أسوار المدرسة العمومية بوزان تصادر الحق في الحياة!
الثلاثاء 06 دجتبر 2016 -11:14:09
هل كانت سماء وزان ستَتّجهم ، وستَحجبها عن الرُؤيا سحب الحزن الكثيف، بعد أن طمرت أحجار وأتربة سور مدرسة ابتدائية جثة شاب في مقتبل العمر ؟ عقارب الزمن المدرسي تشير إلى حوالي الساعة الواحدة و 40 دقيقة زوالا من يوم الأربعاء 30 نونبر 2016 . الطالب ( م – خ ) الذي يتابع دراسته بمعهد التكوين المهني الواقع بطريق فاس ، اتخذ من سور المدرسة الابتدائية الإمام البصيري المجاورة للمعهد المذكور محطة لسرقة قسط من الراحة في انتظار الالتحاق في الساعة القانونية بفصل الدراسة ، شأنه شأن باقي زملائه وزميلاته .
وعلى حين غرة سيكسر صراخ طلاب المعهد هدوء حي العدير ، وستروي الدموع المنهارة من عيونهم الفضاء الخارجي لمؤسستهم ، بعد أن حول سور المدرسة الابتدائية المنهار جسد زميلهم إلى جثة هامدة ….. وما هي إلا لحظة حتى تقاطر إلى حيث مسرح المأساة ، رجال الوقاية المدنية ، والأمن الوطني بكل أجهزته ، والإدارة الترابية الإقليمية والمحلية ….. وفي انتظار ما ستقوله التقارير الرسمية حول هذا الحادث المأسوي ، تفيد بعض المعطيات حصلت عليها الجريدة بأن ورش بناء مدرسة الإمام البصيري التي انتهى سقوط سورها بقتل الطالب المرحوم يعود إلى سنة 1996 .
وتضيف مصادر متنوعة التقت بها الجريدة بأن عملية بناء هذه المؤسسة لم تكن سليمة من ألفها إلى يائها . وتعزز هذه المصادر قولها بالتصدعات الخطيرة التي لحقت الحجرات الدراسية وباقي مرافق المؤسسة التعليمية المذكورة مباشرة بعد فتح أبوابها في وجه التلاميذ ….ولأن الشمس لا يمكن إخفائها بالغربال ، فإن مدرسة الإمام البصيري يضيف مصدر جد مطلع ، ستعلق بها الدراسة منذ ثلاث سنوات ، وسيرحل تلامذتها إلى مؤسسة مجاورة ، بعد أن أصبحت رائحة الموت تلاحق التلاميذ والتلميذات بأي مرفق من مرافقها حلوا .
الرأي العام الوزاني بكل أطيافه الحقوقية والمدنية والسياسية ، ينتظر من الجهات المختصة بأن لا تقف في تحقيقها عند سقوط سور المؤسسة بسبب الأمطار الأخيرة التي نزلت على المدينة، بل يتطلع إلى تقليب صفحات المؤسسة التعليمية التي استهلكت مئات الملايين من المال العام، ولم تصمد أمام تقلبات المناخ والزمن القصير ، فسرقت شابا في مقتبل العمر ، بل لولا الألطاف الإلهية فإن الحصيلة كانت ستكون كارثية.