نافورة الحب : بدرهم واحد أغسل عار التسول ..!!
جريدة الشمال – عبد الرحيم ابن جلون (نافورة الحب )
الجمعــة 05 ينــاير 2018 – 10:30:14
• لها أسماء عدة، نافورة الحب، نافورة العشق، نافورة المتمنيات، نافورة الحظ.
يزورها ثلاثة آلاف زائر يوميا، اثنى عشر آلاف أورو يوميا ودخلها السنوي مليون ومائة أورو، يخصص هذا الريع لسد حاجيات الفقراء والمحتاجين واليتامى والمتخلى عنهم والمعوزين تسهر على ذلك جمعية.
نافورة تزهو بأجمل الفتيات وأقوى الشبان، ولحل عقدة الزواج أو الظفر بالحبيبة عليه أن يرمي بقطعة معدنية نقدية يدير ظهره إلى واجهة النافورة ويقذف بالقطعة النقدية، ولن يتحقق مبتغاه (العاشق الولهان) إلا إذا عاود الزيارة ورمى بالقطعة النقدية ثانية من فئة أكثر.
بطنجة عاصمة السياح بدرهم واحد عن كل زائر أغسل عار وجهها من المتسولين والسعيان وذلك بساحة مكة عوض عشر نخلات تشيد النافورة التي حرمت منها عروس الشمال.
يتوسط النافورة منظر يوحي بصومعة على الطراز المغربي برأسها مكبرات الصوت، تصدح بالآذان وقت الصلاة، وبقية الوقت تشنف الزائرين بمقطوعات تهتز لها الأبدان كالتواشي السبع للطرب الأندلسي أو رقصة الأطلس، ويعدو الزائر تلو الزائر يلقي بقطعة درهم أو خمسة دراهم أو عشرة دراهم ويتمتم بمبتغاه ويرجو تحقيقه، ويخصص لهذه النافورة حراسة مشددة بجمع ما بها من نقود مساء بمحضر يسلم إلى جمعية تسهر على حاجيات الفقراء والمساكين، فبدرهم واحد ومثيلاته نمحو عار الاستجداء
*ـ*ـ*ـ*ـ*
إذا كانت فاس تفتخر بالجديد من نافورات كل واحدة تضاهي الأخرى منظرا وروعة وألوانا، فإن طنجة تفخر بأنها أتت على آخر نافورة بملتقى رياض تطوان، وإذا كانت فاس تتباهى بنافورات شارع الحسن الثاني على امتداد ألف متر أحدثت كل واحدة طرازا في صب الماء ورقرقته وانهياره وتراقصه لحنفيات نحاسية تتفاوت في العلو والانحناء تتمايل يمينا وشمالا تنشف الحاضرين بموسيقى غربية ووطنية تبعا لترنح الماء وجريانه.
فإذا كانت طنجة وصف أهلها بالخمول وسهر الليل فعلى الساكنة اليوم أن تنهض من سباتها وتشد العزم ليظهر أنها ودعت لياليها وتنهض من سباتها العميق وهي اليوم في طور الإنشاء والتعمير لا يستفيد منها المواطن بل تملك جيوب المعماريين، عمارات بعضها المستثمرون الأجانب حبلا في الاستثمار، خصوصا أنها أصبحت قبلة بمينائها المتوسطي الذي يعول عليه الاقتصاد الوطني.
وإذا قمنا بجولة بالرباط والدارالبيضاء ومراكش وغيرها من المدن المغربية نجد أن هناك إعمار شيق ومباني شامخات وبمداخل هذه المدن نافورات تزهو بالمدينة حتى قيل عن طنجة :
قيل ويقال : أن طنجة بوابة أوربا عبر الأندلس الجوهرة المفقودة ولها باب مرصد ترشدك إلى إفريقيا في الجنوب، وجولة مكوكية بالمدينة وبأطرافها تاهت أعيننا من لا شيء لا باب في جهة الشمال ولا باب تقابلك من الجنوب، توقفت معالم جديدة وتبددت آثار قديمة كما في (مالاباطا) ولم يعد لها وجود، كان لزاما على من منحهم المواطنون أصواتهم أن يعملوا على إحياء مآثر تشهد بمعظمة المدينة وتاريخها المجيد، وقفت موجة الغزاة لما حررها الملك الراحل جلالة المغفور له محمد الخامس، حررها من رقبة الاستعمار الدولي الغاشم وعادت إلى موطنها الأم.
قيل أن بركة مائية بطنجة البالية التي ملأها التراب وأصبحت مرتعا تعجه للناموس ويتوالد منها الفئران، كانت مراكب شراعية صغيرة تجوب أطرافها وتقف عند مقاهي أغلق منفذها ماء البحر، وتنبعت منها روائح تزكي النفوس
*ـ*ـ*ـ*ـ*ـ*
لا للخطابات العنترية الزائفة
ولا للخطابات الواهية الباهتة
نحن ساكنو طنجة لنا الحق تحت كل الضمانات بالتعبير عن مصالح المدينة، وازدهارها لتكون في مصاف المدن المغربية التي تتلألأ رونقا وجمالا.
فالطريق الرابطة بين الميناء والجبل الكبير المسمى ب”مرقالا” رغم الانعراجات المتلوية الخطيرة بهذا المسلك، فقد أهمل الجانب الجبلي من منتزهات وحدائق ومقاهي يؤم إليها المواطن للراحة والاستجمام وتنفس الصعداء من أهوال العمل.
فإذا كانت البلاد سباقة في الأمن والأمان، فعلى المشرفين أن يتوقفوا فيما يمتع المواطن حتى لا يقال : شمعة تضاءل نورها. وإذا انطفأت أنوار النافورات ليلا وهدأ روع الماء وسكن، تنطلق أصوات الآذان “حي على الفلاح الله أكبر. الله أكبر.” ما أعظم وأجل كلمات الآذان تجلجل في السماء، حي على الفلاح، وتحت المسلمين إلى الإسراع لأقرب مسجد للصلاة، ما أحسن أن يقف العبد المؤمن الصادق بين يدي خالقه في خشوع واطمئنان فيحبه الله تعالى.
تنذرت ندي أنك تنادي طنجة يا طهجة
نزلت الهاء منزلة النون وفي قاموس الأمثال الدارجة كلمة طهجة تعني العجرفة والافتخار.
قال صديقي وإن لم يتحقق ما أشرت إليه قلت الأيام بيننا وسأطعمك أرقى مطاعم فاس العتيقة. .