مهرجان الحياة في دورته الرابعة
جريدة الشمال – مصطفى الحراق ( )
هذا المهرجان الذي انطلق يوم 22 غشت، واستمر إلى غاية 26 منه، واتخد فضاءات كل من دار الثقافة ومحيطها، وساحة المقاومة مقرا لمختلف أنشطته الفنية والثقافية، عرف مشاركة العديد من الأجواق والفنانين المرموقين في ميدان الطقطوقة الجبلية، إلى جانب خبراء وأساتذة مهتمين بالثرات الجبلي،اللذين أثروا من خلال الندوة العلمية التي تم عقدها حول “التراث الجبلي ودوره في إغناء المشهد الثقافي” التي شارك فيها محمد السيمو رئيس المجلس البلدي للمدينة، الذي ذكر بالدور المنوط بهذه الجمعية في الحفاظ على الفن الجبلي، وإبراز خصوصياته، مشير إلى ما تقوم به الجماعة الترابية في الحفاظ على هوية هذه المدينة، من خلال تثمين هذا الموروث اللامادي .
فيما اعتبر زكرياء اسمينة عن جمعية آل سريف لتراث الطقطوقة الجبلية هذا المهرجان فرصة لرد الاعتبار لفن العيطة الجبلية، وتكريم روادها، في ظل المرجعيات الثقافية التي من شأنها إغناء المشهد الثقافي وتنويعه في هذه المدينة.
الاستاذ مصطفى العلالي الذى أدار هذه الندوة، خلال تقديمه لموضوع الندوة، بين دورالتراثين المادي واللامادي باعتبارهما يمثلان مجلا ثقافيا غنيا ، مطالبا بضرورة الاهتمام بمكوناته بحثا لإنقاذه من شبح الزوال والاندثار.
أما الباحث الاستاذ قاسم الزهري عند حديثه عن البعد الجمالي ودوره في التراث الجبلي: العيطة نموذجا ، تطرق إلى الجانب اللغوي في العيطة الجبلية، معتبرا النص الشفهي معني بالدرس الجمالي من حيث الصوت، والذاكرة المنتجة ، مستدلا ببعض مظاهر البلاغة في العيطة الجبلية، وما تحويه من غنى لغوي، من بيان وبديع ، مؤكدا أن الشعر الجبلي استمر بفضل اللغة الدقيقة والراقية الاستعمال، فيما ركز الكاتب الفنان عبد المالك الأندلسي في مداخلته على ضرورة التمييز ما بين العيطة والطقطوقة الجبلية، ، موضحا الفوارق بين كلام الأغاني، والعيوط، والعيوع، معتبرا العيطة شكلا من أشكال النداء ، مفتقدة لوحدة الموضوع ، ودعا إلى الاهتمام بالمقومات الأساسية للهوية الجبلية، متسائلا عن سبب تهميش هذا التراث الذي لعب دورا هاما إبان الحماية في علاقته بالكفاح والجهاد ضد المستعمر إبان الحماية بمنطقة الشمال بصفة خاصة.