موسم الولي الصالح سيدي احمد بنعجيبة
هو العلامة المتصوف الزاهد سيدي أحمد بن محمد بن المهدي بن اعجيبة الأنجري الحسني، شريف النسب، شاذلي المذهب، ولد سنة 1160 هجرية، الموافق ل 1758 ميلادية، في قبيلة (اعجيبيش) الواقعة بحوز تطوان، من أبوين عابدين ناسكين، فطموه على التقوى والعبادة والطاعة منذ نعومة أظفاره.
وكعادة العلماء الكبار، حفظ القرآن وهو طفل صغير، وقد اعتنى بتصحيح قراءته، وبتعلم العلوم التي تلقاها على يد شيوخه، ومنهم المقرئ المحقق سيدي أحمد الطالب، والفقيه سيدي عبد الرحمان الصنهاجي الكتامي، والمحقق سيدي العربي الزوادي، وعن دراسته يقول الولي الصالح سيدي أحمد بنعجيبة : “… فقرأت القرآن ، ومقدمة الألفية والأجرومية، وابن عاشر، والخراز، وجزء من من حرز الأماني، وغير ذلك من التآليف، ولما حفظت القرآن سافرت لتصيح القراءة، وتعلم التجويد، فمكتث في قراءته خمس سنين، بعد حفظ السلكة”.
درس في تطوان ثم القصر الكبير، وانتقل إلى فاس، كما حط الرحال بكل من الرباط وسلا، ورجع إلى تطوان متشبعا بالعلوم التي تلقاها.
باختصار فإن حياة الولي الصالح سيدي أحمد بنعجيبة كانت بالفعل عجيبة، فهو لم يجد منكانا له بين أعيان تطوان ووجهائها، وهو الرجل الذي أدرك حياة الوجاهة والعز، إلا أنه تركها زاهدا في الدنيا، واختار حياة التقشف والزهد، وقرر في لحظة أن يبيع كل كتبه وينتقل إلى مكان بعيد لايرى فيه الناس، وهو الرجل الذي كان يتسول أحيانا رفقة الفقراء والعميان والمجدوبين، بينما كان في وقت آخر ينفق الأموال على الفقراء والدراويش في الزوايا، وكان طوال حياته مهددا باستمرار في وجوده ورزقه ومسكنه، ومع ذلك ترك خلفه العديد من المؤلفات في قضايا التفسير وشرح المتون والأحكام، ترجم معظمها إلى العديد من اللغات.
حفل افتتاح هذا الموسم الديني جرى بحضور الكاتب العام لعمالة الفحص أنجرة، ورئيس جماعة ملوسة، ورئيس جماعة أنجرة، ونقيب الشرفاء نوفل بنعجيبة، إضافة إلى عدد من المريدين، وسكان قرية الزميج، وضيوف الموسم.
وبضريح الولي الصالح سيدي أحمد بنعجيبة تمت تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، والأمداح النبوية، رفعت خلالها أكف الضراعة بالدعاء الصالح لأمير المومنين حامي الملة والدين جلالة الملك محمد السادس بالصحة والعافية وطول العمر حتي يحقق لشعبه الوفي ما يصبو إليه من رفعة ورقي وتقدم، وأن يقر عينيه الكريمتين بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير الجليل مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير المولى الرشيد، وأن يحفظ الأسرة الملكية الشريفة، سائلين الله تعالى أن يمطر شآبيب رحمته الواسعة، على الملكين جلالة المغفور له محمد الخامس نور الله ضريحة، وجلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه. وفي الأخير تلا نقيب الشرفاء البوعجيبيين برقية الولاء والإخلاص رفعها باسم الشرفاء إلى جلالة الملك.
هذا وللإشارة فإن الموسم عرف عدة أنشطة دينية تمثلت في تنظيم حلقات للذكر والسماع الصوفي، وتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم والأمداح النبوية الشريفة.