ندوة وطنية بشفشاون لرصد واقع وحلول آفة الإنتحار
جريدة الشمـال ( آفة الإنتحار )
الثـلاثاء 27 فبراير 2018 – 15:45:23
وقد وقف المشاركون خلال الندوة التي نُظمت بمركب باب تازة مساء السبت المنصرم 2018-02-10، حول عنوان ” آفة الانتحار بإقليم شفشاون –الواقع والآفاق “،عن أسباب ودوافع الانتحار وطرق الوقاية منه حيث قال الأستاذ “محمد الشرايمي”، أستـاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل، أن ظاهرة الإنتحار عالمية لَكِنَّهـا مُستفحَلَــة بـالمنطقة الشمـالية بـالمغـرب، داعيــًا المسؤولين والباحثين بأخذها بعين الإعتبار، خصوصا وأنها لم تحظ بالقدر الكافي من البحث والدراسة والتحليل.
واعتبر الدكتور أحمد الوجدي أستاذ بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بتطوان وعضو المجلس العلمي بعمالة الفحص أنجرة، في تصريح خص به جريدة “الشمال” ، أن تنظيم مثل هذه الندوات واللقاءات العلمية له أثره الكبير في التخفيف والتحسيس بمخاطر هذه الظاهرة الإجتماعية الخطيرة ألا وهي ظاهرة الإنتحار.
وأضاف “الوجدي” أن ما ميز هذا اللقاء هو انفتاح المؤسسة الدينية المتمثلة في المجلس العلمي المحلي بعمالة إقليم شفشاون على المجتمع المدني ، خاصة وأن الإقليم ذو طبيعة قروية جد محافظة.
كما أشاد المتحدث بهذا الإنفتاح سواء من طرف المجلس العلمي المحلي أو من طرف جمعيات المجتمع المدني إلى جانب انفتاح الجامعة على محيطها الإجتماعي.
فيما صرح عبد الحفيظ زرغيل رئيس جمعية باب تازة للرياضة والتنمية لجريدة الشمال أن آفة الانتحار وخصوصا بإقليم شفشاون، أصبحت ظاهرة مقلقة ومعقدة، أرخت بظلالها على جميع الفئات العمرية من كلا الجنسين؛ بدءا من الأطفال والشباب وانتهاء بالشيوخ، باختلاف شرائحهم الاجتماعية، مما يخلف وقعا سلبيا خطيرا على نفسية الأسرة والمحيط المجتمعي ككل.
كما تطرق الأستاذ عبد الرحيم العزاوي، أستاذ متخصص في الدراسات الإسلامية إلى موضوع بالغ الأهمية والذي يتمحور حول “أثر العقيدة في محاربة الإنتحار” .
حيث اعتبر “العـزاوي” أن صاحب العقيدة الإسلاميّة لا ييأس من روح الله، يوقن بأن الله سبحانه وتعالى الذي ما أنزل داءً إلا وجعل له دواء، يؤمن كذلك بأن للمصائب والنوازل مفاتيح فَرَجٍ لأبوابها المغلقة، لا يستفتحها إلا من اتقى ربّه جلّ جلاله.
وقد انصبت مداخلة السيد عبد العزيز المون واعظ وخطيب بشفشاون حول الحث على وجوب وعي الخطاب القرآني ومعرفة الله عزوجل معرفة يقينية، مع إدراك حقيقة وجود الإنسان في هذا الكون المسخر له، معززا قوله بمجموعة من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية والأدلة من الواقع المعاش، كما أورد مجموعة من الأحاديث النبوية التي تحرم قتل النفس البشرية.
للإشارة فجميع المداخلات عالجت مقاربات متنوعة؛ دينية وقانونية من طرف أكاديميين وباحثين متخصصين، الذين أجمعوا على كون المقاربة الدينية لها الأثر البارز في الحد من الآفة الخطيرة.
كما تم في ختام الندوة تقديم عرض مسرحي لثلة من شباب وشابات المنطقة الذين قدموا أداء متميزا حول “آفة الانتحار ” من صميم الواقع، حيث وجهوا في لقطات متميزة رسائل مفادها؛ ضرورة وضع الحد لهاته الظاهرة بإشراك جميع الفاعلين والمسؤولين..