الشيخ الفقيه الورع الجليل أحمد بن العلمي بن محمد بن أحمد بن عبد الله الروسي الحسني الجبلحبيببي، رحمه الله تعالى ( حوالي 1351 ه – 1933 م / 1434 هـ – 2013 م ) .
ودرس عليه أيضا ألفية ابن مالك بشرح المكودي وحاشيتي ابن حمدون والملوي إلى باب اسم التفضيل. وكان يدرس في الوقت نفسه على الفقيه محمد بلكْريم الألفية بالشرح نفسه. وكان هذا الفقيه، رحمه الله تعالى، من عجائب الدهر في الحرص على العلم والتعليم، فكان يبدأ درسه بعد صلاة الصبح مباشرة، ولا يتركه لسبب من الأسباب. فلا يُعلم أنه ترك درسه يوما، إلى حد أنه لما توفي والده لم يترك درسه إلا يوما واحدا، وهو يوم الجنازة، ثم عاد إلى عادته في نشر العلم، وتعليم الطلبة. وكان يعتمد في درسه بالإضافة إلى شرح المكودي وحاشية ابن حمدون المسماة بالفتح الودودي، على كتاب أوضح المسالك لابن هشام الذي كان الطلبة وما يزالون يسمونه اختصارا بالتوضيح. وكان هذا في حدود سنة ( 1370 ه – 1950 م )، وعلى الشيخ بلكريم درس الوالد، رحمه الله تعالى، أيضا علم الفرائض بشرح الخرشي وحاشية سيدي أحمد ابن الخياط.
ثم انتقل إلى قبيلة ابن عروس فدرس هناك فترة قصيرة النحو والفقه، ثم إلى “دار الخيل” من ربع “عين معبد” من بني عروس، حيث درس هناك نحوا من عامين، رافقه فيهما أخوه الفقيه الأستاذ البشير الروسي، وكانت دروسه موزعة بين درس الألفية، ودرس المرشد المعين، ودرس التحفة في الأحكام بشرحي التاودي والتسولي، ودرس الفرائض بشرح الخرشي وحاشيتي سيدي أحمد ابن الخياط وأبي الشتاء، كل ذلك على الفقيه محمد المزكلدي، الذي درس عليه أيضا المنطق بشرح القويسني على “السلم المنورق” للأخضري، و “باب الذكاة ” من شرح الدردير على مختصر خليل بحاشية الدسوقي وتقريرات الشيخ محمد عليش، ودرس عليه “السنوسية” للإمام السنوسي ( ﺗ 832 – 895 ه ) في علم التوحيد، وذلك في حدود سنة 1953 م كما هو مثبت على ظهر نسخته من حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للدردير.
ثم انتقل إلى قبيلة “وادراس” فدرس بمدشر “الحوض” على الفقيه المختار الناصري ألفية ابن مالك بشرح ابن هشام وحاشية الأزهري المسماة ﺑ ” التصريح على التوضيح “، وشرح ميارة الكبير على ابن عاشر، والسنوسية، وحاشية سيدي إبراهيم الوزاني على الشيخ ميارة في التوحيد، وحاشية أبي الشتاء بن الحسن الغازي الشهير بالصنهاجي المسماة ﺑ ” مواهب الخلاق على شرح التاودي للامية الزقاق “، وكانت قراءته لهذا الكتاب الأخير ولكتاب التصريح سنة ( 1372 – 1953م )، كما هو مثبت على ظهر نسخته من الكتابين اللذين درس فيهما.
ثم كان أن طلبه أهل مدشره لكي يؤمهم ويعلم أبناءهم خلفا لأبيه الذي كان قد أصيب في بصره، فشارط هناك لمدة سنة كاملة. وبعد نهاية السنة التحق بالمعهد الديني بتطوان حيث تلقى جملة من العلوم، ودرس عدة من الكتب منها حاشية الشنواني على مختصر ابن أبي جمرة، وتلقى مبادئ اللغة الإسبانية، وقرأ التاريخ، واطلع على المعارف الحديثة، ثم تقدم لامتحان مدرسة المعلمين بتطوان سنة: 1959م فنجح في الامتحان، ثم عين بعد سنة من التكوين في مدرسة الحي الجديد للبنين بطنجة، وهي المسماة اليوم: مدرسة الجولان، فظل فيها زمانا إلى أن غير محل سكناه من حي السواني إلى حي للا الشافية حيث طلب الانتقال إلى مدرسة قريبة من سكناه هي مدرسة الحسن الوزاني، وفيها تقاعد بتاريخ: 1 – 1 – 1998م.
وفاته رحمه الله :
توفي والدي – رحمه الله تعالى – يوم الجمعة 5 أبريل 2013 م على نحو الساعة 11.55 ليلا الموافق لليلة السبت 25 جمادى الأولى 1434 هـ.
رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له، وجعله من المقربين، ورزقه جوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
محمد أخديم