- الهدنة الوطاسية البرتغالية غداة احتلال أصيلا سنة 1471م وانعكاساتها الترابية والبشرية والاقتصادية والحربية على جبل الحببب سنوات (1471 – 1500م).
كان لنتائج احتلال البرتغال لأصيلا فطنجة سنة 1471م ومن ثم اتفاق الهدنة الوطاسية البرتغالية المبرمة لمدة عشرين سنة (1471 – 1491م) بين محمد الشيح الوطاسي والعاهل البرتغالي ألفونصو الخامس ثم ابنه جواو الثاني آثار وخيمة على جبل الحبيب وإقليم الهبط بالشمال الغربي المغربي عامة في المجالات الترابية والبشرية والاقتصادية والحربية، وإن كانت الهدنة لم تستغرق سوى عشر سنوات من العشرين سنة بسبب وفاة ألفونصو الخامس سنة 1481م، مما أدى إلى تجديدها سنة 1488م ليستمر العمل بها إلى وفاة جواو الثاني سنة 1495م، غير أن نقضها لم يعلن عنه بصفة رسمية إلا في سنة 1500م.
فعلى مدى تسع وعشرين سنة (1471 – 1500م) كانت للهدنة انعكاسات على سياسة المقاومة المغربية بجبل الحبيب – في ظل الإمارة الشفشاونية – أو إقليم الهبط عامة، أو المملكة الوطاسية، إذ مست نتائجها المجالات المذكورة السابقة، وهو ما سنقوم بمحاولة تقديم تفاصيل ممكنة عنها.
- تأثيرات على المجالات الترابية والاقتصادية لجبل الحبيب عملا بالهدنة المبرمة :
نقف من خلال النص المقدم للهدنة على تناقضات واضحة، إد نجد في البند الاول زعم واضعيه اعتراف السلطان الوطاسي بحق السيادة البرتغالية على الثغور الشمالية المغربية المحتلة (سبتة، والقصر الصغير، وأصيلا، وطنجة)، وما يتبعها من أحواز، لكن نجد في المقابل ما ينقضه من أن للمغاربة حق مهاجمتها واستردادها بالقوة، وهو مخالف للاعتراف الرسمي بالسيادة الدي لا يعني إلا التنازل عنها وعدم محاربتها.
وبالتساؤل عن إﺫا ما كان من مواطن تجمعاته السكانية لجبل الحبيب ما هي داخلة في حوز أصيلا، فإنا لم نتوفر على نص خاص مساعد للتعرف على الوسط الطبيعي، إلا ما كان من استقصاء الإشارات الواردة في حوليات أصيلا لبرناردو رودريكس، فحسب ما تم استخلاصه أن نفوذ مدينة أصيلا امتد من جهة الشرق نحو جبل الحبيب إلى قرية كور، أو ما عبر عنه وقتها بممر الكور أو اللاما (وادي الحاشف اليوم المقيم عليه سد التاسع أبريل)، الفاصل بين جبل حبيب وبني مصور، مما يعني اليوم أن الفرقة السفلى لجبل الحبيب – بما فيها قرية ظهر بوفاس وقتها – كانت من أحواز أصيلا، « إذ أنه ظهر مند 13 شتنبر 1471م تعبير (حوزنا بأصيلا)، ولم يظهر تقدير مساحة حوزي أصيلا وطنجة إلا في نوفمبر [دجنبر] من نفس السنة (…) توقفت حدود الحوزين من الجهة الشرقية عند حد مسافة ستة فراسخ، ويعني هدا مد خط الحدود إلى الخط الرابط بين القصر الصغير وجبل حبيب وبين بني كرفط »[1].
بدت لنا الصعوبة حينما أردنا إحصاء عدد قرى الفرقة السفلى لجبل الحبيب بجماعة المنزلة اليوم الداخلة في حوز أصيلا، فإدا كان حقيقة وواقع الوضعية السكانية بقرى الفرقة السفلى اليوم 18 قرية، فبلا شك أنها كانت أقل وقتها، حيث وقفت على ست منها وهي : كور، وجبل الريح، وبوحديفة، ودار قشايش، والمايدة، وظهر بوفاس، ونظرا لتوالي عمليات الاستقرار والترحال تبعا لفترات الهدنة ونقضها فإنها تزيد وتنقص، فنجد استقرار قرى جبل الحبيب السفلي ما بين سنوات (1471 – 1481م) أثناء سيادة الهدنة الاولى المبرمة بين محمد الشيخ الوطاسي وألفونصو الخامس، ونجد مغادرتهم له ما بين سنوات (1481 – 1488م)، ثم العودة إليه بمقتضى تجديد الهدنة المبرمة مع جواو الثاني ومدها إلى سنة 1495م، لكن من المعلوم أن سكان جبل الحبيب السفلي عادوا إلى هجرة مواطنهم، سيما بعد سنة 1500م، فبقي جبل الحبيب السفلي وحوز أصيلا بأكمله شبه خال إلى حين الجلاء البرتغالي عن أصيلا سنة 1550م.
لكن أظن أن القرى الاثنا عشر الباقية تكاثرت مند إخلاء أصيلا سنة 1550م، وإثر التهجير القسري الأخير 1609م، انتهاء بفتح طنجة في العهد الإسماعيلي، لكن وإن كانت ست قرى فقط عند الهدنة المبرمة إلا أننا نعرف أن من مقتضيات الهدنة بقاء السكان في قراهم على أساس الالتزام بمسالمة حامية أصيلا البرتغالية، والالتزام بدلك إدا ماعادوا إليها في وقت السلم من بعد ما هجروها في وقت حرب، وليست الميالمة فقط، بل تقديم الخدمات لحكام أصيلا، وفتح الأسواق المحلية في وجه المحتلين، وفوق دلك فعلى السكان المستقرين بالفرقة السفلى (من حوز أصيلا) أدء قدر من الضريبة النقدية الموزعة على رؤوس الأسر، إلى جانب تقديم حصة من المنتوج الفلاحي المفروض بدوره على عدد المحاريث.
ورغم ما يكتسبه هدا الموضوع من أهمية قصوى فإن الوثائق لم تمكننا من الحصول على قدر الضريبة الواجبة على الأفراد والمحاريث، كما لا يمكن من جهة أخرى التعرف على مقدار الضريبة الفردية لعدم توفر إحصاء خاص بالسكان.
ولتحقيق برتغالي أصيلا وطنجة لبنود الهدنة التي تخدمهم (خاصة بندي الجباية ومسالمة البوادي للمدن المحتلة) « عمدوا على إحكام الصلة بشيوخ القبائل المجاورة عن طريق توقيع التزام يقضي بتطبيق بنود اتفاق الهدنة »[2].
وأما البند الخاص بتنظيم العلاقة بين الثغور المحتلة والبوادي المجاورة لها ﻛ (جبل الحبيب / وأصيلا المحتلة) فهو غامض ومتناقض، فإذا كان من المحظور على المغاربة عدم مس القرى الداخلة في النطاق الجغرافي لمجال الهدنة، فإن المغاربة احتفظوا بحق اختراق دلك المجال لاقتحام أسوار المدن المحتلة، وبالجمع بين المتناقضات نرى أن الغاية الأساسية للبرتغاليين من الهدنة رفع اليد عن من يهادنهم (كقبيلة أنجرة وقتها) وترك المجال فسيحا لدفع من يبتغي محاربتهم إلى محاربتهم بثغورهم (كمحاربي جبل الحبيب)، إد كانوا يدركون تفوقهم الحربي المطلق بثغورهم، فلم يكونوا يخشونهم كثيرا، وإنما كانوا يطمعون في الرد الحربي عليهم، تسنيا لتوغلبهم بالداخل المغربي بدعوى الدفاع عن أنفسهم.
وبسبب اتفاقيات الهدنة علاوة على امتداد نفوذ الغزاة البرتغاليين خاصة من ناحية أصيلا شرقا في اتجاه جبل الحبيب جعل أهاليه يخسرون جميع الأراضي الخصبة السهلية المحيطة بالجبل الداخلة في الحوز الأصيلي من جهتي الغرب (الفرقة السفلية للجبل بما فيها وقتها ظهر قشايش أو قرية قشايش (قريتا شرقية والعمارات حاليا)، حيث أن النظر منها يكشف من علوها عن قريتي المايدة الجبلحبيبة وقتها ومليانة الومراسية، وأيضا ظهر بوفاس، حيث اتخذ البرتغاليون من هده الاخيرة نقطة مراقبة دخول مجاهدي جبل الحبيب وغيرهم من جهة قرية كور أو ما عبر عنه وقتها بفج اللاما).
ويدخل من أراضي جبل الحبيب وعزائبه وقتها من جهة الجنوب كل من (المايدة والسوير والأراضي حولها التي كانت ينتفع بها أهل الجبل فلاحيا ) ﻛ (تشيمس) أو ما سماه الأستاذ حسن الفكيكي ﺑ (تازمورت tesmuz) وتقع ﺑ « شمال شرق مليانة، وهي من عزائب أهل جبل حبيب »[3]، وقد سبق أن تمت الاغارة عليها مرتين على الاقل من قبل برتغالي أصيلا في وقت حصاد الأهالي أو درسهم، إحداها سنة 1527م، وإذا ما أغار برتغاليو أصيلا على العزائب الفلاحية لجبل الحبيب أو غيره أو قرية من القرى نهبوا دورها وزرائبها واستولوا على ما أمكن لهم من المواشي والأبقار والحجور والأمهار والأفراس والبغال، وأسروا ما استطاعوا أو قتلوا. وتكون غاراتهم أخطر عندما يكون قواد مدن الشمال الغربي المغربي (شفشاون والقصر الكبير خاصة) يعانون من أمراض أو في حالة وفاة أحدهم، أو لعلم البرتغاليين بأن قوات أولائكم القواد تفتقد إلى خيول مهيأة ومعدة لخوض المعارك، أو لعلمهم بخلو الجبل من رئيس محاربيه المسمى ﺑ (المقدم)، لالتحاقه بشفشاون أو القصر الكبير كما حدثت ذات مرة في غارة شنت على جبل الحبيب بعد علم برتغالي أصيلا بالتحاق مقدمه عبد الملك الخمليشي بالقصر الكبير[4]، كل هدا يجعل سكان جبل الحبيب وغيرهم متيقظين وخائفين من تعرضهم لغارة مفاجئة، فيبيتون أحيانا في البيادر الكثيرة، وفي الحقول وأماكن جمع المحاصيل اتقاء ﺫلك، فتؤسر أحيانا أغلبية الأسرى في تلك الأماكن، كما وقع في غارة عين مسكر الشهيرة (انظر حوليات أصيلا، الكتاب الثاني، الفصل الخامس، ص 129 – 130).
فكانت قلعة الخروب الرباط العسكري بجبل الحبيب تضع حراسا بمداخل عزائب الجبل الفلاحية، حماية لمواشيه ولمن به من فلاحيه، ونجد مثال ﺫلك من « (…) فارسين تركهما عبد الملك [رئيس محاربي جبل الحبيب] بين مدخل جبل بني ومراس و [قرية] الريحانة لحراسة المواشي التي كانت ترعى في مسارحها …»[5]،
وللإحاطة بالجانب الفلاحي للجبل وتجريد الغارات عليه والتربص بأهاليه كان برتغاليو أصيلا يختارون مطالع أساسية كمرتفع قرية (بومهدي / جماعة عياشة)، لوقوعها في نقطة تتوسط المدخل المعروف بقب النيش (capanes)، حيث يسمح ارتفاعه بمراقبة جيدة للبسيط الممتد في اتجاه جبل الحبيب وعياشة وقرية الخطوط من بني كرفط، ومرتفع آخر بالقرب من المايدة ومنيالة، ونقطة أخرى وهي بني حمدوش قريبة منهما، وموضع آخر يدعى « (بورو) ،وهو مرتفع صغير مقابل لجبل حبيب، قريب من دار بوفاس [ظهر بوفاس اليوم]»[6]
ورغم ﺫلك كانت معازب جبل الحبيب وأراضيه الفلاحية تتعرض لغارات برتغالي أصيلا خاصة، ومثال دلك ما حدث سنة 1527م، « … فقد خرج [عميل أصيلا ابن جبل الحبيب] “أرتور رودريكش” صحبة خمسة وعشرين خيالا وكمنوا أسفل قرية المايدة بمكان يشرف على القليعة وعلى أرض مزروعة بالشعير [وهو المدعو في الكتابات البرتغالية كحوليات أصيلا ﺑ ˝تشميش˝]، شرع أصحابها في حصادها، وبما أن أحدا لم يلتحق بدلك الحقل فقد انتقل “أرتور رودريكش” ومرافقوه لجهة قرية “الريحانة” [قرية المهدايين أو تازروتان) حيث صادفوا أشخاصا منهمكين في تدرية الفول، فقتلوا واحدا منهم وأسروا رجلين وامرأتين.
(…) وبعد مدة قصيرة، استأذن أفونصو بريكا واشتفاو فرنانديش القبطان في مواجهة الجهة نفسها من جبل حبيب، (…) قصدوا ˝تشميش˝ بأعلى القليعة، حيث شاهدوا ما بين عشرة واثني عشر شخصا يدرسون الشعير وهم راكبون خيلهم (…) كان سكان جبل حبيب قد زرعوا ﺫلك الشعير في يوم واحد من مزبلة إحدى القرى المهجورة الموجودة أسفل المايدة، وعادوا لحصادها في يوم آخر، لقد كانوا يدرسون المحصول وهم راكبون خيلهم بعد أن عبروا الى الضفة الأخرى للنهر [الوادي الكبير]، ولم يكن بإمكانهم الانسحاب بسهولة، ولما شاهدهم ” أفونصو بريكا ” استغرب لباسهم، واعتقد بسبب بعد المسافة أنهم غرباء عن المنطقة (…) ولما عاد “أفونصو بريكا” الى المدينة واطلع القبطان على الخبر، بعث في اليوم التالي خمسين خيالا (…) ولما وصلنا إلى “تشميش” شاهدنا المسلمين حول البيدر، فوزع “ديوكو دا سيلفيرا ” رجاله وحاصرهم وباغتهم، مما حال بينهم وبين معبر الوادي الكبير، كانوا يمتطون أفراسا لا تحمل سروجا، وكانوا قد أوشكوا على إتمام تدرية الشعير، وملئوا بعض الأكياس، ولما هاجمناهم حاولوا الفرار من جهة الوادي، وتخلوا عن الخيل عند عبوره، وقد تعذر على رجالنا عبور النهر لعنف صبيبه، ولأن مسلمين كثيرين هبوا لنجدة الفارين وهم يحملون تروسهم من جبل حبيب … »[7].
ومعنى الامثلة السابقة أن جبل الحبيب كان مهددا باستمرار في أراضيه الفلاحية المتبقية له من الجنوب والخارجة عن ما سمي وقتها ﺑ (حوز أصيلا) وهي (المايدة وتازروتان والمهدايين والصف وتشميس خاصة)، فيما كان الجبل قد خسر جميع أراضيه الخصبة الواقعة بين الجبل ومجرى كل من الوادي الكبير جنوبا في اتجاه العرائش (كقرية الرمل ودار قشايش أو ما يسمى بشرقية والعمارات حاليا، وهي جزء منه آنداك)، فيما خسر شمالا القرى الممتدة بسهل جبل الحبيب (الفرقة السفلية) إلى حدود واد الحريشة (حيث السد التاسع أبريل حاليا) في اتجاه تطوان، وكانت الخسارة تلك نتيجة تكوين ما سماه البرتغاليون بميدان أصيلا السابق الذكر.
ومن جهة انسدت باب مدينتي أصيلا وطنجة المحتلتين في وجه تجار جبل الحبيب بسبب الآثار الحربية والشروط المجحفة في حقهم، مما أضر باقتصاده التجاري حتما.
- تأثيرات على المجال البشري لجبل الحبيب عملا بالهدنة المبرمة :
تعرض جبل الحبيب السفلي من حوز أصيلا للمد والجزر من حيث المجالات الترابية والاقتصادية والبشرية مند اتفاقية الهدنة 1471م إلى الإعلان الرسمي عن انقضائها سنة 1500م ودق طبول الحرب بين الطرفين المغربي والبرتغالي، فلم تكن خسارتهم مقتصرة على عدم استفادتهم من أراضيهم الفلاحية تلك ومعازبهم سواء الداخلة منها في حوز أصيلا أو تلك التي فقدت قيمتها الفلاحية بسبب الغارات والهجمات والإيقاع بالفلاحين أسرى، بل كانت الخسارة أشد، حيث هجرت على إثر انقضاء فترة السلم – انطلاقا من سنة 1495م – قراه بالفرقة السفلية (جبل الحبيب السفلي) من الجماعة الترابية “المنزلة” اليوم إلى جبل الحبيب الفوقي (الفرقة العليا)، وما يمكن قوله أيضا أن كثيرا من أهالي جبل الحبيب السفلي بعد انقضاء الهدنة بشكل رسمي سنة 1500م اختفت من مسارحه وغادرته إلى جبل الحبيب الفوقي، وجهات أخرى بالقرب من القصر الكبير أنشأوا بها قرى لهم، ووجهات غيرها يصعب معرفتها، فقد « (…) انتهت فترة السلم بين الطرفين، وأمر السكان بإخلاء القرى والدواوير الموجودة داخل ميداني أصيلا وطنجة، ورحلوا للإقامة فيما وراء قنطرة القصر الكبير، وقد اضطروا إلى التخلي عن مطامير كثيرة مليئة عن آخرها بالقمح والشعير والدرة البيضاء، وعن أعداد كبيرة من المواشي، وكميات كثيرة من الصوف وأشياء أخرى تعذر عليهم نقلها، فاستولى عليها سكان أصيلا، وتطلب منهم نقلها إلى المدينة وقتا طويلا، وقد انتهت مدة السلم سنة ألف وخمسمائة، وبفشل تلك المفاوضات اندلعت حروب كثيرة، استمرت من تلك السنة إلى يومنا هدا، أي إلى أن أخليت المدينتان [أصيلا والقصر الصغير] …»[8].
والحق أن الغزو الإيبري البرتغالي للمدينتين المتزامن مع البداية المتعثرة للوطاسين علاوة على ضعفهم المتجلي في إبرام الهدنة المجحفة المنكوبة مع البرتغاليين قد مثل منعطفا خطيرا على جبل الحبيب، إد أثر بشكل مباشر على بناه البشرية والترابية والاقتصادية – من خسران الأراضي وضياع العزائب والنظام الضريبي الجائر – والاجتماعية والسياسية الهشة.
يتبع (9)
هوامش :
[1]– مقاومة الوجود الايبري بالثغور الشمالية المحتلة 1415 – 1574م، الدكتور حسن الفكيكي، نشر المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، الطبعة الأولى 2012م، ص 226
[2] – نفسه ، ص 227
[3] – نفسه ، ص 232
[4] – انظر مثالا عن دلك حدث سنة 1520م عندما أوصل برتغالي أصيلا ابن جبل الحبيب المتنصر (أنطونيو كوتنيو) عميلهم « إلى جانب (القليعة) [وهي قرية تازروتان وناحيتها بجنوب جبل الحبيب، وتسمى القليعة اليوم القلعة بتشار الاثنين] حيث نصبوا كمينهم ولم يلاحظوا وجود الحراس، لأن جميع خيالة تلك القرى وفرسان بني ومراس وبني احمايد التحقوا بالقصر الكبير [بقيادة عبد الملك]، وبما أنهم كانوا لا يزالون هناك فقد لزم السكان بيوتهم واحتفظوا بمواشيهم داخلها، ولما رأى (بيرو دو منيزش) و (أرتور رودريكش) المكان فارغا اعتقدا أن الناس أحسوا بوجودهم، لكن (أنطونيو كوتينيو) نبههما إلى أن السكان لم يجرؤوا على الخروج لعدم وجود حراس، وإلى انعدام ما يدل إحساسهم بهم، كإعلان حالة الاستنفار، وسماع الضجيج الذي يحدثه السكان في مثل تلك الحالة … »[4].
[5] – حوليات أصيلا (1508- 1535) برناردو رودريكس، ( مملكة فاس من خلال شهادة برتغالي )، تعريب أحمد بوشرب، الدار البيضاء، دار الثقافة، الطبعة الأولى 2007، الفصل الخامس والعشرون بعد المائة، ص 420 – 421 – 422
[6] – نفسه، الفصل السابع بعد المائة، 370
[7] – نفسه، الفصل السادس والعشرون، ص 484 – 485
[8] – نفسه،الكتاب الأول، الملحق الثالث، ص 109 – 111
محمد أخديم