هل تساهم ظاهرة تجميل الأحياء في الحد من العنف والجريمة
جريدة الشمال – محمد الزواق ( ‹‹ ظاهرة تجميل الأحياء ›› )
الخميس 18 فبراير 2015 – 15:48:03
موازاة مع الإصلاحات الكبرى التي تعرفها مدينة طنجة، حاليا، من خلا ل تهيئة وإعادة هيكلة عدة فضاءات، تفتحت شهية فئات شابة في مختلف الأحياء، لتساهم في هذا الورش الكبير ولتشارك هي الأخرى في تجميل الأزقة والدروب والساحات التي تقطن فيها . وهكذا، من خلال إشارة للشروع في تزيين هذا الحي أو بادرة انطلقت من ذاك الزقاق ، أصبحت كعدوى تنتقل إلى مختلف الأزقة والأحياء للتباري في تزيينها والارتقاء بها جماليا وجاذبية ، وفي هذه الأجواء عرفت أرض العلج بمنطقة بني مكادة ، حيث حول شباب الحي “الزنقة 74 و 75 ” إلى تحفة فنية رائعة، عبد الوهاب ، رشيد، عزيز، عبد الحميد والرسام زهير وطاش. وأخرون انخرطوا بتلقائية، فقط الغيرة على حيهم ، كخلية نحل ، يقضون ساعات بالليل في عملية نفض الغبار وآثار التهميش عن الجدران وصباغتها، ثم تحويلها إلى لوحات فنية رائعة بألوان أضفت عليها جمالية نادرة ومنحتها حياة تنطق إبداعا. الأرصفة والممرات هي الأخرى كانت مجا لا لأعمال فنية امتزج فيها التاريخ الحاضر. فقط، يجب أن تكون مختلف المبادرات في هذا الشأن، مندرجة في إطار جماعي أو لجن الأحياء وبتنسيق مع المختصين والمتدخلين، لأن تلك الأعمال الإبداعية تنجز فوق الملك العمومي، وبالتالي لا بد أن يتماشى المضمون والصباغة مع الذوق الجماعي .لكن الاجمل في غرس النباتات ووضع “محبقات “وورود قرب الأبواب.
وللإشارة، فإن مدنا ،كأصيلة والشاون.. كانت قد انخرطت في هذه العملية، منذ مدة ،وحملت أزقتها بصمات قاطنيها وخاصة الفنانين،أبهرت السكان وجذبت الزوار. ويأمل الشارع الطنجاوي أن يكون هذا المستجد خطوة جبارة لإعادة الابتسامة والهدوء إلى أحياء طنجة، وتتحول مختلف الالتفاتات إلى مدرسة حقيقية لتلقين قيم المواطنة والتربية ” التسامح ،التضامن احترام الجار..ونبذ العنف ..” للناشئة والساكنة بصفة عامة، وهو الدور الذي كانت تقوم به في الحي الأجيال السابقة خلال العقود الماضية..