من فضائل الرسول صلى الله عليه وسلم
جريدة الشمال – محمد كنــون الحسني (فضائل الحبيب محمد صلوات ربّي وسلامه عليه )
الخميــس 30 نوفمبر 2017 – 16:10:21
ففضل رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق ما يتصوره الإنسان،فضله الله على سائر المخلوقات ومنحه فضائل ومزايا لم يمنحها أحد سواه، كما منحه سبحانه لكل المسلمين فما من مسلم من مبعثه صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة إلا ملتمسا من هديه سائرا على طريقته مجتهد في الاتصاف بما منحه الله من مزايا الأخلاق،وعن ابن وهب أنه صلى الله عليه وسلم قال :قال الله تعالى سل يا محمد؟ فقلت يارب ما أسأل؟ اتخذت إبراهيم خليلا،وكلمت موسى تكليما، واصطفيت نوحا وأعطيت سليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، فقال الله تعالى: ما أعطيتك خير من ذلك، أعطيتك الكوثر وجعلت اسمك مع اسمي ينادى به في جو السماء، وجعلت الأرض طهورا لك ولأمتك وغفرت لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فأنت تمشي في الناس مغفور لك، ولم أصنع ذلك لأحد قبلك، وجعلت قلوب أمتك مصاحفها، وخبأت لك شفاعتك ولم أخبئها لنبي غيرك ” وعن حذيفة مرفوعا “بشرني ـ يعني ربه ـ أول من يدخل الجنة معي من أمتي سبعون ألفا مع كل مسلم سبعون ألفا ليس عليهم حساب وأعطاني أن لا تجوع أمتي ولا تغلب، وأعطاني النصر والعزة والرعب، يسعى بين يدي أمتي شهرا، وطيب لي ولأمتي الغنائم، وأحل لنا كثيرا مما شدد على من قبلنا ولم يجعل علينا في الدين من حرج ” وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن الله تعالى نظر إلى قلوب العباد فاختار منها قلب محمد صلى الله عليه وسلم فاصطفاه لنفسه فبعثه برسالته. وروي أنه عليه السلام لما نزلت ” وما كان لكم أن توذوا رسول الله ولا تنكحوا أزواجه من بعده أبدا” قام صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال: يا معشر أهل الإيمان إن الله فضلني عليكم تفضيلا وفضل نسائي على نسائكم تفضيلا ” وعن العرباض بن سارية مرفوعا أنه صلى الله عليه وسلم قال: ” إني عبد الله وخاتم النبيئين وإن آدم لمنجدل في طينته ودعوة أبي إبراهيم وبشارة عيسى ابن مريم “وعن عبد الله بن عمرو مرفوعا ” أنا محمد النبي الأمي لا نبي بعدي أوتيت جوامع الكلم وخواتمه وعلمت خزنة النار وحملة العرش فياله من سيد ما أعظمه في الوجود ،وأوفر حرمة مكانته في السعود، وأشرف غرر أوصافه ومزاياه كأنها لآلىء في عقود.
وفضل هذا النبي الكريم ومكانته لاتنحصر في هذا الوجود وفي حياة الدنيا الفانية، بل هو ثابت منذ خلق الله هذا الكون ومستر حاضر حتى بعد فناء الدنيا وقيام الناس للحساب والعقاب، فقد أعطاه سبحانه وتعالى فضل الشفاعة العظمى يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وعمل نافع صالح، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: حدثنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: (إذا كان يوم القيامة ماج الناس (اختلط واضطرب) بعضهم في بعض فيأتون آدم عليه السلام فيقولون: اشفع لنا الى ربك فيقول لست لها ولكن عليكم بإبراهيم فانه خليل الرحمن، فيأتون إبراهيم فيقول لست لها ولكن عليكم بعيسى فانه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى فيقول لست لها ولكن عليكم بمحمد، فيأتونني فأقول: أنا لها فأستأذن ربي فيؤذن لي ويلهمني محامد أحمده بها لا تحضرني الآن، فأحمده بتلك المحامد وأخر له ساجدا فيقال: يا محمد ارفع ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعط واشفع تشفع) رواه البخاري في باب التوحيد
وروى الإمام مسلم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: يا رب أمتي أمتي فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من الباب الأيمن من أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب).
وروى الإمام البخاري, يقول الرسول فأقول: يا رب أمتي أمتي فيقول انطلق فأخرج من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار فأنطلق فأفعل). وعن أنس في رواية ثانية قال (ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد ثمّ أخرّ له ساجدا فيقال: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعطه واشفع تشفع فأقول: يا رب ائذن لي فيمن قال لا اله إلا الله فيقول: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال لا اله إلا الله).
وقد وجب علينا معشر المومنين تعظيم هذا النبي الكريم وتبجيله ومحبته، فإيمان المؤمن لا يكون مكتملا إذا كان حبه للرسول ناقصا أو غير كامل، يقول تعالى في سورة آل عمران (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )، وروى البخاري في صحيحة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبّ إليه من والده وولده) …
وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون أولا بإدراك مقامه ومكانته وفضله عند الله، والتعرف على هديه وسيرته وصفاته وشمائله وأخلاقه، ثم باتباع سنته وهديه والسير على السبيل القويم والنهج الواضح الذي جاءبه والعمل بكل ما أمر به والابتعاد عن كل ما نها عنه..