احتضنت مدينة شفشاون، التي ترأس الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة، موخرا، ، لقاء وطنيا تواصليا تناول فيه خبراء مغاربة وأجانب التجارب والممارسات المناسبة، لدعم التنشيط الثقافي والسياحي للمدن العتيقة.
جريدة الشمال – متابعة (التنشيط الثقافي والسياحي للمدن العتيقة)
الخميس 04 فبراير 2015 – 16:56:11
وأبرزوا ان المدن العتيقة المغربية، مع اختلاف معطياتها الجغرافية والعمرانية وتقاليدها الاجتماعية، يمكن ان تتكامل فيما بينها من الناحية السياحية لتخطي حاجز الموسمية وتعزيز السياحة الوطنية وجعل المغرب وجهة مختلفة عن باقي الوجهات السياحية بدعائم موضوعية وعلمية تنبني على إغناء التراث المحلي بكل روافده، واحترام المحيط الايكولوجي، واعداد بنيات استقبال سياحية مستلهمة من الحضارة المغربية الاصيلة ومن المنتوجات المجالية والصناعة التقليدية المحلية، مع توفير كفاءات مختصة في التنشيط السياحي والثقافي.
ودعا المتدخلون الى وضع مخططات محلية وجهوية تتقاطع من خلالها البرامج القطاعية وبرامج فعاليات المجتمع المدني ومهنيي قطاعي السياحة والثقافة، معتبرين أن دعم القدرة التنافسية للعرض السياحي المغربي، خاصة على مستوى المدن العتيقة، يجب أن ينطلق من تأهيل الفضاءات التاريخية وتنشيط سياحي وثقافي هادف ومتنوع يقوم على مبادرات مبتكرة ومبدعة، ووضع مسارات سياحية تمكن السائح الوطني أو الأجنبي من الاطلاع على كافة مقومات المدن المعنية العمرانية والحضارية.
ومعلوم أن الشبكة المتوسطية للمدن العتيقة هي مؤسسة للمجتمع المدني أسست سنة 2011 من طرف رؤساء الجماعات الترابية لجهة طنجة تطوان قبل التحاق الحسيمة بهذه الجهة، ومجلس الجهة والمديرية الجهوية للثقافة وبتنسيق مع الجامعة الإبيرية الإفريقية للمدن المحصنة وتعتبر أداة فعالة تهدف إلى المساهمة في تحقيق التنمية المحلية الاجتماعية والاقتصادية وذلك عبر تثمين وحماية التراث الثقافي والمساهمة في مشاريع مستقبلية للنهوض بهذا التراث النوعي.
ويظل الهدف الأساسي للشبكة هو توحيد الجهود المبذولة من طرف المدن العضو في الشبكة والعمل بانسجام من أجل تثمين الموارد المالية واللوجستيكية والبشرية وجعلها كقيمة مضافة لعمل الجماعات في نطاق المحافظة وحماية وتثمين التراث الثقافي (المادي واللا مادي) الجامع المشترك بينها.
وكانت الشبكة قد دعت عند اختتام الدورة الرابعة للمنتدى الدولي للمدن العتيقة بوزان ، تحت شعار “المدن العتيقة ملتقى الحضارات وفضاء للسياحة الروحية”، الى تقوية آليات الشراكة والتعاون شمال جنوب وجنوب جنوب في مجال العناية بالمدن العتيقة وحماية المواقع الأثرية.
كما دعت الشبكة، الى تعزيز أواصر التعاون والشراكة بين الجماعات الترابية وباقي المؤسسات الوطنية والدولية المعنية بالحفاظ وحماية التراث الحضاري للمدن المعنية وباعتماد المقاربة التشاركية في تدبير شؤون المدن العتيقة والمواقع التراثية بين مختلف الفاعلين والمجتمع المدني ومؤسسات البحث العلمي والقطاع الخاص والجماعات الترابية والساكنة المحلية، وكذا توحيد التدخل في المدن العتيقة عبر إحداث مؤسسة عمومية ذات آليات وطنية وجهوية تعنى بالحفاظ على المدن العتيقة وتدبير تراثها المادي واللامادي والطبيعي.
كما أوصت الشبكة بتشجيع ودعم إنتاج البرامج الاعلامية والفنية والتربوية، التي تعنى بالحفاظ على المدن العتيقة، والتحسيس بأهمية الثقافة والتراث في صيانة الذاكرة الجماعية والهوية الحضارية لتحقيق التنمية المستدامة، وتشجيع وتطوير البحث العلمي حول المدن العتيقة والتراث المادي واللامادي، وادماج التراث والمحافظة عليه في البرامج والمناهج التربوية والتعليمية.
وحثت توصيات الشبكة القطاع الخاص على الاستثمار في مجال التراث والمدن العتيقة وايلاء العناية بالسياحة الروحية بجهة طنجة تطوان عامة ومنطقة وزان بشكل خاص باعتبارها نموذجا من النماذج الوطنية في تعايش الثقافات والاديان، وكذا على تعزيز الاهتمام بالصناع التقليديين وإنعاش الحرف اليدوية ودعمها ماديا ومعنويا.