سكان طنجة لتلك الهزيمة (…) والتي تسببت في مقتل عدد كبير من أعيانهم وشرفائهم، وتعرضوا جميعهم خلالها لإهانة لا تنسى… »[3].
لكن إﺫا تتبعنا سرد المؤرخ البرتغالي “زورارا” عن انتقالهما إلى طنجة بحثا عن المساعدين من أصحاب والدهما، نجد أنهما في النهاية وضعا برنامجا للعمل يقتضي أولا جمع الأخبار عن حالة القصر والبرتغاليين به، وسيعملان هما من جهتهما – ثانيا – للبحث عن وسيلة الإضرار بالمدينة، بعد جلب الجنود خدعة منهم إلى موضع معلوم للقضاء عليهم على يد أهل جبل حبيب وبني كرفط وطنجة أيضا، وقد ترتبت عن هده الخطة التحام حامية القصر الصغير بالمقاومين بجوار المدينة، وتبين أن ولدي صالح بن صالح قد نالا المتوخى من الحملة.
- محاولة ثانية لهجوم برتغالي على جبل الحبيب سنة 1462م.
بعد احتلال جبل طارق في غشت 1462م، كاد جبل الحبيب أن يشهد ثاني هجوم عليه من قبل قبطان القصر الصغير دون دوارت دو منيزش، فهوجمت بدله قرية الديموس بفحص طنجة، وقصة دلك أن الكوند المذكور أقام بجبل طارق بعد احتلاله، واتفق مع القائد الرئيس لجماعة سنتياكو بإسبانية على إشراك هدا الأخير في نشاطه الحربي بالمغرب ليخفف عنه وقع البطالة والضجر، ولما عاد إلى القصر الصغير « كاتب فرناند ايرش المذكور، فسارع إلى تجنيد مائة وسبتة وثمانين فارسا، وخمسمائة وسبعة وثمانين راجلا (…) ونقلهم إلى القصر الصغير (…) نادى الكوند على الدليل لورانسو بيرش والفكاك و [المخبر] محمد، وسألهم عن الجهة التي يمكنه مهاجمتها رفقة ضيوفه (…) اقترح عليه الفكاك انطاو فاشكيش الإغارة على قرية أديموس [الديموس] الكثيرة السكان والتي تحيط بها قرى عديدة (…) أضاف أن الذهاب إلى جبل حبيب لن يفيد أحدا بحكم العدد الكبير للمشاركين في الحملة (…) وقد شدد على أن الذهاب إلى الجهة التي اقترحها أفيد ماديا ومعنويا لأنها كثيرة القرى، يمكنه الجمع فيها بين الاستفادة المادية وتحقيق الأمجاد »[4].
- تصدر الغروزيميين لحركة الجهاد بجبل الحبيب بقيادة أبي جمعة (انطلاقا من عام 1465م في الأغلب – 1471م ) بعد ابني صالح ابن صالح.
لم نعلم بعد الظهور الأخير لابني صالح على مسرح الأحداث العسكرية إلى ما آل إليه أمر الزعامة الجهادية بجبل الحبيب من (أواخر سنة 1462م – 1465م) لكن – في الأغلب – أن وضعت رئاسة الجهاد بيد العلميين بعد ابني صالح حوالي 870 ه – 1465، كان منهم أبو جمعة الحسن – الذي لم نعلم شيئا عن مولده – هو من تولى رئاسة الجهاد به، وهو شخصية جهادية ريادية علمية شريفة من أهل غروزيم بقبيلة الأخماس شرق جبل الحبيب.
وبما أن « القرن الخامس عشر الميلادي بالنسبة للمغرب، عصر الأحداث والآلام، وعهد التدهور والانحطاط، ففيه سقطت دولة الأندلس (الفردوس المفقود) وفيه تكالب العدو على شواطئ المغرب، واحتل أهم ثغوره كسبتة وطنجة وما أليهما، ولم يكن هناك حاكم حازم، ولا ملك رشيد، بل كانت الفوضى تضرب أطنابها في طول البلاد وعرضها، وساد الجهل وانتشر الفساد، وضعفت الهمم، واستسلم الناس للخرافات والأوهام. وفي هذا الجو المضطرب، وفي هذا الظرف الحالك، قامت جماعة الأشراف الغروزيمين العلميين، يذبون عن حوزة البلاد، ويطاردون العدو البرتغالي في الجبال والأوهاد، وأسسوا جبهة قوية، يحسب لها حسابها ».
ونعتقد أن الغروزميين وجدوا الطريق لرئاسة الجهاد بجبل الحبيب بعد ولدي صالح بعد عام 1463 إلى حدود 1465م، دون التمكن من تحديد تاريخ وصولهم إليه بالضبط، ولكننا نشير بالذات إلى فترة انتزاع محمد الشيخ الوطاسي بعد مطاردة آخر ملوك بني مرين السلطان عبد الحق المريني للأسرة الوطاسية، وإﺫا علمنا تحصين محمد الشيخ الوطاسي لمدينة أصيلا بدأ على الأقل مند عام 1463م وما تلا ﺫلك من مقتل عبد الحق المريني عام 1465م أمكن لنا اختيار سنوات تصدر الغروزيميين لحركة الجهاد بجبل الحبيب فيما يقارب ﺫلك، ففي تلك الظروف أصبحت الرئاسة بيد حفيد من حفدة الولي الكبير عبد السلام بن مشيش الحسن بن محمد المشهور بأبي جمعة، حيث أراد أن يجعل منها معقلا لمناضلة البرتغاليين المستوليين على سبتة والقصر الصغير وأصيلا وطنجة، وأخذوا منها يشنون حملات على هده البلاد وأوغلوا على ما يزيد على خمسين ميلا في الداخل وألقوا الرعب في قلوب أهل الجبال وأخضعوها لسلطانهم، كقبيلة انجرة والفحص، وقد وجد الشرفاء في إعلان الجهاد ذريعة حسنة لمحاولة استرجاع هيبتهم وسلطانهم.
وعلى الرغم من أننا لا نعرف شيئا عن نشاطه الجهادي ضد سبتة أو القصر الصغير أو حتى أصيلا، فللاعتبارات الاحتلالية السياسية الحرجة الآنفة الذكر « ندر الحسن بن أبي جمعة نفسه بمعية عدد كبير من أبناء هده القبائل الجبلية لوقف هدا التوسع البرتغالي، فترأس الحركات الجهادية ضد الاحتلال البرتغالي بعد سقوط أصيلا وطنجة.
- تداعيات المعاهدة الوطاسية البرتغالية على جبل الحبيب والجوار الهبطي لأصيلا وطنجة.
عملا باتفاق 24 غشت 1471م الذي أبرمه ملك البرتغال ألفونسو الخامس مع السلطان الوطاسي محمد الشيخ الذي تضمن « أن تدين بالولاء للملك البرتغالي كل القرى التابعة لكل من أصيلا وطنجة [كجبل الحبيب]، وأن تخضع للمدينتين المذكورتين »[5]، ينبغي الإشارة إلى الظروف الجديدة التي أحاطت بجبل الحبيب – الذي يتصدر العمليات الجهادية – نتيجة الوجود البرتغالي بمدينتي أصيلا وطنجة المقابلتين له من الغرب والشمال على التوالي، فقد أنعمت المدينتان جراء تلك المعاهدة بهدنة طويلة معقودة لمدة عشرين سنة تنتهي بسنة 1491م، وعليه قام برتغاليو أصيلا بغارات خاطفة ووحشية وصلت عدة مرات إلى مدن القصر الكبير والعرائش وأزجن وقبائل جبل الحبيب وبني عروس وبني كرفط وغيرها، وكانت هده الغارات تنتهي في الغالب بمفاجآت للسكان، و لانعدام قوة رادعة – خاصة بداية القرن العاشر/ السادس عشر الميلادي – بأسر مئات المغاربة والاستيلاء على أنعامهم، وقد استغل البرتغاليون ضعف السلطة المركزية ومساعدة بعض المقدمين المغاربة المتنصرين لانتهاج سياسة الأرض المحروقة والقيام بغارات خاطفة، غير أن المقاومة الشعبية المؤطرة من لدن الفقهاء والمتصوفة من جهة، وقواد القصر الكبير وشفشاون وتطوان وجبل الحبيب سرعان ما أكرهتهم على الانكماش داخل أسوار أصيلا، وزادت الحركات الوطاسية في عهد محمد البرتغالي من مفعولية هدا الجهاد.
ومن جهة انسدت باب المدينتين في وجه أهل جبل الحبيب مما أضر باقتصاده التجاري حتما، كما أن امتداد نفوذ الغزاة خاصة من ناحية أصيلا شرقا في اتجاهه جعلهم يخسرون جميع الأراضي الخصبة السهلية المحيطة بالجبل من جهتي الغرب (الحائط السفلي) والجنوب (المايدة والسوير والأراضي حولها التي كانت ينتفع بها أهل الجبل فلاحيا)، أي خسر الجبل جميع الأراضي الخصبة الواقعة بين الجبل ومجرى كل من الوادي الكبير جنوبا في اتجاه العرائش وواد الحريشة شمالا في اتجاه تطوان، وكانت الخسارة تلك نتيجة تكوين ما سماه البرتغاليون بميدان أصيلا.
ولم تكن خسارتهم مقتصرة على عدم استفادتهم من أراضيهم الفلاحية تلك ومعازبهم، بل كانت الخسارة أشد، حيث هجرت على إثر انقضاء فترة السلم قراه بالفرقة السفلية من الجماعة الترابية “المنزلة” اليوم، وغيرها من القرى المسلمة بحوزي أصيلا وطنجة، إضافة إلى « أنه على إثر سقوط طنجة بأيدي البرتغاليين جاء الكثيرون من أبناء هذه المدينة المتحضرين واستقروا فيه، لأنه كان على مسافة خمسة وعشرين ميلا من المدينة المذكورة »[6].
والحق أن الغزو الإيبري البرتغالي للمدينتين تزامن مع فترة الضعف المريني والبداية المتعثرة للوطاسين، فمثل منعطفا خطيرا على جبل الحبيب والبلاد المغربية برمتها، وأثر بشكل مباشر على البنى الاقتصادية – من خسران الاراضي والنظام الضريبي الجائر – والاجتماعية والسياسية الهشة، كما أحدث هزات في المجتمع الجبلحبيبي والمغربي عامة، وخلق بلبلة في الأفكار والمعتقدات، وزاد من ﺫلك الضعف الوطاسي المتجلي في إبرام الهدنة المجحفة المنكوبة مع البرتغاليين.
يتبع (4)
هوامش :
[1] – شمال المغرب من خلال مصادر برتغالية (1415 – 1490م )، نقلا عن ( تاريخ الكونت دوم بيردرو دي منيزيش، جوميز إيانس دي زورا) طبعة ودراسة من قبل مؤسسة ماريا تيريزا بروكاردو، لشبونة، ومؤسسة كالوست جولبنكيان والمجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجي، 1997، القسم الثاني، الفصل السادس عشر، ص 177.
[2] – نفسه، ص 177.
[3] – نفسه، الفصلين 113 – 114، ص 288 – 291
[4] – نفسه، الفصل 122، ص 297
[5] – حوليات أصيلا، برناردو رودريكس، الكتاب الأول، الملحق الاول، ص 104.
[6] – وصف إفريقيا، الحسن الوزان، مطبعة الغرب الاسلامي، الطبعة الأولى الثانية، 323/1.
محمد أخديم